جدتي مصابة بالخرف وتكثر من زيارة الجيران حتى ملوا منها
2017-02-28 00:28:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
شيوخنا الأكارم، أراسلكم طلباً للمعونة في مسألة تخص جدتي، حيث أنها كبيرة في السن 80 عاماً، ومصابة بنوع من الخرف، فهي تكثر من الخروج من المنزل، ولا تبقى فيه أبداً، وأثناء خروجها تتردد على بيوت الجيران والأقارب، البيت تلو الآخر طيلة اليوم، وهي تدخل للسؤال عن الحال والأحوال، ولا تطيل المكوث عندهم، ولكن كثرة التردد عليهم كل يوم تسبب لنا ولهم الإحراج.
لقد حاولنا الحديث معها كلنا بشتى الطرق، ولكنها لا تصغي، وتتهمنا بأننا نكرهها، وبأننا لا نلبي لها طلباً، وتذكر ذلك لكل من تلقاه، وإذا ألحينا عليها فهي تدخل سراً عندهم، وتنكر ذلك، وأحياناً أخرى تنتابها نوبات عصبية إن أكثرنا نقاشها فتغضب، وتبدأ بالدعاء لنفسها بالموت، وشد شعرها، وغير ذلك، علماً أنها مصابة بالسكري.
أيها المشايخ الكرام: نريد حلاً يعيننا في تقليل هذه الزيارات المتكررة، والتي تتسبب بالمشاكل لأبنائها الإحراج ولها أيضاً، فبعض من تزورهم لا يفتحون لها الباب ويتحدثون عنها بالسخرية، ونحن لا نرضى لها ذلك.
علما أن جدتي في شبابها كانت محبة لصلة الرحم، ولمساعدة الآخرين، وتبغض العداوة، ولكن الأمور الآن تطورت لحد المبالغة، كما وصفت لحكم سابقا كما أنها أمية فيصعب علينا الحديث معها بلغة العلم، وهي تشكو دوماً من تغير الزمان، فكأنها تعيش في عالم مخالف ويصعب عليها التعايش في عالمنا ونحن نتفهمها.
هي كانت محبة للنظافة ومعروفة بشطارتها، ولكنها بلغت درجة أنها مستعدة لتنظيف مزابل الآخرين، وأمر لا يصلح وننهاها عنه دوما ولكنها لا تصغي، فنحن نرى أن الخرف هو السبب، فهي لم تكن سابقاً هكذا، وجدي حي يرزق، وهو يرى ما يحدث ويسكت صبراً، ويحدث أحياناً أن يخاصمها لفترات قد تطول حتى نضطر للتدخل للصلح بينها، خوفاً من أن يموت غير راض عنها.
كيف لنا أن نشرح لها الوضع ونكفها عن هذا دون أن تتأزم حالها أكثر فنحن نخاف من أن تبلغ مراحل أسوأ فيصعب السيطرة عليها حينها.
نسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كريمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على تواصلك مع موقع الشبكة الإسلامية؛ ونسأل الله أن يصلح الحال؛ وأما الجواب على ما ذكرت.
نشكر لك حرصك على جدتك؛ وسلامتها من الوقوع في الزلل؛ ونتمنى أن يتم تدارس الأمر، وخطورة هذه الأفعال التي تظهر من الجدة؛ يتم التدارس على مستوى الأسرة؛ والتفكير في الأمر؛ ومما نشير به عليكم يكمن في الآتي:
عليكم بالإكثار من الدعاء للجدة بأن يصلح الله حالها؛ وأن يبعد عنها شر الهرم والخرف.
عليكم وأنتم في البيت أن تعطوا الجد والجدة وقتاً للجلوس معهما؛ فلعل التفكير بالخروج كان سببه الفراغ الذي تعاني منه، وحاولوا كلما أرادت أن تخرج أن تمنعوها بطريقة غير مباشرة؛ فتطلبوا منها مثلاً أن تشرب الشاي أو العصير؛ المهم أوجدوا وسائل لمنعها بطرق متعددة.
إذا أصرت على الخروج فينبغي أن يرافقها واحد منكم حتى يمنعها من الدخول إلى بيوت الجيران والسؤال عنهم؛ وهم لا يرغبون بذلك.
أنصح أن تتحملوا طريقتها في التفكير أو النقاش، لأن عامل السن له دور فيما تفعله من غضب وعصبية؛ فاصبروا عليها.
كان الله في عونكم .
+++++++++
انتهت إجابة د. مراد القدسي . مستشار العلاقات الأسرية والتربوية وتليها د. محمد عبد العليم. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
+++++++++
بالفعل هذا نوع من أنواع العته، أو علامة من علامات الخرف المبدئية، التي قد تحدث لبعض الأشخاص خاصة النساء، والإدراك والاستبصار حين يختل تبدر من الإنسان هذه النوعية من التصرفات، وقطعًا بما أنها كانت مُواصلة ومُحبة للآخرين فيما مضى فقد انعكس هذا عليها في شكل هذه العلة التي تحدثت عنها.
نحن دائمًا نُوصي أهل الذين يعانون من الخرف أن يغلقوا الأبواب، أبواب المنازل الخارجية يجب أن تكون مُغلقة، لأن هؤلاء الأشخاص بالفعل عُرضة للخروج من المنزل، عُرضة لما نسميه بالتجوال، عُرضة لأن يفقدوا طريقهم، وهذا حدث كثيرًا.
فإذا كان بالإمكان أن يتم غلق الأبواب، وأن تُهيأ مثلاً فرص للخروج محدودة مع مَن يرافقها ومع مَن يعرف حالتها من الأهل أو حتى الجيران، يجب ألا تُعرَّض للجميع، يجب ألا تكون مصدرًا لعدم القبول من البعض، هي الآن محتاجة لنوع من الستر، محتاجة لنوع من الحرص، وهذا يجب أن يُهيأ لها.
الأمر الثاني: لا تدخلوا معها في حوار كلامي كثير، حيث إن الشخص حين يُصاب بالعته والخرف يفتقد المنطق، يفتقد طريق الصواب لدرجة كبيرة، وكل الذي يقال لها: يجب أن تُنهى عن هذه الأفعال بصورة مبسطة جدًّا، أو تحاولوا تغيير الموضوع وتدخلوا معها في مواضيع أخرى.
الأمر الثالث: يجب أن يُذهب بها إلى الطبيب، اذهبوا بها إلى الطبيب النفسي أو طبيب الأعصاب، لأن حالات العته والخرف حين تكون في بداياتها تُوجد أدوية قد تحِدّ من تطور مرض الخرف والعته، يُوجد دواء يُسمى (إبكسيا Ebixa)، وأيضًا توجد أدوية تؤدي إلى تهدئة الأعصاب، وربما المساعدة لأن يرتبط الإنسان بالواقع حتى ولو جزئيًا.
أيتها الفاضلة الكريمة: أرجو أن تذهبوا بها للطبيب النفسي أو طبيب الأعصاب أو أحد الأطباء المختصين بطب كبار السن.
هذا هو الذي أنصح به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.