ذكر من تعار من الليل.. كيفيته وفضله وعدد مرات تكراره
2014-02-10 00:13:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل ذكر من تعار من الليل يقال ثلاث مرات، وبعدها يدعو الشخص؟ أم يقال الذكر مرة واحدة؟ أرجو التوضيح، وهل تجوز إطالة الدعاء؟ والاستيقاظ هل يكون قبل الفجر؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.
وبخصوص ما ورد برسالتك - ابنتي الكريمة الفاضلة - من سؤالك حول ذكر التعارّ من الليل أو القيام من الليل، وهل يُقال ثلاث مرات أو مرة واحدة؟ والجواب أنه يكفي مرة واحدة لأنه لم يرد في ذلك تكرار، وإن كان التكرار حسن؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دعا دعا الله ثلاثًا، إلا أن الوارد في هذا الذكر أن يُقال مرة واحدة، وبعدها يدعو الإنسان ما يشاء، سواء أكان الدعاء طويلاً أو قصيرًا.
هل يجوز إطالة دعاء الاستيقاظ؟ هل يكون قبل الفجر؟ هذا بالنسبة للتعارّ من الليل، هذا يكون عند الحاجة، بمعنى أن الإنسان إذا انتبه من نومه بدون سبب، أو قام لقضاء حاجته، أو إذا كان يشعر ببرد أو حر فأراد أن يغيّر- مثلاً - وضعه، أو إذا أراد أن يصلي، فإنه من السنة عندما يقوم - حتى وإن تكرر ذلك منه أكثر من مرة في ذات الليلة، فمع كل مرة - يقول هذا الذكر المبارك، ويدعو بعده بما يشاء.
أما قضية الاستيقاظ يكون قبل الفجر؟ هذه مسألة أخرى ولا علاقة لها بالذكر، فإن الذكر هذا متعلق بالاستيقاظ من الليل في أي وقت كان.
أما هل يقوم الإنسان قبل الفجر؟ الأفضل قطعًا مما لا شك فيه أن الإنسان يقوم قبل الفجر بقليل ليتوضأ ويصلي ركعتين، ويظل يستغفر الله تبارك وتعالى حتى يؤذَّن لصلاة الفجر، وهذا هو عمل الصالحين ودأب المقربين، لأن الله تبارك وتعالى أثنى على هؤلاء الذين يستغفرونه في هذا الوقت الرائع - وقت السحر - بقوله: {والمستغفرين بالأسحار} وبقوله: {كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون*وبالأسحار هم يستغفرون} وقالوا أن يعقوب -عليه السلام- عندما طلب أبناؤه منه أن يستغفر الله لهم، قال: {سوف أستغفر لكم ربي} فأجَّل الاستغفار إلى وقت السحر؛ لأنه وقت يقبل الله فيه استغفار المستغفرين، ويستجيب فيه دعاء الداعين.
فإذن - ابنتي الكريمة الفاضلة - الأمر فيه سعة، وكما ذكرت لك من أن التكرار لم يرد في نص الحديث الذي ورد في حديث التعارّ من الليل، ولكن لا مانع منه، وكما ذكرت الدعاء مفتوح ليس له سقف معين ولا حد معين، وإنما للإنسان أن يدعو بما فتح الله تعالى به عليه وبما شرح الله له صدره، وهذا وقت مبارك، خاصة إذا كان في جوف الليل الآخر، وقت التنزُّل الإلهي، وقت التفضل الرباني على العباد، حيث إن الله تبارك وتعالى ينزل إلى سماء الدنيا إذا كان ثلث الليل الآخر، ويقول: (هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من كذا هل من كذا حتى يطلع الفجر) أو كما قال -صلى الله عليه وسلم-.
نسأل الله أن يوفقنا وإياك لطاعته ورضاه، وأن يجعلنا من عباده الذاكرين الله كثيرًا والذكرات، والمستغفرين بالأسحار، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.