أعاني من وساوس قهرية حتى صرت أفكر كثيراً
2014-12-15 01:25:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا بعمر 25 عاما، وأعاني من وساوس قهرية منذ أربع سنين، والحمد لله، مدرك الوضع لكن السنة الأخيرة (حبيت وفقدت) بيوم وليلة، لقد أزعجني جلد الذات، والحمد لله، والآن خف لدي النظر من كثرة استخدم الجوال، وما أقدر أتكلم مع شخص مباشرة خشية أن يستفزني بأتفه شيء.
أحيانا أعاند نفسي بشيء ألين أعرفه ويتعبني الشيء هذا، وجسمي هزل، وأخاف من الجلطات، وكأن معي فقر دم.
إن جلست وحدي يزعجني التفكير، وإن خرجت أخاف من الدوخة!
أفيدوني، وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت قلت إنك تعاني من الوسواس القهري منذ أربع سنين، لكنك لم توضح نوعية الأعراض التي جعلتك تعتقد أنك تعاني من وسواس قهري.
الأعراض التي ذكرتها من جلدٍ للذات والشعور بالأسى وإضاعة الوقت مع الجوال وشعورك بأنك مستفز من قبل الآخرين: هذه ليست أعراضا وسواسية، هذه أعراض قلقية تدل على التفكير السلبي، وهي في هذا النطاق.
عمومًا أعراضك الجسدية واضحة، ربما يكون هنالك مكوّن نفسي – كما ذكرت لك – وفي هذه الحالة نسميها بالأعراض النفسوجسدية (سيكوسوماتية).
أخي الكريم: أرجو أن تذهب إلى الطبيب – طبيب عمومي أو طبيب باطني – وتقابله، وقم بإجراء الفحوصات الكاملة.
أنت ذكرت أنك تعاني من فقر الدم، هذا أيضًا لابد أن يتم الاستقصاء حوله، وأن تأخذ العلاج المناسب إذا كان هنالك فقر دم، لأن فقر الدم يؤدي إلى الإجهاد، يؤدي إلى افتقاد الطاقات، وقد يؤدي إلى شيء من الاكتئاب، قد يُسبب الدوخة، هذا كله قد يحدث من فقر الدم، فإذًا قم بإجراء الفحوصات، وإذا كان هنالك حاجة لأي علاج سوف يعطيك الطبيب العلاج المناسب.
إذا كنت بالفعل تعاني من وساوس قهرية يُضاف إليها القلق الذي تعاني منه هنا.
أيها الفاضل الكريم، مضادات الوساوس موجودة، وهي ممتازة، وتحسِّنُ المزاج، وتزيل القلق، ومن أفضل هذه الأدوية عقار (سيرترالين) والذي يعرف تجاريًا باسم (لسترال) أو يسمى (زولفت) أيضًا.
هنالك علاجات دوائية ممتازة، وفي ذات الوقت أنت محتاج أن تنظم حياتك، أن تمارس الرياضة، أن تتواصل اجتماعيًا، أن تكون شخصًا فاعلاً ونافذًا ومفيدًا لنفسك ولغيرك، هذا مهم أخي الكريم، وأن تحرص على الصلاة مع الجماعة، وأن يكون لك ورد قرآني، وعليك بالدعاء، أذكار الصباح والمساء والأذكار الموظفة، هنا تحسُّ بقيمة الحياة، أما الإنسان الذي يعيش في خواء وفي فراغ وتوجس ووسوسة لا داعي لها قطعًا ستتراكم وتتزايد عليه هذه الأعراض.
أيها الفاضل الكريم: أنت في عمر جميل، أنت في بدايات الشباب، هذه الطاقات العظيمة أريدك أن تستفيد منها بصورة أفضل.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.