ألم في القلب يشتد في الليل يصاحبه ضيق تنفس أحيانًا.. أرجو مساعدتي
2015-03-11 03:55:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
مشكلتي بدأت معي وأنا في عمر 20 سنة، وتمثلت في ألم جهة القلب، يشتد في الليل خاصة، ويصاحبه أحيانا ضيق في التنفس.
وبعد أربع سنوات ظهرت معي أكبر مشكلة، والتي أعاني منها إلى يومنا هذا يوميًا ﻻ تفارقني أبدًا، وعكرت حياتي، وهي عدم القدرة على أخذ نفس عميق، مع كثرة التنهد، أو التثاؤب وبعد محاوﻻت أخذ نفس عميق، وأحس باختناق وأني سوف أموت، وألم في الصدر أحيانًا شديدا، خاصة جهة فم المعدة، وتأتيني أثناء الأكل؛ أو الجماع مع زوجتي، أو أي جهد، وأحيانًا حتى بدونهم عند النوم، وكثرة الوسوسة.
مع العلم أني زرت جميع الأطباء المختصين والعموميين كلهم يقولون لي بأني سليم، سواء القلب، أو الرئتين، والضغط سليم، مع العلم أني شديد الغضب قليل الصبر، وأخاف كثيرًا.
وعمري الآن 38 سنة، أرجو منكم مساعدتي في الشفاء بإذن الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ messaoud moresli حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرًا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.
أيها الفاضل الكريم: بدأت معك هذه الحالة قبل ثمانية عشر عامًا من الآن، والذي أراه أنه قد حدث لك في ذاك الوقت من الانشداد العضلي في القفص الصدري من الجهة اليسرى مثلاً، ومن ثم بدأت تشعر بالكتمة والضيق في النفس.
هذه الأعراض تكون غالبًا ناتجة من قلق عارضٍ في ذاك الوقت؛ لأن التوترات النفسية حتى وإن كانت بسيطة قد تؤدي إلى توترات عضلية، والتوترات العضلية أكثر من المناطق التي تتأثر بها هي عضلات الصدر، ويظهر هذا التوتر في شكل نغزات، أو آلام في الصدر.
والناس توسوس كثيرًا حول أمراض القلب، وتعتقد أن كل ألمٍ في الصدر هو ناتج من القلب؛ لأن القلب من الناحية العضوية والفسيولوجية هو مركز الحياة عند الإنسان، وأمراض القلب قد كثرتْ وكذلك موت الفجاءة، وهذا كله أدى إلى تكوين وتوليد نوع من المزاج الوسواسي حول أمراض القلب.
أخِي الكريم: التجربة التي مررت بها عندما كان عمرك عشرين عامًا ترسَّخت وتجسدت وتمَّ اختزانها في عقلك الباطن، لذا بدأت هذه الأعراض تنتابك مرة أخرى، وكما تفضلت وتكرمت وذكرت فأنت لديك الميول لسرعة الاستثارة والانفعال والغضب، وهذا يعني أن المكون الأساسي لشخصيتك هو المكون القلقي؛ مما يجعلك عُرضة للأعراض النفسية والجسدية التي تحدثت عنها، ونسميها – أي حالتك هذه – بأنها (نفسوجسدية)، وهي ليست حالة صعبة أبدًا أخِي الكريم – علاجها سهل جدًّا، هنالك أدوية بسيطة جدًّا تزيل القلق والتوتر، وهنالك تمارين استرخائية، وتمارين رياضية، احرص على هذا كله – أي التمارين الرياضية والاسترخائية – فيها فائدة كبيرة جدًّا لك.
ورياضة المشي ستكون من أفضل الرياضات التي تناسب عمرك، الرياضة تقوي النفوس، تقوي الأجسام، وأنت في حاجة لها في هذا العمر، فاحرص عليها أخِي الكريم.
الأمر الآخر هو: أن يكون لك القدرة التعبيرية المباشرة، لا تحتقن، لا تكتم، لا تجعل صغائر الأمور تتجسم وتتضخم في وجدانك من خلال الكتمان، كن رجلاً أريحيًا، سلسًا، سهلاً، مُعبِّرًا عن ذاتك، التفريغ النفسي مهم جدًّا أخِي مسعود.
لابد أن تشغل نفسك بما هو مفيد: أن تزور أصدقائك، أن تزور أرحامك، أن تزور المرضى في المستشفيات، أن تحرص على الصلاة مع الجماعة، أن يكون لك توجُّه إيجابي حول أسرتك... هذا كله فيه خير كثير وكثير جدًّا.
أخِي الكريم: إن استطعت أن تزور طبيبًا نفسيًا فهذا أمر جيد، وإن لم تستطع هنالك عقار متميز يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرين آخرين، أرى أنه سوف يفيدك كثيرًا، هو دواء بسيط وغير إدماني، وليس له مضار حقيقية، أسأل الله أن ينفعك به أيهَا الأخ الفاضل الكريم.
بالنسبة للغضب: ما ذكرته لك سلفًا -إن شاء الله تعالى- سوف يساعدك كثيرًا، لكني أريدك أن تستفيد أكثر وتعتمد على العلاج الناجع للغضب، وهو ما أوصانا به الرسول -صلى الله عليه وسلم- في السنة المطهرة، كيف نُدير غضبنا؟ ارجع لكتاب الإمام النووي (الأذكار) أو أيٍّ من الكتب المشابهة، تمحص وتفحص هذا العلاج النبوي، وأرجو أن تطبقه، وسوف تجد فيه خيرًا كثيرًا.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.