كيف أعرف أن الله قبل توبتي؟
2014-10-01 05:26:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
كيف أتوب إلى الله؟ وكيف أعرف أن الله قبل توبتي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ay حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
وبخصوص ما سألت عنه فنحب الإجابة بما يلي:
أولا: اعلم -أخي الحبيب- أن الله وفقك لهذا السؤال العظيم، وعليك أن تغتنم تلك الفرصة والنفس تواقة إلى الإقبال على الله عز وجل، نسأل الله أن يتم عليك نعمته وعافيته.
ثانيا: التوبة كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (هي الندم)، وهي الرجوع عما يكرهه الله من العبد ظاهرا وباطنا، وهي الهداية الواقية من اليأس والقنوط، وهي أول المنازل وأوسطها وآخرها كما قال ابن القيم، وهي بداية العهد وخاتمته، وهي ترك الذنب مخافة الله عز وجل، وهي استجابة لأمر الله وطاعة لأمر ربك سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين ءامنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً)، وهي سبب لفلاحك في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون)، وهي الجالبة لمحبة الله لك، قال تعالى: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)، وهي سبب لدخولك الجنة ونجاتك من النار، قال تعالى: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً، إلا من تاب وءامن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً)، وهي الجالبة لنزول البركات من السماء وزيادة القوة والإمداد بالأموال والبنين، قال تعالى: (استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين)، وهي من أسباب تكفير سيئاتك وتبديلها إلى حسنات، قال سبحانه: (إلا من تاب وءامن وعمِل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً).
ثالثا: إذا كان للتوبة كل هذه الميزات فكيف أتوب، والجواب فيما يلي:
1- إخلاص النية لله بداية الطريق، فتوبة بلا إخلاص لا تردك عن محرم، ولا تصرف عنك السوء، ولهذا قال تعالى عن يوسف عليه السلام: (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين).
2- الندم على ما فات، والعزم على عدم الوقوع في المعصية، وإن قدر الله وتعثرت خطاك فاهرع إلى الله وجدد توبتك.
3- المحاسبة طيلة الطريق، فإن محاسبة النفس تدفع إلى المبادرة إلى الخير، وتعين على البعد عن الشر، وتساعد على تدارك ما فات.
4- إياك والشريك الخائن: ونعني به النفس، لا تأمن أبدا نفسك، وقل لها: يا نفس توبي قبل أن تموتي، فإن الموت يأتي بغتة، وذكّرها بموت فلان وفلان.
5- اجعل لنفسك وقتا تخلو فيه بالله عز وجل، واجعل لنفسك حال مع الله، لا يهم صغره من كبره نعني الوقت، المهم أن يكون لك ورد مع الله وحال دائم.
6- اجتهد في البحث عن الصحبة الصالحة التقية، فإن الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفساً قال له العالم: (إن قومك قوم سوء، وإن في أرض الله كذا وكذا قوماً يعبدون الله، فاذهب فاعبد الله معهم). والصاحب كما قيل ساحب، لذا عليك بالصالحين، وابتعد عن رفقة السوء: فإن الطباع تسرق من بعض، وتذكر قول حبيبك عليه الصلاة والسلام: {الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل}.
7- وهناك أسباب أخرى تعينك أخي الحبيب على التوبة غير ما ذُكر منها: الدعاء إلى الله أن يرزقك توبة نصوحاً، وذكر الله واستغفاره، وقصر الأمل وتذكر الآخرة، وتدبر القرآن، والصبر خاصة في البداية، إلى غير ذلك من الأمور التي تعينك على التوبة.
رابعا: للتوبة علامات يعرف العبد بها قبولها عند الله عز وجل ومنها:
1- أن يكون سلوكك بعد التوبة خيراً مما كان قبلها.
2- أن تخاف من الوقوع فيما حرم الله، ولا تأمن مكر الله، فقد قيل: العاقل لا يأمن مكر الله طرفة عين، فخوفه مستمر حتى يسمع الملائكة الموكلين بقبض روحه: (ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)، فعند ذلك يزول خوفه ويذهب قلقه.
3- أن يستعظم ما وقع فيه من محرم كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: {إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه، فقال له هكذا}. وقال بعض السلف: (لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من عصيت) مع استبشاره برحمة الله ومغفرته له.
4- أن تجد انكساراً في قلبك وذلاً وتواضعاً بين يدي ربك.
5- أن تحرص على الاستزادة من فعل الخير.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يمن عليك وعلينا بتوبة صادقة.
والله الموفق.