الغيرة والشعور بالدونية وما لها من آثار سيئة.
2004-04-16 09:09:28 | إسلام ويب
السؤال:
Dear sir asalam aalykom، I may take u r more time sorry for that، But i have to write in detail. i am 24 Years old girl and i have three sisters all of them r mashallah beautiful than me among them i am too short and ugly i look so younger than my age، From my childhood i was so quite and sensitive i used to get sad and cry on very small things also i am the most religious person in my family. my problem is that i get jealous from my younger sister because people like her a lot and pay more attention to Her than me also in family my mother always blame me when ever we fight and says that u r bad because u get jealous of her may be she is right i don’t want to be jealous from her cos i know allah has give her good luck and look and didn’t give me many many times through islamic lesions i have tried to not be jealous and i succeeded but for vary short time again because of people double standard behavior and comparing my self to her
My jealousy starts again. once i thought may be because of my behavior people don’t like me so i changed it and tried to be as good as i can to all and fallowed the islamic rules of manner، But unfortunately no positive response. please please help me to get of out of this problem forever because i know it is destroying my both worlds (dunyaa wa akhera). also mentally disturbs me a lot i behave so badly to all. my other problem is also because of my look i am in very bad inferiority complex because of my height when i go out or meet people i feel that they r looking at me with paltriness eyes and the really do so we all know it is not just my feeling. i can’t change my look or people habits but may be i can make myself strong please advise me what should i do to avoid these feelings. because of these problems i have became A mental patient i have lost my confidence، Hope and every thing in this world seems meaning less to me i don’t have any aim or wish in my life i am just waiting when i am going to die my hands r empty i feel that nether my allah nor people r happy from me. thank u waiting for u r advice maa salaam.
=================================
قد آخذ بعض وقتكم وأعتذر مسبقاً عن ذلك.
علي أن أعطي تفاصيل قضيتي:
أنا فتاة عمري 24 سنة ولدي ثلاث أخوات كلهن جميلات (ما شاء الله) أجمل مني، أنا قصيرة جداً وغير جميلة، أبدو أصغر بكثير من عمري الفعلي، ومنذ أن كنت صغيرة في السن وأنا هادئة وحساسة، وأحزن وأبكي لأتفه الأسباب، وأنا الآن أكثر أسرتي تديناً.
مشكلتي هي أنني أغار من أختي الصغرى لأن الناس يحبونها كثيراً ويولونها اهتماماً أكثر مني، أضف إلى ذلك أن أمي تلومني كلما تشاجرت معها وتقول: (أنت سيئة لأنك تغارين من أختك) ربما كانت على صواب، أنا لا أحب أن أكون غيورة من أختي لأن الله جعلها محظوظة وجميلة، ولم يمنحني ذلك، لقد حاولت عدة مرات أن لا أكون غيورة وقد نجحت أحياناً لكن لفترات قصيرة، بيد أن المعايير المزدوجة التي يتخذها الناس تجاهي أنا وشقيقتي، إضافة إلى مقارنتهم لنا، تجعل غيرتي تتوقد من جديد.
لقد فكرت مرة بأنه ربما كان سلوكي سبباً في عدم رضى الناس عني، فغيرت ذلك السلوك، وحاولت أن أكون أفضل فاتبعت الأحكام والقيم الإسلامية، لكن ولسوء الحظ لم أجد رداً إيجابياً.
فساعدوني من فضلكم على التخلص من هذه المشكلة إلى الأبد.
أعلم أن هذا يدمر حياتي في الدنيا والآخرة، إنه أيضاً يقلقني نفسياً فأتعامل بصورة سيئة مع الجميع.
مشكلتي الأخرى هي شكلي، فأنا أحس بعقدة الدونية بسبب قامتي عندما أخرج وكأن الجميع ينظرون إلي بعيون مستهزئة.
أعتقد أن ذلك ليس إحساساً فقط، بل هو حقيقة نعرفها جميعاً.
لا يمكنني تغيير مظهري وشكلي كما لا يمكنني تغيير عادات الناس.
لكن يمكنني أن أجعل نفسي قوية، ماذا أفعل لتحاشي هذه الأحاسيس؟
فبسبب هذه المشاكل أصبحت مريضة نفسياً، لقد فقدت الثقة في نفسي، فالأمل وكل شيء في هذه الحياة لم يعد له معنى بالنسبة لي.
ليس لدي أية رغبات في الحياة، فأنا أنتظر فقط الوقت الذي أموت فيه صفر اليدين، أحس أنه لا الناس يرضون عني ولا الله يرضى عني، فما العمل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sanoobar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يجعل لك من لدنه ولياً ونصيراً، وأن يذهب عنك هذه الأمور النفسية، وأن يرزقك نفساً طيبة مطمئنة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأنا معجبٌ فعلاً بصراحتك وصدقك، وحرصك على حل المشكلة، ووصفك الصحيح لمشاعرك تجاه أختك والآخرين.
