كيف أتعامل مع إساءة والدي؟
2015-10-01 03:54:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
فتاة عمري (18) عاما، ومشكلتي مع والدي، فمنذ أن كنت صغيرة لم أشعر بالحنان معه، وإنما من والدتي فقط التي تحملت الكثير -ولا زالت- ودائما أنصحها بالصبر، وأن يكون حسبها الله، وهي مريضة سكر، ولا أريد مشاكل تزعجها أو تسوء بحالتها؛ لأنها تهتم بأحوالنا، ولا تنام من التفكير.
والدي يكثر من إهانتها، ويكسر ثقتها، وفي أحيان كثيرة لا يكلم صاحب الشأن من إخوتي بمشكلته معه، بل يستفز والدتي بالكلام كل صباح عن ما يزعجه من إخوتي.
وقت مذاكرتي للامتحانات تكون أنواع المشاكل بالمنزل، وأحيانا معي بسبب أن يكون منزعجا من خارج المنزل.
بعد أن تفوقت ونجحت لم يبارك لي فرحت مع والدتي، وجاء لي ابتعاث لأمريكا لمرحلة الجامعة، وبعد أن وافق أبي وأخي أخذت مدة شهور لترتيب المتطلبات من قبولات، ومستلزمات، وبعدها قال لأخي: إذا سافرت معها؛ لن أرضى عليك. وغيّر فكرة السفر.
إذا خرجنا لأيام معدودة بمنزل آخر أشعر براحة وسعادة، فأسأل نفسي عن سببها: لماذا بمنزلنا لا أشعر بها؟
الآن أنا أصبت بمرض مناعي وهو التصلب اللويحي، وازداد الضغط على والدتي بالكلام عني وكأني لست ابنته، وأيضا اختل التوازن بمشيتي بسبب المرض، وأي مريض لا يحب أن يراه أحد بتركيز، ووالدي أيضا يأخذه التفكير بحالي عندما ينظر إلي، ويأخذ وقتا طويلا بالنظر، أنا أحس بشعور محزن جدا.
أيضا لو توظفت مستقبلا كيف سيكون حالي بعد هذا المرض؟
مرضي يحتاج دعم المريض، وحثه على التحسن، لكن أجد نفسي مراقبة ووحيدة، عذرا لكلماتي غير المرتبة.
طلبي: أن تدعوا لوالدتي أن ترتاح بحياتها، وأنا أريد أن ترشدني لحياة أعيشها بهدوء ومحبة وسلام.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سحر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على التواصل معنا بالكتابة إلينا بما في نفسك، أعانك الله وخفف عنك ما أنت فيه من المعاناة، ليس فقط بالمرض وإنما بأوضاع الأسرة، من مرض الأم ومعاناتها -عافاها الله، وجزاها كل الخير- وإنما أيضا بأسلوب تعامل والدك معه، ومواقفه السلبية منك، أصلح الله حاله.
إنك -يا بنيّتي- ما زلت في ريعان الشباب، وأنت في حاجة لكل تأييد وتشجيع؛ لتنعمي بالحياة وبالنعم الكثيرة التي وهبك الله إياها، والحمد والشكر له على كل حال.
ومما سيعينك كثيرا بعد التوكل على الله تعالى، أن تعملي على بناء ثقتك في نفسك، من خلال عدة أمور، ومنها على سبيل المثال، لا الحصر:
- تعزيز الإيجابيات الموجودة في حياتك، سواء من الصفات الشخصية التي تتحلين بها، أو من الظروف المتوفرة لها سواء داخل الأسرة أو خارجها، فاذكري إيجابياتك، وحاولي أن لا تركزي فقط على السلبيات، فهي موجودة في كل إنسان وفي كل أسرة.
- اعملي على تنمية مواهبك وقدراتك من خلال الدراسة والتدريب أو العمل المناسب، ووفق ظروفك الصحية والاجتماعية، فالانشغال بالدراسة والقراءة والعمل لا شك ستنمّي عندك إمكاناتك وقدراتك، فتصبحين أقل اعتمادا على الآخرين، سواء في الأسرة أو غيرها.
- وأخيرا استفيدي من كل من حولك ممن يمكن أن يكون مصدر دعم وتشجيع لك، كوالدتك، وأخيك، أو غيرهما من خارج الأسرة.
ومع دعائك للوالدة بالصحة والعافية، وادعي لوالدك بالهداية والصلاح، وحسن التعامل معك، ومع أمك وغيركما.
إننا -البشر- بشكل عام عندما تضيق علينا الظروف المحيطة بنا، فعلينا أن نحوّل اعتمادنا -بعد الله تعالى- على غير الأشخاص الذين لا يقدمون الدعم والتشجيع، وإنما نحاول الحصول على هذا -أولا- من مصادرنا الداخلية، وهي غنية -لا شك- إذا أحسنا الاستفادة منها، ومن الأشخاص الآخرين الذين هم إيجابيون معنا.
حددي هدفا لك في الحياة، مهما كان صغيرا، وستلاحظين أن إمكاناتك وطاقاتك قد بدأت تتجه الاتجاه الصحيح، وستصلين لحال تتطلعين فيه للغد الجديد بما فيه من أمل وتفاؤل.
وفقك الله، ويسّر لك طريق النجاح والتقدم.