علاقتي مع الغرباء تتسم بالعدوانية ومزاجي متقلب.. أفيدوني
2018-04-24 01:46:00 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، ثم أما بعد:
الدكتور الفاضل محمد عبد العليم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعلم بأنني أكثرت عليكم الاستشارات، وأتمنى من الله أن يزيدكم حلماً على حلمكم وصبرا على صبركم، لقد أشرت علي باستخدام السبرالكس 20m لمدة 3 أشهر، وتحسنت حالتي كثيراً خلال الشهرين الأول والثاني، وخلال الشهر الثالث عادت إلي أغلب الأعراض التي كنت أعاني منها، وبعد تخفيض الجرعة إلى 10 في الشهر الرابع كانت لا تزال الأعراض موجودة، ولكنني لم أعد منتظما على السبرالكس، فأنا آخذها يوماً، ثم أتركها يومين أو ثلاثة، وربما أسبوعا وأنا الآن أكره الناس جميعا إلا أهلي، وغالبا ما تتجه علاقتي مع الغرباء إلى العدوانية، وأسمع من كثيرين بأنني لا أملك أسلوباً.
أنا لا أستطيع التصنع وفي بعض الأوقات يأتيني شعور شديد بالوهن، حتى أنني لا أستطيع الصلاة، ومزاجي متقلب كثيرا حتى أنني لم أعد أعرف من أنا وأحب أن أبقى وحيداً كثيراً، وأفكر في شراء بعضاً من الأغنام في المستقبل، وأتوجه للعيش في الصحراء بعيدا عن كل شيء، فما نصيحتك لي بارك الله فيك، وأعلى شأنك، وجزاك الجنة بدون حساب ولا سابق عذاب.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ليس أمرًا غريبًا أن يتقلَّب الإنسان في مزاجه، بمعنى أن التحسُّن قد يحدث ثم بعد ذلك تأتي هفوة، ثم يحدث تحسّن، ثم قد تأتي انتكاسة، وبعد ذلك تتحسَّن الأحوال -إن شاء الله تعالى-، هذا التقلب المزاجي معروف وموجود، وهو مرتبط بفعاليات الإنسان.
الإنسان الذي يكون إيجابيًّا وذو فعاليات ومتحفِّزٌ نحو الإنجاز، ودائمًا يريد أن يكون يدًا عُليا ويُساهم اجتماعيًّا، ويحرصُ على صلاته في وقتها؛ هذا إنسانٌ قطعًا سوف تستمرُّ مسيرة التحسُّنَ معه، النفس لابد أن نكون حازمين معها في كثير من الأحيان؛ لأن النفس إن لم تأمرها بالحق أمرتك بالباطل، والغفلة عن مراقبة النفس وتشجيعها والسعي لانضباطها يؤدي قطعًا إلى ضعفها والإصابة بالاكتئاب والكدر وخلافه.
أعتقد أن هذا هو الذي حدث لك، والأمر الآخر: أن عدم انتظامك في تناول السبرالكس بالصورة الصحيحة قطعًا هذا له ضرر أكثر من النفع؛ لأن السبرالكس دواء لا يستمر في الدم لفترة طويلة، وعمره النصفي حوالي ثلاثين ساعة فقط، يعني أن الدواء يجب أن يكون متواصلاً حتى يتمَّ البناء الكيميائي، وقد وجد علماء النفس والصيدلة الطبيَّة أن تأخير الدواء قد يكون له ضرر أكثر من نفعه، بمعنى أن الإنسان الذي لا ينتظم في الدواء أفضل له ألَّا يتناوله؛ هذا - أخي الكريم - موقفٌ علميّ معروف.
الآن لا داعي لفكرة أن تذهب وتعيش في الصحراء مع بعض الأغنام، هذه فكرة أراها نوعًا من الهروب الغير إيجابي.
الإنسان نعم في بعض الأحيان يحتاج أن يهرب ويعيش لذاته لفترة، لكن ليس بهذه الكيفية.
كن إيجابيًا، ابدأ الحياة بقوة، تواصل اجتماعيًّا، اجعل الأمل دائمًا هو شعارك في كل شيء، -وإن شاء الله تعالى- تتحسَّن أحوالك، وإن الله لا يغيِّرُ ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم، التغيير يأتي منك، الطاقات موجودة، الإمكانيات موجودة، الفكر موجود، الجسد موجود، النفس موجودة، العقل موجود، فعليك بأن تُغيِّر من نفسك، وأن تكون أكثر إيجابية.
بالنسبة للدواء: ما دمتَ لا تستطيع أن تلتزم بالسبرالكس فمن الأفضل أن تتوقف عنه، هذا أفضل، ويمكن أن تستبدله بالبروزاك، وهو الـ (فلوكستين)؛ لأن البروزاك يتميز بأنه يملك إفرازاتٍ دوائية ثانوية ممَّا يجعل تأخير الجرعات في بعض الأحيان ليس له ضررٌ كبير، قطعًا لا نؤيّد أبدًا عدم الانتظام في الدواء أيًّا كان، لكن إذا كان لابد من عدم الانتظام - كما يحدث في مثل حالتك - فسوف يكون البروزاك أفضل، وهو مُحسِّنٌ للمزاج وممتازٌ جدًّا.
اجعل جرعة السبرالكس الآن خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوع، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعٍ آخر، ثم ابدأ في تناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة (عشرون مليجرامًا) تناولها لمدة شهرٍ، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين أيضًا، ثم كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.
أسأل الله تعالى أن يكون في ذلك الخير لك، وكن متفائلاً، ولا تكن سلبيًّا، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.