أعاني من الوساوس والقلق والخوف من المستقبل، ما العلاج؟
2014-10-20 00:09:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا أعاني من خوف وقلق شديدين من المستقبل، وأنا مقبِل على المرحلة الجامعية، واخترت التخصص بصعوبة كبيرة، وما زلت مترددًا.
تراودني أفكار سلبية، وخوف من المرض والموت مستقبلًا؛ لأن والديَّ يحبانني كثيرًا، وأخاف أن أموت، ويعيشان بعدي في حزن كبير، كما أخاف أن تندلع حرب في بلدنا، رغم أنه -والحمد لله- بلد آمنٌ مستقر، وأخاف أن يحدث له ماحدث في بعض الدول العربية الشقيقة.
أما الخوف والقلق الثالث، فهو حيرتي في الوظيفة؛ فأنا أرى أني لو أصبحت مهندسًا، لن أكون أستاذًا، والعكس، فأنا طموحاتي كبيرة جدًا، وكلما مرّ الوقت، أشعر بالخوف الشديد، وأعاني من الوسواس القهري، وفقدت الثقة في كل شيء، وينتابني الاكتئاب.
هل من علاج؟
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على الثقة في إسلام ويب.
كما أوضحتُ لك سلفاً، ليس هنالك ما يدعوك للخوف من المستقبل، أنت لست فاشلًا، فلا تخفْ من الفشل أبداً، المستقبل بيد الله، وأنت لديك الطاقات النفسية والجسدية الممتازة، التي من خلالها تستطيع أن تجعل مستقبلك عامرًا ومشرقاً.
أيها الفاضل الكريم، التّكْرارات الوسواسية التي تتسلط عليك، يجب أن تتعامل معها من خلال الاستخفاف بها وتحقيرها، وحين نرجع لتعريف الوسواس، نجده بالفعل: هو فكرة ملحّة متسلطة سخيفة لا معنى لها، يؤمن الشخص الذي يعاني من الوسواس بسخف أفكاره، لكنه قد يجد الصعوبة في الإغلاق عليها أو ردها، وهذه هي الإشكالية هنا.
لذا نقول: إن أهم علاج للوسواس، هو تحقيره، عدم الاقتراب منه، والاستخفاف به، وفي ذات الوقت عدم الدخول في حوارات تفصيلية؛ لأن تشريح الوساوس ومحاولة إخضاعها لأي نوع من المنطق أو الواقعية، هذا يشعّب الوسواس، ويولد أسئلة جديدة ذات طابع وسواسي، مما يزيد من تشابك الوسواس واستحواذه، فحقّرْه -أيها الفاضل الكريم-، فأنت -الحمدلله- لديك الطاقات كما ذكرت لك، اجتهد وعشْ على الأمل والرجاء، وهذا هو المهم.
أنا أرى أنك في حاجة لعلاج دوائي، اقتنعت تماماً بذلك، ولذا أودّ أن أدعوك أن تذهب وتقابل طبيباً نفسياً، أو حتى طبيبًا عموميًا ذا خبرة، يمكن أن يصف لك أحد الأدوية المضادة للوساوس القهرية، الدواء سوف يفيدك كثيراً، ولديكم في المغرب دواء يعرف باسم (ديروكسات)، واسمه العلمي (باركستين)، وهو من أفضل الأدوية التي تعالج مثل حالتك، وأنت لست في حاجة للدواء بجرعات كبيرة، وجرعة البداية، هي نصف حبة أي 10 مليجرام، يتم تناولها يومياً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعلها حبة كاملة أي 20 مليجرام، تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها نصف حبة يومياً لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم نصف حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
كما تلاحظ -أيها الابن الكريم-، أخبرناك بالجرعة التمهيدية أو جرعة البداية، ثم جرعة العلاج، ثم التوقف التدريجي من الدواء، فإذاً اذهب وقابل الطبيب، وقد يصف لك هذا الدواء أو أيّ دواء مشابه له، وكلها -إن شاء الله تعالى- سوف تجعلك تحسّ بالارتياح، وأنًّ القلق والمخاوف الافتراضية -التي تسيطر عليك وذات الطابع الوسواسي- سوف تقلّ كثيراً، ويكون هنا دورك أن تحقرها كما ذكرت لك سلفاً، ولا تَتّبعها أبداً، ولا تنظر إليها نظرات تفصيلية أو تشريحية لتخضعها للمنطق، لا منطق في الوسواس أبداً.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.