أنفق على أخي العاطل وأسرته وأشعر بأنهم يستغلونني!
2016-06-27 05:37:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لم أتمكن من اتخاذ القرار الصائب، ولا أعرف ما هو القرار الصحيح!
سيدي الكريم: أبلغ من العمر 40 سنة، موظفة، وأختي التي تكبرني كذلك، ومن بين إخوتي الذكور أخي الذي كان في السنوات السابقة وحتى عام 2005 رجلاً عادياً، يعمل ويكد ويجتهد ويعامل الجميع بشكل عادي، ولكنه في أحد الأعوام أصبح غريبا، وتغيرت أفعاله، وصار شخصا ثقيل الحركة، منعزلاً، ولا يتكلم مع أحد، فقررنا أن نزوج إخوتي الذكور في سنة واحدة، وكان منهم، فقد ظننا أنه يحرجنا بتصرفاته حتى يتزوج.
تزوج أخي ومنذ أيام زواجه الأولى كنا نمده بالمال كلما طلب، وحينما شعرنا بأن حالته لم تتحسن قررنا أخذه إلى الطبيب النفسي، وبعد زيارة الطبيب أخبرنا بأنه يعاني انهيارا عصبيا، أعطاه الطبيب الدواء وأخبرنا بأنه خلال ستة أشهر سوف يشفى في حال استمراره على تناول الدواء، ولكن زوجته كانت ترفض إعطاء أخي الدواء، وعندما تسوء حالته تطرده من البيت، ويأتي لنا فننظم له الدواء، فيبدأ في التحسن، وحينما يشعر بأنه تحسن يطلب المال ويعود إلى زوجته، وهكذا مرة يمكث عندنا ومرة عند زوجته، كلما نقوم بإصلاحه تفسده هذه الزوجة.
أصبح بعد هذه السنوات رجلاً كسولاً ولا يعمل، مفرطاً في التدخين وشرب الشاي والقهوة إلى درجة كبيرة، فتحنا له عدة مشاريع ولكنه فشل فيها، وكان كثير النوم وبطيء الحركة، يطلب المال كلما تخاصم مع زوجته، يحبها حبا كبيرا ولا يقبل أن يسمع أي شخص يسبها أو يشتمها.
أصبح لديه ثلاثة أبناء، وكبر ابنه البكر وأصبح بعمر تسع سنوات، أرى بأنه يستغل هذا الأمر.
سردت لكم القصة بشكل مختصر، وسؤالي لكم: هل يجب علينا أن نستمر في تقديم المال له كلما طلب، أم أنني أنا من علمته الاتكالية والكسل، لأنني كنت أنفق عليه وعلى أسرته؟
نحن ثلاث أخوات غير متزوجات، ولا نملك منزلا خاصا، وأنفقنا الأموال التي حصدناها من الوظيفة عليه، 70% من دخلنا له، اليوم أشعر بأن أخي وزوجته يستغلوننا، ويسحبون الأموال من باب أنه لا يوجد لدينا أسرة، أحتاج إلى توجيهكم فالأمر صار يفسد علي كثيرا من الأمور في حياتنا الخاصة وصحتنا.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إذا كان أخوك مريضا فعلا وبحالة نفسية ولا يستطيع العمل، فإحسانكم إليه أمر طيب وممدوح، ولكم الأجر عند الله، ويستحب لكم الاستمرار في ذلك استكمالا لخير بدأتم به، واعتبروها من باب الصدقة عليه، فإن الصدقة على القريب صدقة وصلة رحم، وذلك حتى يجد له فرصة عمل أو مدخلا للرزق، ونبهوه إلى أن هذا تفضل وكرم له ولأهله منكم، وليس على سبيل الوجوب عليكم، وأشعروه بضرورة البحث عن العمل، لأن مساعدتكم له من الممكن أن تنقطع في أي وقت.
الخلاصة: لا تندموا على خير قدمتموه لأخيكم، واحتسبوا الأجر من الله، قال تعالى: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين}، فأخلصوا النية في ذلك لله حتى يعود أثر الصدقة على نفوسكم بالسكينة والهدوء، وعلى أجسادكم بالصحة والعافية.
وفقكم الله لما يحب ويرضى.