أكره أمي وأشعر بأني إن اغتربت عنها سأكون باراً بها!
2015-11-29 23:34:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
جزيتم خيرا على هذا المجهود الكبير، وخاصة أنه موجه للشباب، وأخذهم النصيحة من أصحاب الاختصاص وليس من العامة.
أنا أكره أمي، وسأوضح ذلك:
حاليا أعيش مع عائلتي في المنزل، أبي توفاه الله قبل سنة، وأصلا هو كان مسافرا طول الوقت خارج البلاد، وبالتالي تربينا مع أمي، لي أخت عندها تخلف عقلي، وعندي أخت أخرى أصيبت بالسحر منذ 5 سنوات تقريبا، ونحن نعاني التبعات إلى الآن: اكتئاب وحزن، ومحاولة انتحار، تجيء هذه الحالات لها تارة وتذهب تارة، وأمي تعاني في خضم ذلك، وبالتالي هذه البيئة ستؤثر على ما بقي من الإخوة، فأمي صارت تتخوف من أي نجاح بحجة أنها خائفة علينا من الحسد أو السحر، ولم توافق على شيء بالمجمل يخدم الناس لهذا السبب، لكني لم أوافق.
أنا الآن في سنة التخرج بالجامعة، وخضت تجارب كثيرة كعضو اتحاد طلابي ومدرس في مركز قرآن وأعمال تطوعية، كانت أمي غير موافقة لكني عملتها رغما عنها.
ولكن في الفترة الأخيرة تأثرت بهذا الوضع السلبي، فصرت لا أتحدث مع أمي كثيرا، لأنه غالبا ما ينتهي إلى الجدال، وكانت تمر أيام لا أتحدث مع أمي فيها إلا كلمات معدودة، روتين سيء وقاتل في البيت، مليء بالسلبية.
وأسوأ الأيام تمر علي هي العطلة، لأني أكون في البيت معهم وأكره ذلك، وألزم غرفتي في أغلب الأوقات وانعزلت عنهم.
للعلم كنت أريد تغيير الحال بالنصح والإرشاد، حاولت كثيرا لكن لا فائدة، وأنا متأكد لو بقيت على هذه الحالة ستؤثر على حياتي المستقبلية.
لذلك أنا أفكر بعد التخرج بالغربة والسفر لكي أستقل بذاتي وأنجح بحياتي، ولا تؤثر على أولادي وأسرتي مستقبلا، لكن أيضا لا يوجد رجال في المنزل حالياً، فكل إخواني مسافرون خارج البلاد، لكن يوجد زوج أختي، فهل يكفي؟
طبعا كلام المشايخ معروف، بر الوالدين (ففيهما فجاهد) لكن؛ هل يعني ذلك تملكهم لحياتي كما يتملكون بيتاً أو سيارة، أم إنني إنسان لي حاجاتي الجسدية والنفسية وأهدافي ورغباتي، أم إن الأسرة والزواج تعني علف غنم في مزرعة؟ (آسف على التعبير).
وللأسف؛ المشايخ لا يسلطون الضوء أيضا على أن الشباب لهم حياتهم أيضا ويعيشونها بمسؤولية أيضا، هل يعني البر بأن ألتصق بهذه البيئة السبية المليئة بالموت المحتم لأهدافي وحياتي ونفسيتي؟ وإني أرى أغلب الناجحين خرجوا من بيوتهم ليحققوا أحلامهم.
وأنا إن اغتربت أشعر بأني سأبر أمي أفضل مما لو أني بجانبها حاليا، فأنا أعيش حياتي وهي تعيش حياتها بدون سيطرة وترقب وترصد علي.
شعوري حالياً دون كذب تجاه أمي هو الحيادية أو الكره أحياناً كثيرة، ولا أشعر بالحنان والعطف والحب أبدا.
لذلك أرجوكم أريد الحل، والرد الشرعي، والرد النفسي لذلك.
وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ abdallah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال.
تجنب التوتر مع والدتك، وأشعرها بالاحترام، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
رحم الله والدكم، ويسر أمر شقيقتك، وأعانك ووالدتك، وكتب لك بفضله النجاح إنه الكريم الرحيم الفتاح.
ونتمنى أن تحافظ وأهل بيتك على أذكار المساء والصباح، وثقوا بأن الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله.
وكن مستمعا جيدا لوالدتك، ثم افعل ما هو أرضى لله، وكل ما يحقق المصلحة لك وللأسرة، ولكن دون جدال؛ حتى لا تتعب نفسك أو تتعبها.
واعلم أن موت والدك والمسؤوليات الكثيرة مما يؤثر على صحة الوالدة وتركيزها، فالتمس لها الأعذار، واصبر عليها طاعة للواحد القهار.
وعندما تنتهي من دراستك؛ يمكنك التنسيق مع إخوانك في مسألة البقاء أو السفر، وإذا كان زوج الأخت موجوداً فإن بقاءه في المنزل سوف يساعدكم.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك ببر الوالدة والصبر عليها، ولا تظهر أمامها التضجر أو تقطيب الوجه، ولا ترفع صوتك عليها، لأن كل ذلك مرفوض، ولا يليق بأمثالك من الفضلاء.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يرزقك بر الوالدة، وانسجم مع إخوانك، وتفاهم معهم حتى تصلوا للحلول المناسبة.
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.