تعجبني فتاة وأنا غير ميسور الحال للزواج بها، ما نصيحتكم؟
2014-04-03 01:26:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا طالب جامعي، ما زال أمامي سنة ونصف قبل التخرج، وتنتظرني الخدمة الوطنية مدة سنة ونصف أخرى، حالتي الاجتماعية غير ميسورة، حيث أحتاج للعمل للدراسة ولتدبر أموري، تعجبني فتاة تدرس معي, هل يمكنني أن أصارحها وأسألها إن كانت ستنتظرني طول هذه السنوات، رغم المستقبل المجهول؟ وكيف يكون تعاملي معها طول هذه السنوات؟ وهل يمكنني أن أتحدث مع والدها؟ علماً أنني لا أستطيع حتى خطبتها، لأني غير مستعد، ولن توافق عائلتي الآن.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mehdi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.
بخصوص ما ورد في رسالتك أخي الكريم الفاضل، فإن الله جل جلاله أخبرنا بقوله: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)، وقال أيضاً: (لا يكلف الله نفساً إلا ما أتاها).
أنت الآن درست واقعك دراسة متأنية، وتبين لك أنك لا تستطيع الآن أن ترتبط، لأنك غير مستعد حالياً لخطبة هذه الفتاة، ولأن أهلك أيضاً لن يوافقوا على هذه الخطوة.
لذا أرى -بارك الله فيك- أن تترك الأمر لله جل جلاله، وألا تتعجل الخير، فقد تكون هذه الفتاة فيما يبدو لك مناسبة ولكنها قد تكون في علم الله تبارك وتعالى لا تصلح لك، وقد تكون زوجة لغيرك في علم الله تعالى، لأنك تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بقوله: (إن الله قدر المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة)، ومن هذه المقادير أخي الكريم، الأرزاق، ومن الأرزاق الأزواج، فالصحة والمال والجمال والعيال والعلم والثقافة كل هذه من الأرزاق التي قدرها الله تبارك وتعالى، ومن هذه الأرزاق الزوجات.
أنت لك زوجة في علم الله تعالى، لا يمكن أن ترتبط بغيرها، ولا أن ترتبط بغيرك، إلا إذا شاء الله ذلك، ولذلك لا تحتاج أيضاً إلى حجزها من الآن، لأنها إذا كانت لك فسوف تنتظرك دون تدخل منك وإن لم تكن لك فمهما حاولت أنت حتى لو كنت جاهزاً فلن تستطيع أن تصل إليها أبداً، لأن الله تبارك وتعالى لا يقع في ملكه إلا ما أراد، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رفعت الأقلام وجفت الصحف)، أي رفعت الأقلام عن الكتابة، لأن الكتابة قد انتهت وكل شيء قد انتهى، وجفت الصحف بمعنى أن الأمر أصبح لا رجعة فيه.
إذا أردنا أن نحدث بعض التغيرات على حياتنا فعلينا أن نلجأ إلى الله، لأنه القادر سبحانه وتعالى على فعل الشيء، وخلقه بداية وعلى تغيره أيضاً، سبحانه وتعالى جل وعلا.
أرى ألا تشغل بالك بهذه المسألة، وأن تحاول أن تخرج هذه المسألة من ذهنك تماماً، لأنها ستسبب لك نوعاً من الأزمة النفسية، وأنت في غنى عن ذلك كله، خاصة وأنه ما زال أمامك عام ونصف في الدراسة، وفوق ذلك ما زال أمامك عام ونصف أيضاً في الخدمة الوطنية، ثلاث سنوات ليست بالأمر الهين، والمرأة أو الفتاة قد يتعذر عليها أن تنتظر هذه الفترة، إلا إذا شاء الله تبارك وتعالى ذلك.
أرى أن تغلق هذا الباب تماماً وألا تفتحه معها، واسأل الله تبارك وتعالى الخير، قائلاً: (اللهم اقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به)، وأيضاً اسأل الله تبارك وتعالى: (اللهم ارزقني زوجة صالحة توسع بها رزقي وتكثر بها ولدي وتكون عوناً لي على طاعتك ورضاك).
هذه الأدعية العامة التي إن شاء الله تعالى سوف تجلب لك الخير، كما أن (جهاز الستالايت) يجلب القنوات من الفضاء، فكذلك الدعوات هذه بإذن الله تعالى تجلب الخير من السماء، لأن الله تبارك وتعالى أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة.
أرى بارك الله فيك، أن تركز الآن على دراستك، وكما أتمنى أن تضع أمامك هدفاً كبيراً، أن تكون متميزاً بين أخونك، كما أتمنى أن تفكر أن تكون الأول على دفعتك، أو على الأقل من الأوائل، رُب هذه الهمة العالية تحدث تغييرا في حياتك أنت لا تعلمه، فقد يمن الله عليك بأن تصبح أستاذا جامعياً كبيراً، وعندها سيتودد الخلق جميعاً كلهم إليك، لأنه ما من ولي أمر فتاة عاقل إلا وهو يبحث لابنته عن المتميزين، خاصة متميزين في أمور العلم والتقنيات والمال، والدين مما لا شك فيه له دور، ولكن معظم الناس لا ينتبه أو لا يعبئ به مع الأسف الشديد، وإنما يركز على قضية الدنيا.
أرى أن تركز الآن تركيزاً قوياً على مستواك العلمي، وأن تجعل هذه الإرادة حافزا لك لأن تتميز علمياً بإذن الله تعالى، وأن تكون الأول على دفعتك ومن الأوائل، لأن هذه الخطوة سوف تغير حياتك، وبالتالي سوف يستفيد الإسلام كله من تميزك، وهي ستستفيد أيضاً حتى وإن لم تتزوجها، يكفي أن الله قد جعلها سببا في إيجاد فكرة طيبة لدى رجل أصبح عالماً من علماء المسلمين في أي مجال من مجالات العلوم، سواء كانت علوم الشريعة أو العلوم التجريبية أو النفسية أو الاجتماعية أو غير ذلك.
استعن بالله وتوكل عليه، وركز على التميز العلمي، واترك الأمر لله تعالى، وعليك بهذه الأدعية، وحافظ على الصلوات في أوقاتها، واجتهد في المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وحاول أن تبتعد قدر استطاعتك عما لا يرضي الله، وأبشر بخيري الدنيا والآخرة.
وبالله التوفيق.