أبحث عن وظيفة، وما زلت أقابل بالرفض
2015-11-14 23:22:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أشكركم على إتاحة الفرصة لي، وأتمنى منكم المساعدة، أنا فتاة تخرجت من كلية علمية بتقدير جيد جداً، -وبفضل الله- التحقت بعد التخرج بسنة في وظيفة لا تناسبني، ولكنني رضيت بالأمر وأحببت العمل، وفجأة تعرضت أمي لإجراء عملية جراحية كبيرة ليست سهلة، فاضطررت لترك العمل لرعاية والدتي والمنزل، ثم تحسنت حالة أمي النفسية، ولكن حالتها الصحية ليست على الوجه الأمثل، حيث فقدت بصرها، ولكنها الآن -بفضل الله- تقوم بجميع أعمال المنزل بنفسها، مستخدمة حاسة اللمس، وحفظها لمكان الأشياء، وبدأت تشجعني أن أنزل للبحث عن عمل، وأن لا أضيع عمري في المنزل.
أخذت بنصيحة أمي، وذهبت للبحث عن عمل، فقدمت في أماكن كثيرة ومختلفة، ولكن لم أوفق بوظيفة حتى الآن، ولا أعرف لماذا؟ بالرغم من أن أصحاب العمل يؤكدون لي أنهم سوف يتصلون بي، فعند تقديمي لكل وظيفة، وألمس القبول من صاحب العمل، أعود للمنزل بكل نشاط وحماس، وأبدأ بالتفكير والتخطيط للعمل بها.
لم أيأس من ذلك كله، وفكرت في الدخول إلى مجال دراستي من جديد، ودرست لمده شهرين حتى ألتحق بمنحة في مجال تخصصي، وتيقنت بأنها من نصيبي، وبأن الله سوف يعوضني خيراً، ولكن تم رفضي أيضاً، ولا أعلم لماذا؟ فمررت بحالة نفسية سيئة جداً، وإحباط شديد بعد ذلك، ولكنني رجعت إلى مواصلة التقديم لوظيفة مرة أخرى، وما زلت أقابل بالرفض دون علم السبب.
وبالنسبة للحياة الخاصة: لم أجد الشخص المناسب بالنسبة لي، وأبحث عن أدعية، وينتابني وسواس بأن هناك سحرا لوقف الحال قد قام أحد بعمله لي، رغم أنني لا أعتقد بهذا الكلام، ولكنني أوسوس عندما أرى الشماتة في أعين الناس، والحالة النفسية السيئة لأمي، مع أنني أصبرها بكلامي وأنا المحتاجة لمن يصبرني.
أفكر في نفسي كثيراً وأتساءل: ما الذنب الذي اقترفته في حياتي لكي يتوقف حالي هكذا؟ ولكنني لا أجد، رغم أنني قريبة من الله، وأصلي وأصوم، وأعو الله في الليل، ولكنني لا أعرف لماذا يحدث لي ذلك، وهل أكون بذلك قد أخذت نصيبي من الدنيا، ولم يعد لي نصيب في شيء آخر؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحباً بك -ابنتنا البارة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يقر عينك بشفاء الوالدة وصلاح الأحوال، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.
لن يضيع الله من تترك عملها لأجل والدتها، وننصحك بالصبر ثم الصبر فإن العاقبة لأهله، ونوصيك بالرضا بقضاء الله وقدره، واعلمي أن لكل أجل كتاب، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وأن ما يقدره الله للإنسان أفضل مما يختاره لنفسه، ولو كشف الحجاب لما تمنى الإنسان إلا ما حصل له، فثقي بربك، وارضي عنه وبه سبحانه مدبراً معيناً، وأرجو أن تعلمي أنه ليس من الضروري أن يكون سبب التأخر في الحصول على الوظيفة هو الذنوب، رغم خطورة الذنوب، وربما حرم الإنسان الرزق بالذنب يصيبه، ولكن قد يبتلي الله المطيعة ليرفع قدرها، ويبلغها منازل ما كانت لتبلغها إلا بالصبر على البلاء، والعظيم يقول: {إنما يوف الصابرون أجرهم بغير حساب}.
ولا يخفى عليك أن أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الأمثل فالأمثل، فاتقِ الله واصبري، وكرري المحاولات، وتوجهي إلى واهب الخيرات، وحافظي على أذكار المساء والصباح، وأكثري من الدعاء بالخيرات، ولا مانع من أن تقرئي على نفسك الرقية الشرعية، وثقي أن كل شيء بقضاء وقدر، وقد قال الله عن السحرة والأشرار وأعوانهم: "وما هم بضارين به من أحدٍ إلا بإذن الله"، فتوكلي على الله، واستعيني به، ولا ترددي عبارات يشم منها رائحة الادلال على الله، فالمن له وحده والفضل، وما نقوم به من صلوات وطاعات لا يعادل أصغر نعمه من نعمه علينا، ولا تتوقفي عن البحث عن عمل، ولا تقولي لمن تقدمي أوراقك عندهم أنك رفضت من كذا وكذا، فإن ذلك مما يشجع الجهة الجديدة على رفضك أيضاً.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسعد بالاستمرار في التواصل، ونتشرف بمساعدتك، واحرصي على أن تستمري في الطاعات، واستعيني بالله، وأبشري بالخير.
وفقك الله وسدد خطاك.