أبي لا يسمح لنا بالخروج، وجعل من البيت سجنا لنا، فما الحل؟
2015-09-14 02:00:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أسأل الله لكم التوفيق والسداد والأجر العظيم على ما تقومون به.
أنا فتاة عمري 21 سنة، أعشق السفر والسياحة، لكن أبي -سامحه الله- لا يسمح لنا أنا وأخواتي الإناث بالخروج، أقسم بالله حتى بيت أختنا لا يسمح لنا بالذهاب إليه، بدأت أشعر بالكبت، وكأنني في السجن.
أحترم جدا رغبة أبي وفضوله، لكن بدأت المشكلة تؤثر على نفسيتي، أصبحت أغار جدا من الذين في سني حين أراهم يعيشون حياتهم كما يريدون، وقد فكرت كثيرا في الهروب من المنزل، وحاولت عدة مرات، وفكرت بالانتحار، ثم استعذت بالله من الشيطان.
أرجوكم ساعدوني، فأنا أشعر أنني سجينة هذا المنزل، أريد أن أخرج مع صديقاتي، أو حتى عائلتي، أو حتى مع نفسي، أستطيع أن أعصي أبي وأخرج رغما عنه، لكنني أخاف أن أعصيه، وفي نفس الوقت لا أستطيع أن أصبر أكثر من ذلك.
إخواني الذكور وأمي حاولوا معه لكي يسمح لنا بالخروج لكن دون جدوى، وقد حاولت أن أقنع نفسي بالأمر الواقع لكن بلا جدوى، نفسيتي تعبت جدا، أريد أن أعيش مثل صديقاتي لكن أبي يحرمنا ذلك، أنا لن أرضى بالأمر الواقع، أريد أن أغير من حياتي، كيف أقنع أبي بأنني أريد الخروج؟ فأنا والله تعبت جدا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يهدي والدك إلى الاعتدال، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال، ويحقق الآمال.
نتمنى أن تواصل الوالدة والأشقاء المحاولات، وعليهم أن يأمنوا مخاوفه، ويطلبوا منه أن يخرج معكم، أو يسمح لكم بصحبة الوالدة والإخوان، ونتمنى أن تجدوا من العلماء من يساعدكم في إقناعه.
ولست أدري كيف سمح لكم بالدراسة؟ ولماذا يرفض؟ وما هي المخاوف التي عنده؟ ألست من المتسترات عند الخروج؟ وهل يسمح لكم بالذهاب للمستشفى مثلا؟
أرجو أن تجدي من يتكلم بلسانك من الأعمام والأخوال والعلماء والدعاة، حتى تصلوا إلى الحل المناسب، واعلموا أن الخروج الزائد مرفوض؛ لأن الأصل هو القرار في البيوت، وكثرة الخروج تؤثر سلبا على المرأة، وهذا ما شهدت به المسلمات الجديدات، وما أثبتته الدراسات، والعاقلة مثلك تطيع والدها، فكيف إذا كان يأمرها بالخير؟!
ونتمنى أن تتفهموا دوافع الوالد، وتشكروا حرصه عليكم، فهو بلا شك يثق فيك، ولكنه لا يستطيع أن يثق في كل من في الشوارع، وسوف نسعد إذا وصلنا ما يوضح وجهة نظر الوالد، ولكننا ندعوك في كل الأحوال إلى اصطحاب نيته وقصده، ولا تتوقفوا فقط عند تصرفه الذي قد لا نوافقه عليه.
وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، وننصحكم باللجوء إلى الله، واعلموا أن قلب الوالد وقلوب العباد بين أصابعه يقلبها ويصرفها، وننصحكم بفهم الأسباب الفعلية والحقيقية لرفض الوالد؛ فإن معرفة السبب تعيننا وتعينكم -بحول الله وقوته - على إصلاح الخلل والعطب.
وسعدنا بتواصلك، وأفرحنا رفضك للانتحار، ونحذرك من مجرد التفكير، ونشكر لك الصبر وعدم الرغبة في عصيان الوالد، ونسأل الله أن يجعل لك فرجا ومخرجا، وأن يعجل لك بزوج صالح طيب يسعدك ويخرجك مما أنت فيه، وفقك الله وسدد خطاك.