الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعراضك نفسوجسدية، وهي تدل على وجود قلق، ربما يكون هذا القلق بالفعل نوعاً من نوبات الهرع، والأعراض الجسدية ناتجة من التقلصات العضلية التي تكون دائمًا مصاحبة لنوبات القلق والخوف، كل الأعراض الجسدية التي ذكرتها من آلام في الصدر، وحرقة البطن، والصداع، هذه كلها انقباضات عضلية ناتجة من الحالة التوترية التي تعاني منها.
هذه الحالات -إن شاءَ الله- عرضية، وفي مثل عمرك فسوف تزال بشيء من تنظيم الوقت لتنام ليلاً مبكرًا، وممارسة الرياضة في أثناء النهار، وتخصيص وقتٍ لدراستك، ووقتٍ لراحتك، وأن تجتهد في دراستك، وأن تكون بارًا بوالديك، وهذه سوف تمثل أنشطة ومهارات حياتية ممتازة جدًّا لا تدع مجالاً كثيرًا للقلق والتوتر.
التدرب على تمارين الاسترخاء أيضًا نعتبره مهمًّا، ويمكن مراجعة كيفيتها في الاستشارة رقم (
2136015 فاطلع عليها وقم بهذه التمارين.
في مثل عمرك: أنا لا أميل لاستعمال الأدوية، والركائز الإرشادية التي ذكرناها لك أرى أنها سوف تكون كافية جدًّا، لكنك تحتاج للمزيد من الثقة حول نفسك، وذهابك إلى الطبيب العمومي – طبيب الأسرة مثلاً – مرة كل ثلاثة أشهر خلال العام سيكون أيضًا أمرًا مفيدًا للقيام بالفحوصات الروتينية، ويُعرف أن مقابلة الطبيب قد تكون دافعًا نفسيًا مفيدًا للإنسان، وإذا رأى الطبيب أن يعطيك أحد مضادات القلق البسيطة فلا مانع في ذلك، ولكنَّ الدواء يُقيَّد في جرعته، وكذلك حسب عمرك.
الأعراض ليست لمدة طويلة، وإن شاء الله تعالى لن يوجد أثر سلبي على صحتك.
تفسير الأعراض: أنا ذكرتُ لك أن القلق هو الذي يؤدي إلى الأعراض الجسدية، كالتنميل وحرقة البطن، وكما تحتقن الأنف تحتقن النفس، واحتقان النفس يؤدي إلى توترات عضلية، لذا التعبير عن الذات مهم، وممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء – كما أشرنا إليها – من الضروريات المفيدة جدًّا.
لا مانع أن تتحدث مع أحد ذويك، وأنا متأكد أنهم سوف يقدمون لك الدعم المطلوب، وأنت لست مريضًا، هذه مجرد ظاهرة، وليس هناك ما تُخفيه.
بالنسبة لسؤالك حول علاج الجبن: أولاً: يجب ألا تنعت ولا تصف نفسك بأنك جبان أبدًا، أنت شاب من شباب الإسلام، قوي، وعزيز، وكريم، لا بد أن تكون هيكلة تفكيرك قائمة على هذا الأساس.
والنقطة الثانية: احرص على مصاحبة الصالحين من الشباب، ويجب أن يكون أندادك وأقرانك من الطيبين أصحاب السلوك الحسن، تدرس معهم، تصلي معهم، وتلعب معهم أي نوع من الرياضة ككرة القدم مثلاً، وهكذَا، هذا مهم.
يجب أن تعطي نفسك أيضًا بعض الصفات القيادية وسط أقرانك وفي داخل البيت، وأن تُشارك فيما يُعزز وضع الأسرة هذا أمر جيد، وأن تكون لك أنشطة ثقافية واجتماعية مع زملائك هذا أيضًا جيد، ويُخرج - إن شاء الله تعالى – من نطاق العراك وتحقير الذات.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.