أفكر في الانتحار وأشعر أني سأجن.. ساعدوني
2015-10-26 11:15:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
كنت قد وضعت استشارات من قبل، وقد تحسنت بنسبة 60 - 80 %، وذلك بفضل الله أولاً، ثم بفضل نصائحكم القوية، وعندي مشكلة بسيطة هذه الأيام، تراودني أفكار بأنني سأجن أو عندما أقرأ أخباراً حول انتحار شخص ما أقول: إنني سأصبح مثله.
عندما زرت الطبيب قال: إنك تعمم كثيراً، وإن الذين ينتحرون يكون لديهم اكتئاب شديد، ويكونون مدمنين على الخمر والمخدرات، فاطمأننت قليلاً، بعدها بدأت أخاف من الذهاب إلى السطح، وكنت كل مرة أذهب لا أدخل إليه خوفاً من أن يصيبني مكروه ما، لدرجة أني أصبحت أخاف أن أجن، وكذلك كثر لدي النسيان وعدم التركيز!
هذا حالي، فعندما أكون في المدرسة أكون بخير، وعندما أرجع للمنزل ولا يكون عندي ما أفعله أبدأ بالتفكير بالموضوعين السابقين.
وضحوا لي هل التفكير بالجنون يؤدي إليه أم لا؟ وهل ذلك الكلام الذي قاله الطبيب صحيح بخصوص الانتحار أم لا؟ أريد أن أنسى الهموم وأستمر نشيطاً، فكما لاحظت أنه عندما أفكر في شيء أصبح عاجزاً عن القيام بشيء، وعندما لا أفكر في دراستي أصبح سعيداً ونشيطاً!
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ IBRAHIM حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب، وأنا سعيد جدًّا أنك قد وصلت إلى مرحلةٍ جيدةٍ جدًّا من التحسُّنِ، ودائمًا الإنسان حين يتحسَّن بأيِّ درجةٍ يجب أن يستفيد من هذا التحسُّنِ من أجل المزيد من التحسُّنِ.
أيها الفاضل الكريم: هذه الأفكار التي تشغلك وتؤدِّي إلى مخاوفك هي أفكار وسواسية، والفكر الوسواسي ذو المحتوى القبيح لا يُنفِّذه الإنسان أبدًا، حتى وإن ذهبت إلى السطح فلن يحدث لك أي مكروه.
ما قاله لك الطبيب هو أمر صحيح، وأنا أضيف إليه أن المسلم لا ينتحر أبدًا، لأنه يُعرف أن الانتحار إثم كبير وعظيم، وفوق ذلك أنت ليس لديك أبدًا سبب لأن يدفعك لمثل هذا التفكير، فعليه أرجو أن تُحقِّر هذا الفكر، أرجو أن تتجاهله تمامًا، ولا تعره اهتمامًا، وأحسِنْ إدارة وقتك، وتجنَّب الفراغ الزمني أو الفراغ الذهني، وكن إيجابيًا دائمًا في تفكيرك.
أودّ أن أضيف أن التفكير بالجنون لا يؤدِّي إليه، على العكس تمامًا، الوسواس يعتبر واقعًا في بعض الأحيان، حتى وإن كان محتواه سيئًا.
أكرر أن الفكرة فكرة وسواسية، وأكرر أن تحقيرها وتجاهلها هو الوسيلة العلاجية، وعليك أن تحافظ على صلواتك في وقتها، وأن تُكثر من الدعاء، وأن تتواصل اجتماعيًا، هذا مهمٌّ جدًّا.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.