الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لولو حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أختي الكريمة: الخوف الذي ينتابك يعد من أنواع المخاوف المرضية، كالخوف من الأماكن العامة، والمفتوحة، والمزدحمة، والمغلقة، وغيرها من المخاوف المرتبطة بأماكن محددة، أو أشخاص معينين. فإذا كانت هناك حادثة معينة حدثت في الماضي أدت إلى شعور بالخوف بسبب وجودك لوحدك، أو في مكان معين، فنقول: إنه حدث تعميم لكل المواقف المشابهة، مع عدم وجود سبب الخوف المرتبط بالحادثة الماضية. أو ربما نتج هذا الشعور بسبب سماع قصص، أو مشاهدة أفلام، أو توقعات كاذبة لأحداث مرعبة كما ذكرت.
والعلاج يحتاج منك للمواجهة، وعدم الانسحاب والبقاء في الغرفة وحدك أطول فترة ممكنة، مع تحمل الضيق والقلق الناتج عن ذلك بعدم التفكير في ما سيحدث، وبالانشغال بأي موضوع محبب لنفسك. ويستحسن أن يكون ذلك بالتدريج، وفي البداية يمكن الجلوس زمنا قصيرا، ثم يزداد هذا الزمن شيئاً فشيئا.
فإذا كان الأمر صعبا عليك في البداية فيمكن الاستعانة بشخص يجلس خارج الغرفة، أو في مكان قريب منك، ثم ينسحب تدريجياً من هذا المكان في كل مرة إلى أن يختفي تماماً. وكلما تحملت الضيق الناتج عن ذلك لأكبر فترة زمنية؛ زادت ثقتك بنفسك، وقل الخوف أو زال نهائياً.
والأمر يحتاج منك أيضاً إلى تحليل الموقف بصورة موضوعية لا خيالية، واسألي نفسك مجموعة من الأسئلة: لماذا هذا التصور؟ ومن أين أتى؟ ولماذا أصدقه؟ ولماذا أستجيب له بهذه الطريقة؟ وهل حدث لي شيء من ما أتخيله أو أتصوره طيلة الفترة الماضية؟ وهكذا إلى أن تصلي بأن كل هذه الأشياء مجرد توقعات، وليس لها أي دليل من الصحة.
واستعيني بالأذكار اليومية في دخول الأماكن التي تخافين فيها. ونوصيك بالإكثار من قول (حسبي الله ونعم الوكيل) فهي أمان الخائفين -إن شاء الله- وليكن القرءان الكريم أنيسك في البيت تلاوةً أو سماعاً من أي جهاز. والحمد لله أنك ملتزمة في صلاتك وأذكارك.
وللتغلب على أعراض الخوف مارسي تمارين الاسترخاء العضلي بشكل يومي وعند اللزوم، وتجدين تفاصيلها في الاستشارة رقم: (
2136015).
نسأل الله تعالى أن يحفظك من كل شر.