الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noura حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا لم تسببي أي إزعاج، أعانك الله ويسّر لك أمرك، ولا شك أن الحال كما وصفت من معاناة الإنسان عندما يعيش وليس لديه هدف واضح في حياته، أو عندما يُحاط الإنسان بالذي يحبطونه ولا يشجعونه، أو حتى أنهم لا يفهمونه، وخاصة من أقرب الناس له!
بشكل عام عندما تواجهنا مشكلة أو صعوبة ما فهناك ثلاثة احتمالات للتصرف: إما أن نغيّر المشكلة ونحلها بشكل كامل، أو نغيّر نظرتنا لها، أو نتعايش معها.
الاحتمال الأول: أن لا تستسلمي في استحالة دراسة للطيران، وهناك جهات كثيرة تسأليها وتتواصلي معها، وبحيث تبحثي عن الموضوع بشكل دقيق، صحيح أن الواسطة مهمة أحيانا، مع الأسف، إلا أنه ليست كل الأمور بهذا الشكل، فطالما أنك حريصة جدا على هذه الدراسة، فأرجو أن لا تفقدي الأمل وأن تستمري بالمحاولة الهادفة.
وفي حال صعب عليك الاحتمال الأول، فهذه ليست نهاية الحياة فهناك أمور كثيرة يمكنك القيام بها، وهنا يأتي الاحتمالان الثاني والثالث.
فالاحتمال الثاني: هو أن تغيّري نظرتك للأمر، من باب أن تفكري باحتمالات أخرى للدراسة والعمل ونمط الحياة، بحيث يمكنك التعامل مع الوضع الجديد وتهيئي نفسك له، فمن يدري لعل الله يريدك لأمر آخر ينفعك وينفع غيرك.
والخيار الثالث: وهو محاولة التعايش مع حقيقة وواقع أنك لن تصبحي كابتنًا للطائرة، وعلى الرغم من صعوبة هذا الأمر.
إن دراستك وأحلامك وطموحاتك أمر هام، وخاصة أنت الشابة الذكية والطموحة فلا تتركيها فريسة لتصرفات الآخرين، أو سوء تصرفاتهم أحينا من الإحباط وغيره، فهي دراستك وأحلامك وطموحاتك، وهي لك وليست لهم، فاحرصي عليها.
وإذا صعب عليك التكيّف مع هذا بنفسك فليس هناك ما يمنع من أن تتحدثي مع أخصائية نفسية عندكم في الجامعة، فلا شك أن هذا سيعينك كثيرا، فأرجو أن لا تعاني وحدك بصمت.
وللفائدة راجعي حكم الانتحار أو التفكير فيه: (
262983 -
110695 -
262353 -
230518)، علاج الإحباط سلوكيا: (
234086 -
259784 -
264411 -
267822)، الرضا بالقدر وتحقيق السعادة: (
278495 -
2110600).
وفقك الله، ويسّر لك الخير.