الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
أولاً: أقول لك: بارك الله فيك على المشاركة في حلقة الذكر هذه، ونسأل الله تعالى التوفيق والسداد للجميع.
بالنسبة لما يحدث لك: الفكرة التي تُفاجئك هذه هي فكرة وسواسية، والأفكار الوسواسية المفاجئة تكون مصحوبة بدفعات قلقٍ قوية جدًّا، والقلق قد يأخذ طابع نوبة الهرع أو الخوف المفاجئ والشديد، وهذا قد يجعل الإنسان يفقد السيطرة على نفسه، ويجد مخرجًا ممَّا هو فيه، وفي حالتك أنت قمت بترك الكتاب، وأكملتْ إحدى الحاضرات الدرس، فالحالة أو الفكرة فكرة وسواسية، قلقية، مصحوبة بالخوف، ونعتبرها حالة ظرفية مسبَّبة، ولا أعتقد أن لديك أي سمة من سمات الخوف الاجتماعي، فالوساوس يُعرف عنها أنها قد تأتي دون أي مُقدِّمات، فهي فكرة مفاجئة، متسلطة، مستحوذة، وتأويلها وتفسيرها يؤدِّي بالفعل إلى الخوف والقلق.
أيتها الفاضلة الكريمة: التجاهل في مثل هذه المواقف هو العلاج الأحسن، أي تجاهلي هذا الموقف تمامًا، وليس من الضروري أبدًا أن يتكرر، وإن تكرر يجب ألا تتفاعلي وتتعاملي معه بالتجنُّب، أي الابتعاد وإيقاف النشاط الذي أنت منخرطةً فيه، وكان من المفروض أن تواصلي القراءة مع أخذ نفسٍ عميقٍ وبطيءٍ دون أن يُلاحظه أحد، هذا يكفي تمامًا لإجهاض مثل هذه النوبات، فالتجاهل مهم جدًّا.
الأمر الآخر هو: أن تُطبقي بعض التمارين الاسترخائية، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (
2136015)، أرجو أن ترجعي إليها وتُطبقي ما ورد بها من إرشاد، وحاولي أن تتجنبي الكتمان، وأن تُعبري عمَّا بذاتك، فالقلق يتولَّدُ من الكتمان في كثير من الأحيان.
النقطة الأخيرة هي: إذا لم تختف هذه الحالة تمامًا فأنا أقول لك: من المستحسن أن تذهبي وتقابلي أحد الأطباء النفسيين، وغالبًا سوف تحتاجين في هذه الحالة -أي حالة عدم الاستجابة الإيجابية-، سوف تحتاجين لتناول أحد مضادات القلق الوسواسي، ومن أفضل هذه الأدوية عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft)، والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، ولن تحتاجي للدواء لمدة طويلة، وسوف يكون بجرعة صغيرة -إن شاءَ الله تعالى-.
باركَ الله فيك وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.