قلق وتوتر وإحساس بالنبض في البطن والرأس!
2016-09-26 04:28:03 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بخصوص حالتي مررت بصدمة وضغوط نفسية قوية جدًا منذ 16 سنة تقريبا، وخرجت من تلك المرحلة الصعبة ألم في رأس المعدة، ألم الجهة اليسرى من البطن، وساوس، وتفكير، لا أقدر على إيقافه، وقلق، وتوتر، وإحساس بالنبض بالبطن، والرأس، وكامل الجسم أحيانا، وحركات غريبة بعضلات الأطراف وإحساس بارتفاع ضغط الدم.
علما أنه لا يوجد ضغط، طعم أملاح بالفم، عدم تركيز، وتصرفات سريعة بدون تفكير، أو تركيز عدم الإحساس بأي شيء حتى بنفسي أحيانًا أحس أني خارج جسدي، ألم بالأكتاف وعضلات الرقبة، دوخة أحيانا، اكتئاب، ملل، عدم راحة لا أحس، ولا أفرح بأي شيء وكأني غير موجود، تنميل بالأطراف.
علمًا أني مدخن شره، مستخدم للكبتاجون لمدة 5 سنوات، وتركته منذ 16 سنة تقريبا، مريض سكر، أرجو منكم وصف دواء لحالتي؛ لأني أعاني جدا.
جزاكم الله خيرا، وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - أخي الكريم - في الشبكة الإسلامية، وأعراضك التي وصفتها نسميها بالأعراض النفسوجسدية، يعني أن القلق النفسي هو المسيطر عليك، وبما أن التوترات النفسية قد تنعكس على أعضاء أو أجزاء معينة في جسم الإنسان وتؤدي إلى بعض الأعراض الجسدية، فهذا هو الذي حدث لك، قلق وتوتر أدى إلى إحساسك بالنبض في منطقة البطن والرأس، وشعورك بالحركات العضلية الغريبة هو قطعًا نوع من الانقباض العضلي الناتج من التوتر.
إذًا يجب أن نتفق أن علتك ليست جسدية، علتك نفسية لكنّها من النوع البسيط، وهي ظاهرة أكثر مما هي مرض نفسي حقيقي.
أنا سعيد جدًّا أن أعرف أنك قد توقفت عن تناول مادة الكابتجون، هي قبيحة قطعًا، أضرارها بليغة، فأقول لك: -الحمد لله- الذي وفقك لأن تُحرر نفسك من تعاطيها، وعليك التوقف الآن من التدخين، الإنسان يجب أن يهتم بصحته، ويجب ألا يدفن نفسه بنفسه، أو يقتل نفسه، وقد قال الله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}، وقال: {ولا تقتلوا أنفسكم}، وهي قطعًا من الخبائث وليست من الطيبات، وقد قال الله تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم أنه جاء يحرم علينا الخبائث ويُحل لنا الطيبات، فقال: {ويُحل لهم الطيبات ويحرِّم عليهم الخبائث}، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)، فأضرار التدخين معروفة وبليغة الضرر، ومعظم علمائنا الأفاضل أفتوا بتحريم التدخين.
فالحياة جميلة ومليئة بالطيبات - أخي الكريم - والحياة عظيمة وكريمة، وهي هبة الله تعالى، يجب ألا نُبددها ونُخرِّبها ونفسدها بممارساتٍ غير صحيحة وغير طيبة، هناك الكثير من الجميل الذي يمكن أن نُدمنه في هذه الحياة إدمانًا يؤدي إلى القُرب من الله، إلى صلاح النفس والجسد، من صلاة وبر وصيام وصدقة وخلق حسن وممارسة أنشطة اجتماعية دعوية أو خيرية أو ثقافية، وترفيه عن النفس بالطيبات.
مرض السكر - أيها الفاضل الكريم - يتطلب منك ضوابط طبية معينة، من حيث تنظيم الطعام، وممارسة الرياضة، وبمناسبة الرياضة أنا أراها علاجًا أساسيًا جدًّا حتى لحالات القلق والتوتر والانقباضات العضلية المختلفة التي تعاني منها، فاجعل لنفسك نصيبًا حقيقيًا من الرياضة، أرجو ألا تتجاهل كلامي هذا - الأخ خالد - والأبحاث الآن كلها تتحدث عن نمط الحياة، عن ممارسة الرياضة، التنظيم الغذائي، التفكير الإيجابي، النوم الليلي المبكر... هذه - يا أخي - الآن ثوابت مهمة، إذا طبَّقها الإنسان سوف تعود عليه بنفعٍ صحيٍ عظيم، فاحرص على ذلك.
وأنا أنصحك أيضًا بالحرص على صلواتك مع الجماعة في المسجد، وزيارة أرحامك والتواصل معهم، بناء صداقات، هذا كله ينقلك نحو ما نسميه بالصحة النفسية الإيجابية، والتي حقًّا أريدها لك.
بالنسبة للعلاجات الدوائية: أنا أعتقد أن عقار (جنبريد) منتج سعودي ممتاز، والذي يعرف علميًا باسم (سلبرايد) وهو متوفر في المملكة، أعتقد أنه سيكون كافيًا جدًّا بالنسبة لك في هذه المرحلة، ابدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة (خمسون مليجرامًا) ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحًا وكبسولة مساءً لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة في المساء لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء.