هل هذا الدعاء صحيح لحب شخص والزواج به؟
2015-09-03 03:11:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال: قرأت على الإنترنت دعاءً يكون سبباً في أن يحبني شخص، فهل هذا صحيح؟
هذا هو الدعاء: (بسم الله العزيز المعتز بعلو عزه عزيزاً، وكل عزيز بعزة الله يعتزون، –يا عزيز تعززت بعزتك، فمن اعتز بعزتك فهو عزيز لا ذل بعده، ومن اعتز بدون عزتك فهو ذليل – إن الله قوي عزيز، وإنه لكتاب عزيز، وينصرك الله نصراً عزيزاً– لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز، يحبكم وتحبونه، اللهم أعزني في عيون خلقك، وأكرمني بينهم، ولقد كرمنا بني آدم، إنه لقرآن كريم، في كتاب مكنون، لا يمسه إلا المطهرون، تنزيل من رب العالمين، وألقيت عليك محبة مني، ولتصنع على عيني، إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله، فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن، وقتلت نفساً فنجيناك من الغم وفتناك فتوناً، عسى الله أن يجعل بينك وبين الذين عاديتم منهم مودة، والله قدير والله غفور رحيم، اللهم ألف بيني وبين الخلائق كلهم أجمعين، كما ألفت بين آدم وحواء، وكما ألفت بين موسى وطور سيناء، وكما ألفت بين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وبين آله -رضي الله عنهم- وأمته -رحمهم الله- وكما ألفت بين يوسف وزليخا، قد شغفها حباً إنا لنراها في ضلال مبين، قالوا تالله تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين. – يا مجلي عظيم الأمور، لا إله إلا هو الحي القيوم، اللهم ألق الألفة والشفقة والمحبة في قلوب بني آدم وبنات حواء أجمعين، خاصة قلب فلان، أخذت وعقدت جوارحه بحق شهد الله، وقل هو الله، وحسبي الله، ألا إن حزب الله هم الغالبون، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين. اللهم حبب في فلان ابن فلان، وفلانة، بعد حبك وحب رسولك الكريم، واهده لي، وملكني زمام أمره، واجعله من قسمتي ومن نصيبي، وزوجنا في الحلال على سنتك وسنة رسولك الكريم).
أنا أحب فتاة أكبر مني، وعندي أمل في أن أتقدم لها -إن شاء الله- في المستقبل، فهل ينفع هذا الدعاء؟ وأريد أن أعرف إذا كان صحيحاً أم ضعيفاً.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أيهَا الولد العزيز- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك، وتسكن إليها نفسك، وأن يختار لك الخير وييسِّره لك.
أما ما ذكرته من الدعاء ففيه كلمات كثيرة فيها غموض، ومعناها غير واضح، وهذا دعاء مركب -بلا شك- كما هو ظاهر من أمره، فليس دعاءً نبويًّا مأثورًا، ولذا فنصيحتنا لك أن تعتني بالدعاء بالمأثور، فإذا دعوت الله تعالى بأن يُحببك إلى عباده المؤمنين، ويُحببهم إليك، فهذا حسن، وقد كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وأسألك حبك وحب من يُحبك، وحب عملٍ يقرب إلى حبك) رواه الترمذي وأحمد وغيرهما.
جاء في صحيح مسلم أيضًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الحديث الطويل أنه قال: قلتُ: يا رسول الله، ادعُ الله أن يُحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويُحببهم إلينا، قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم حبِّبْ عُبيدك هذا -يعني أبا هريرة- وأُمَّه إلى عبادك المؤمنين، وحبِّب إليهم المؤمنين) قال أبو هريرة: فما خُلق مؤمنٌ يسمع بي ولا يراني إلَّا أحبَّني.
هذه الدعوات ونحوها يحصل بها المقصود -إن شاء الله تعالى- ونصيحتنا لك ألا تُعلِّق قلبك بامرأةٍ معينةٍ إن كنت تتحدث عن تعلق القلب بامرأةٍ من أجل خطبتها والزواج بها، واعلم بأن هذا قد يصل إلى درجة الحرمة وتقع فيه بالإثم إذا تعلق قلبك بها، وكنت المتسبب بفعل شيءٍ حرام كالنظر الحرام ونحو ذلك.
لذا فالنصح لك أن تتحرَّى في اختيار المرأة الصالحة بالصفات المناسبة، المرأة ذات الدين والخلق، والتي فيها قدر من الجمال تسكن إليه نفسك وتقتنع به، ثم تستخير الله تعالى وتُقدم على أمرك، فذلك خير لك من أن تُعلق نفسك بشيءٍ قد يكون الله -عز وجل- قدَّره لغيرك، وقد يكون قدَّر لك غيره، فالله أعلم بما يُصلحك، فقد تحرص على شيء ويعلم الله أن الخير في صرفه عنك فيصرفه عنك، كما قال سبحانه وتعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تُحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يوفقك لكل خير.