وأعتقد أن مثلك قادرٌ على حل أي مشكلة ما دامت لديه هذه القدرة العالية على تشخيص الحالة؛ لأن التشخيص نصف العلاج كما يقول الأطباء، فإذا عرفت العلة والداء سهل وصف الدواء، وأرى أنك نجحت في وصف الداء وتحديد المشكلة، وأرى أنه من السهل عليك حلها بشيء من المساعدة البسيطة إن شاء الله، فإليك ما يلي:
أولاً: مسألة الغيرة من أختك، من خلال طرحك للمشكلة أعتقد أن المشكلة تكمن بدايةً في عدم مواصلة اتباع الطريقة الصحيحة للعلاج، فأنت تعرفين السبب وراء هذه الحساسية، وتحاولين التخلص منها، إلا أنك تتوقفين عن المحاولة نتيجة تصرف الآخرين ضدك، وإشعارك بأنك أنت الجانية خاصة والدتك، ونحن يا أختي الكريمة لا نملك تغيير مشاعر الناس أو تصرفاتهم، ولكننا نملك أنفسنا، وبمقدورنا أن نغير من سلوكنا، أو على الأقل نحاول ذلك، فواصلي البرنامج الذي أنت عليه، ولا تلتفتي للناس، واجتهدي في الإحسان إليها وإكرامها وإهدائها بعض الهدايا حسب استطاعتك.
وأكثري من الدعاء أن يذهب الله عنك هذه الغيرة، وأن يملأ قلبك بمحبة أختك وتمني الخير لها، وحاولي قدر الاستطاعة أن تتجنبي الخلاف معها، وحاولي التزود بقدر مناسب من العلم الشرعي خاصة في مجال الإيمان بالقضاء والقدر، وأن الله قدر المقادير وقسم الأرزاق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وأن ما أنت عليه من هيئة ومظهر وكذلك أختك إنما هو إرادة الله وحده، وليس لك أو لأختك أو لأي أحد من الناس دخل فيه، وإنما كما قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ)) [آل عمران:6]، فلا دخل للجميع في جماله، ولا دخل لغيره في صورته، فلم يختر أي واحد منا صورته ومنظره ونسبة جماله، وإنما هذه كلها هي خيرة الله وإرادته وتدبيره جل جلاله، فلماذا إذن أغار من أختي أو أحسدها على أمرٍ ليس لها دخل فيه ولا إرادة؟
فهي لم تتخير شكلها، كما أنك أنت أيضاً لم تتخيري شكلك أو طول قامتك، وإنما هذا نوع من الاختبار لك ولأختك بل ولأسرتك كلها، ليرى الله كيف تتصرفون إزاء هذا التفاوت الظاهر، وأعتقد أنه بالاطلاع على مثل هذه الكلمات سوف تستريحين تماماً، وتشعرين بأن الغيرة لا أساس لها لأنها غير واقعية وغير منطقية، فلا يعقل أن نكره إنساناً بسبب شيء لا دخل له فيه، حاولي التركيز على هذه المفاهيم مع الأشياء التي ذكرتها سابقاً، وستتحسن الأمور إن شاء الله.
ثانياً: شعورك بالدونية أمرٌ محزن حقاً، بل ومدمر؛ لأنك تواجهي نعمة الله عليك بعدم الراحة والرضا، وهذا هو أساس المشكلة، لماذا تركزين فقط على قصر القامة وعدم الجمال وتحبسين نفسك داخل هذا النفق المظلم؟
لماذا لا تنظرين إلى عشرات النعم الأخرى التي أنعم الله بها عليك؟
لماذا لا تنظرين إلى غيرك ممن فقدوا أعضاء مهمة من أعضائهم، كالبصر والسمع والنطق والحركة، ورغم ذلك سعداء ولم يقفوا عند تلك العاهات، وألزموا أنفسهم وقاموا بربطها في عمود، وجلدها كل يوم بمئات العصي لأنها أقل من غيرها؟
انظري أختاه إلى من هو دونك وأقل منك، وستجدين أنك أفضل من غيرك بكثير وكثير.
ثم أليس هناك أناس عندهم بعض النقص، ورغم ذلك لم يستسلموا لنزغات الشيطان، واستطاعوا التغلب على تلك النظرة الانهزامية، وأصبحوا عمالقة في مجالات متعددة؟
اقرأي وستجدين أن هناك نوابغ وعباقرة كباراً، ما دفعهم إلى التفوق والتقدم إلا هذه الظروف الاستثنائية، لم يستسلموا وإنما حمدوا الله على نعمه التي لا تقدر ولا تحصى، وانطلقوا يستفيدون من بقية النعم الأخرى، فأصبحوا من أسعد الناس وأعظهم، فدعي عنك هذه الروح الانهزامية، وركزي على الجوانب الرائعة في حياتك، واستفيدي منها، وستكونين أسعد الناس إن شاء الله، وبالله التوفيق.