اخترت التخصص حسب رغبة الأهل، والآن أريد التغيير، ما رأيكم؟
2014-12-10 23:00:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا طالب في كلية الأسنان، ودخلت الكلية بناء على كلام الأهل ومشورتهم، وتفاجأت بالنظام وبالمواد، ومن يومها نفسي منحدرة كل يوم، ومع أني دخلت الكلية بمعدل 5، ولكن والله، ما تقبلت الموضوع، وحاوت التأقلم مع المواد والبيئة الدراسية، ولكني نفسيًا لا أريد القسم، وكانت درجاتي في الأسابيع هذه من سيء إلى أسوأ، لدرجة أني صرت أدخل الاختبار، وأنا غير مذاكر.
للعلم، أنا في بداية الفصل الأول قدمت على تحويل من القسم لكلية أخرى، وقالوا: لا يَسمح النظام الآن، على الأقل تكمل الفصل، وبعده تحول أو تسحب، وتقدم في السنة القادمة.
صراحة أنا تعبت من المواد، والوالدة غاضبة مني، وتقول لي: لماذا تغيرت، لست كما كنت سابقًا. وأنا أعشق النحو والأدب، لكن تفكير الأهل ونظرتهم من ناحية الوظيفة والمستقبل.
أنا مؤمن أن الأرزاق بيد الله، وأريد مشورتكم في أمري.
شكرًا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لا شك أن اختيار التخصص ينبغي أن يترك للطالب، وعلى الإنسان أن يتعلم ما يصحح به عقيدته وعبادته وتعاملاته وفق الشرع الحنيف، ثم ينطلق بعد ذلك، فيطلب لونًا من العلوم تستريح إليه النفس، وإذا درس الإنسان في المجال الذي تميل إليه نفسه، فإنه يبدع، ويأتي بالجديد المفيد.
ليس من الصواب ربط الدراسة بالوظائف فقط، وإنما الصواب ربطها باحتياجات الأمة، وربطها بالإبداع في الحياة؛ فالأمة ليست بحاجة إلى مدرس عادي، وليست بحاجة إلى طبيب عادي، ولكنها بحاجة لمتفوقين ومبدعين، والمبدع في أي مجال عملة نادرة، وله مستقبل -بحول الله وقوته-.
أرجو أن تستشير أساتذتك، وتتحاور مع أهلك، فإما أن تُقبل على التخصص المذكور أو تُدبِر؛ حتى لا تضيع عليك الأوقات، وقد أحسنت فالأرزاق لا علاقة لها بالتخصصات، وقد يكون وضع من رسب أحسن من بعض الناجحين، ولكن العلم نور، وهو سبب للرزق والخيرات، ونحن نخطئ عند ما نربط طلب العلم بالوظائف، ونتوقف عن الطلب بمجرد الحصول على وظيفة، ولا يزال المرء عالمًا ما طلب العلم، فإن ظن أنه علم، فقد جهل.
سعدنا بتواصلك، ونتمنى أن تنجح في إرضاء والديك، وافعل ما هو أنفع لك، ووصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.