الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية.
أيها الفاضل الكريم: نوعية هذا النوع القلق البسيط المصحوب بشيء من المخاوف والوسوسة يمكن علاجه بصورة فعّالة جدًّا دون أدوية، وإن كانت قناعاتنا التامة أن العلاج يجب أن يكون سلوكيًا ودوائيًا واجتماعيًا وإسلاميًا، إلا أنه في بعض الحالات ليس من الضروري أن تكون المكونات الأربعة موجودة مع بعضها البعض، طبعًا المكوّن أو العلاج الديني أو العلاج الإسلامي والعلاج الاجتماعي لابد أن تكون موجودة، أما المكوّن (العلاج) السلوكي وحتى المكوّن الدوائي في بعض الأحيان ليس هنالك حاجة لهما.
عمومًا أريدك أن تأخذ بهذا المبدأ، مبدأ أن المخاوف يمكن أن تُعالج بصورة اجتماعية ممتازة جدًّا، مثلاً: ممارسة الرياضة بصورة منتظمة، خاصة الرياضة الجماعية -لعب الكرة مع بعض الأصدقاء، الجري، السباحة -هذا وُجد أنه يؤدي إلى نوع من التعريض الإيجابي جدًّا.
كما وجدنا أن صلاة الجماعة فيها خير كثير للإنسان لعلاج مخاوفه، وحتى مني لديه خوف اجتماعي لا بأس أن يبدأ بالصفوف الخلفية في المسجد وعلى أطراف الصفوف أو جنباتها، هذا لا بأس به، لكن يتقدَّم تدريجيًا، الصفُّ بعد الصفِّ، إلى أن يصل إلى الصفِّ الأول، يبدأ بيُمناه، ثم بعد ذلك يتحرَّك إلى وسط الصف ليكون خلف الإمام، ويتصوّر أنه يمكن أن يُنيب عن الإمام إذا طرأ على الإمام طارئ.
أيها الفاضل الكريم: هذا علاج واقعي وفعّال وممتاز، وفيه خيرا الدنيا والآخرة، فيجب أن تأخذ به.
مهاراتك الاجتماعية أيضًا حاول أن تطوّرها: التواصل مع الناس، حضور المناسبات -الأفراح والأتراح- الذهاب إلى التسوق، الجلوس مع الأصدقاء في مطعمٍ مثلاً من وقتٍ لآخر، هذه كلها علاجات مهمة جدًّا، وحين تُقابل أي عددٍ من الناس -أو حتى فردًا واحدًا- ابدأ أنت بالسلام، متى ما كان ذلك مناسبًا، وتذكّر أن تبسُّمك في وجه أخيك صدقة.
هذه الأمور علاجات سلوكية اجتماعية أساسية ضرورية، وأنا أؤكد لك ما تحسّ به من رجفة في اليدين مثلاً والقدمين والرأس، هنالك مبالغة في هذه المشاعر، الأخوة الذين يُعانون من قلق المخاوف دائمًا تتضخم وتتجسَّم لديهم هذه الأعراض الفسيولوجية، وهي ناتجة حقيقة من اضطرابٍ بسيط في إفراز مادة الأدرينالين، والتي تُثير عضلات القلب، وتجعل القلب يضخ الدم بصورة أكبر، وكذلك تُثير الأعصاب عند الناس، لكن المبالغة موجودة في استشعار هذه الأعراض.
أخي الكريم: تمارين الاسترخاء بالنسبة لك مهمة جدًّا، وإسلام ويب أشار إلى هذه التمارين في الاستشارة رقم (
2136015) أريدك أن تطلع عليها وتستوعبها بحذافيرها، وتطبقها بكلِّياتها، هذا إن شاء الله تعالى يُعطيك خطوة علاجية إيجابية جدًّا.
بالنسبة للعلاج الدوائي: عُشبة القلب -أو عشبة عصبة القلب، أو عشبة القديسين- لا بأس بها، جيدة، ومكوّناتها حقيقة هي أنها تحمل مادة الـ (سيروتونين serotonin) ومادة (تريبتوفان Tryptophan) والتريبتوفان هو الذي يُحضَّر منه السيروتونين، لكن قطعًا محتويات هذه المكونات أقلَّ من الأدوية الحديثة، لكن بعض الناس يعتبرونها شيئا طبيعيا، ويُريدون أن يتناولها، لا بأس في ذلك، فعاليتها لا بأس بها. جرعة 500 مليجراما هي جرعة معقولة جدًّا، تتناولها يوميًا لمدة 3 أشهر، بعد ذلك يمكن أن تجعلها 500 مليجراما يومًا بعد يومٍ لمدة شهرين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناولها. أفضل وقتها تناولها في النهار وبعد الأكل.
ليس هناك أعراض انسحابية حقيقية لهذه العُشبة، خاصة إذا كنت سوف تتناولها بالكيفية والطريقة التي ذكرتها لك. بعد الجرعة العلاجية تنتقل إلى جرعة التوقف التدريجي. هي سليمة، نقية، جيدة، الشيء الوحيد: لا ترفع الجرعة، يعني لا تتناول 2000 مليجراما في اليوم، لا، هذا يؤدي إلى ما يُعرف بمتلازمة السيروتونين، وهي تُسبب التعرُّق والقلق والخوف أيضًا، كُلُّ فعاليتها تُصبح عكسية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.