كيف أميز بين البخل والحرص مع خطيبي
2014-12-23 04:57:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أعرف هل خطيبي بخيل أم حريص؟
منذ شهر تمت خطبتي - بفضل الله -، وبداية تعارف أهلي وأهله كان من الواضح جداً بأنهم كرماء، حيث دخلوا علينا بالهدايا، وكانوا في كل زيارة يحضرون لي هدية، وكانت في عيد ميلادي، لأنها المناسبة الوحيدة التي حصلت بيننا.
خرجت مع خطيبي بعد الخطبة بيوم، فطلب مني أن أركب الميكروباص؛ لأن المسافة بعيدة، فاحترمت رأيه، ولم أتناقش معه أو أجادله، علماً بأنني أستخدم سيارة الأجرة في مشاوري دائماً، وأعلم بأنه تبذير مني.
المشكلة بأنني أعمل في شركة، ودخلي ثابت، ولقد اشتركت بباقة الهاتف الجوال باقة موبينيل، أي أنني أدفع ما يقارب ال 100 جنية شهرياً، وخطيبي يعلم بذلك، بينما خط زوجي هو فودافون، ويعمل بنظام بطاقات الشحن، وطلبت منه أن يقوم بتحويلة إلى فاتورة شهرية بدلاً من بطاقات الشحن حتى نرتاح نحن الاثنين، وإنني سأقوم بتغير خطي إلى شركة فودافون حتى أوفر عليه الفاتورة، فاتفقنا على تغيير الخط.
أكملت أربعة أشهر من خطبتي، وقد أخبرني قبل الخطبة بثلاثة أشهر أنه سيقوم بتغيير خطه، ولم يفعل، حينما أهاتفه يتكلم معي كثيراً، وحينما أهاتفه أنا يختصر الكلام ويغلق الخط، ما تربيت عليه في منزل والدي بأن الرجال قوامون على النساء، وأن الرجل هو المسؤول وهو من يقوم بالصرف، ولم أجد هذه الأمور في خاطبي، لا أعلم هل هو بخل؟ أو حرص؟ أو ماذا؟
لقد خُطبت قبل هذا الشاب، وتعبت من تجاربي، علماً بأنني أفضل العنوسة على معاشرة رجل بخيل.
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحباً بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد.
لاشك أن فترة الخطبة هي فترة للتعارف، ولكننا نخطئ عندما نجعلها للحيل والاختبارات للشريك، لأننا نذكر الجميع بأن المرأة لا يمكن أن تجد رجلاً بلا عيوب، كما أن المرأة لا تخلو من العيوب، والواقعية مطلوبة.
إذا كان الرجل وأهله قد بدؤوا بتقديم الهدايا، فلا مجال لاتهامهم بالبخل، والخاطب أيضاً قدم لك هدية، فلا تستعجلي في الحكم عليه، أو اتهامه بالبخل، من المهم أن نقبل الشريك كما هو، ونضخم الإيجابيات ونعززها، وإذا كانت هناك سلبيات من الناحية الشرعية فلا مانع من السعي في التصحيح بعد أن نبحث عن مدخل حسن، ونبدأ بذكر إيجابياته، ثم نقول ويكتمل الخير الذي فيك بفعل كذا وكذا.
والاتهام بالبخل يأتي من بعض المخطوبات وأهلهن كما يأتي الاتهام بالطمع والرغبة في الاستغلال من قبل الخاطب وأهله، وكل ذلك مرفوض، لكنه يحصل بكل أسف.
ونحن نحب أن نؤكد لا بنائنا وبناتنا أن الذى بينهم أكبر من الدرهم والجنيه، والدينار، فلا تقفي طويلاً أمام تصرفه في مسألة الاتصال، أو في عدم حماسه لعمل خط هاتف كما طلبت منه.
ونحب أن نذكر بأنه ليس من المصلحة أن تطول فترة الخطبة، وأنه ليس من المصلحة أن يحصل توسع في المكالمات، فبعد القبول والارتياح والانشراح ينبغي أن تسارعوا في إكمال المراسيم؛ حتى تعيشوا الحياة الواضحة الحلال، التي ليس فيها مجاملات ولا تصنع، وعندها ستختفي الملاحظات الصغيرة، فالحياة الزوجية قطار سريع لا يتوقف إلا في المحطات المهمة.
وهذه وصيتنا لكما، بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير.
سعدنا بتواصلك ونفرح بإشراكنا في قراراتكم، فأنتم عندنا في مقام الأبناء، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.