أشعر بالوحدة بعد أن مضى قطار الزواج... أحتاج نصيحتكم!
2014-03-25 02:19:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... جزاكم الله خيرا.
أنا فتاة عمري 38 سنة، حاصله على شهاده جامعية وأعمل بوظيفة محترمة في شركة كبيرة وبأجر محترم، وأنا الأخت الكبرى لسبعة أخوة، وقد تحملت مساعدة والديّ في تربية أخواني وتعليمهم.
مشكلتي بدأت عندما بدأ أخواني يتزوجون ويستقلون بحياتهم الأسرية، فأنا سعيدة لهم، وأتمنى لهم كل الخير فقد ساعدتهم في زواجهم، والله يعلم كم أحبهم وأحب أولادهم.
المشكلة هي: أنني بدأت أشعر بالوحدة، وإحساسي بأن عمري قد مضى وأنا أهتم فقط بأخواني ووالديّ اللذين حاولت أن أعوضهم عن الأيام الصعبة التي مرت بنا خلال دراستنا، حيث كان أجر أبي بسيطا، وأنا أول من عمل من أبنائه، وكان جميع أخواني يدرسون.
خلال العام الأول من عملي تقدم لي شاب يعمل بوظيفة حارس في نفس الشركة التي أعمل بها، لم أقبل به لعدم وجود التكافؤ العلمي والعملي بيننا، وقلت إن شاء الله- سيعوضني الله بعريس أفضل كأي فتاة تتمنى الزوج المناسب، مرت السنوات وأنا ما بين عملي وأسرتي، وكان عملي يأخذ معظم وقتي، ولم يتقدم لي خلال هذه السنوات أي عريس، فأنا فتاة -الحمد لله- على مستوى عادي من الجمال، ودائما أراعي الله ثم أهلي في كل تصرفاتي، محافظة على صلاتي وجميع فروضي على أكمل وجه، وأبي وأمي راضيان عني ويدعوان لي دائما، وكذلك ناجحة في عملي، أشكر الله على هذه النعم.
لكنني الآن أشعر باحتياجي إلى وجود زوج بجانبي، أعيش معه حياتي، أحتاج إلى شخص يهتم بي، ويكون لي حياتي المستقلة، وأنا أعيش روتينا قاتلا، وحياة مملة بدون بهجة الحياة الأسرية، وحتى أخواتي البنات كبرن، وبدأ يتقدم لهن العرسان، ومن هنا بدأت أشعر بأنني كبرت، وأن قطار الزواج قد فاتني، فبدأت أشعر بالاكتئاب الشديد، وفي أيام كثيرة لا أنام من كثر التفكير بهذا الموضوع، هل أخطأت برفضي لذاك الشاب؟ وكذلك نظرة الناس للفتاة بهذا السن ووصفها بالعانس!
أرجو منكم مساعدتي بتقديم النصيحة لإخراجي من هذا الوضع، ولكم مني كل الشكر والتقدير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ذكرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونؤكد أن الناجحات من أمثالك لا يندمن ولا يتحسرن، وشكر الله لك هذا المجهود الكبير في مساعدة الوالد والإخوان، ونسأل الله أن يعوضك خيرًا، ونؤكد لك أن نعم الله مقسمة، وأن الله أنعم عليك بهذه النجاحات وبرضا الوالدين وبنعم كثيرة، فاعرفي أولاً النعم التي تتقلبين فيها ثم اشكري الله واسأليه المزيد من فضله.
ونحب أن نؤكد أن لك أن لكل شيء أجل، وسوف يأتي اليوم الذي يُسعدك الله -تبارك وتعالى- فيه، ونتمنى أن تستمري أيضًا في الدعاء، وقطعًا الوالد والوالدة لن يقصروا في الدعاء لك، وسيعوضك الله -تبارك وتعالى- خيرًا، ولا أظن أن لرفضك لذلك الشاب علاقة بحالك الآن، ولكن على كل حال فإن كل شيء بقضاء وقدر، والإنسان أيضًا ينبغي أن يؤسس الحياة على القواعد الصحيحة، التي يرى بإذنِ الله أنها ستكون سببًا لإسعاده.
فلا تفكري بهذه الطريقة، واشغلي نفسك بطاعة الله -تبارك وتعالى-، وحاولي أن تُبرزي ما وهبك الله من محاسن، بالدخول في المجتمعات النسائية، حضور المحاضرات، الذهاب إلى أماكن التحفيظ، المشاركة في الأماكن التي فيها أدوار نسائية، وهناك ستجدي من الصالحات ومن الفاضلات من يبحثن عن أمثالك لإخوانهنَّ أو لأبنائهنَّ أو لمحارمهنَّ.
ونؤكد لك أن السعادة لا توجد في الزواج ولا في الوظيفة، ولكن السعادة حقًّا في طاعة الله، لأن السعادة هي نبع النفوس المؤمنة بالله، الراضية بقضاء الله وقدره، المواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأنت -ولله الحمد- جمعت لهذا السعي في خدمة الآخرين ومساعدتهم، وهذا باب للسعادة فكيف إذا كان من ساعدتِهم هم الوالدان والأخوة والأخوات، نسأل الله أن يعوضك خيرًا، وأن يلهمك السداد والرشاد، وإذا ذكّرك الشيطان بهذه الأشياء فتعوذي بالله من الشيطان، واشتغلي بذكر الله، ونسأل الله أن يعجل لك بالزوج الصالح الذي يُسعدك ويُنسيك ما مضى من سنوات العمر.
وعلى كل حال أنت على خير، فاحمدي الله على النعم التي أنت فيها، والله -تبارك وتعالى- هو ولي التوفيق، سبحانه.