عاهدت الله على عدم العودة للعادة السرية ثم عدت، أفيدوني.
2014-01-14 04:43:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أكتب لكم وأنا أستحي مما فعلت، قصتي أني فعلت العادة السرية، ثم تبت إلى الله وهداني الله بعد أن عاهدته ألا أفعل ذلك مرة أخرى، وأقسمت وحلفت له أني لن أفعل هذا.
بعدها بفترة طويلة غلبني شيطاني وفعلتها مرة أخرى، وبعد أن فعلتها شعرت بالندم وتمنيت أنني لم أفعلها، في كل صلاة أرغب في دعوة ربي بالمغفرة لي ولكنني أخجل بشدة منه، فأقوم من سجودي وعيني تدمع ولا أدعوه.
عندما أشعر أنه يراني أخجل منه لدرجة أنني أتمنى الموت، بسبب خجلي وخوفي من الله تركت الصلاة ولم أعد أصلي منذ 4 أيام؛ أخجل أن أقابله كل صلاة وأنا قد نكثت بما وعدته به.
أرجوكم دلوني ماذا أفعل؟ لم أجد لي ملجأ غيركم بعد الله، لا أستطيع أن أدعوه أن يغفر لي، لا أستطيع، أخجل منه بشدة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Mostafa حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
مرحبًا بك -أيهَا الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يتوب عليك، وأن يشرح صدرك، ويغفر ذنبك، ويطهر قلبك.
نحن نشكر لك ثقتك فينا وتواصلك معنا، وكم سعدنا وفرحنا حين قرأنا أول استشارتك مما رأينا فيه من خوفك من الله تعالى وحيائك منه، وهذا دليلٌ على حسن في إسلامك، وقوة في إيمانك، نسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً وصلاحًا.
وقد أحسنت حين قررت الإقلاع عن هذه العادة الخبيثة، فإنها تضر في دنياك وفي دينك، ولهذا فالقرار الصحيح هو محاولة مجاهدة النفس للتخلص منها، ولكننا حزنا غاية الحزن حين قرأنا ما سطّرته عن تركك لصلاتك، فإن ترك الصلاة أعظم الذنوب بعد الكفر بالله تعالى، بل قد عدَّه بعض العلماء كفرًا بالله، فما فررت إليه أقبح وأشنع مما فررت منه، ووهمك بأنك إنما تترك الصلاة حياءً من أن تقف بين يدي الله إنما هو من تلبيس الشيطان وتلاعبه بك، فقد جرّك إلى أفحش الذنوب وأكبرها، متوسلاً إلى ذلك بما حاول أن يُقنعك به من ارتكابك لهذه الزلَّة، وهذا خطأ محض، وجُرم كبير، عليك أن تبادر بالتوبة إلى الله تعالى منه، فتسارع بالندم على ما كان، وتسارع إلى أداء صلواتك.
والأفضل لك أن تقضي هذه الصلوات التي تركتها، واعلم بأن الله تعالى واسع المغفرة، وأن رحمته وسعت كل شيء، لا يُعجزه شيء، ولا يتعاظمه شيء، فليس ثم ذنب أكبر من مغفرة الله، وقد قال الله -سبحانه وتعالى-: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم}.
واعلم أن الله -عز وجل- يحب منك أن تتوب، وهو -سبحانه وتعالى- قد قدَّر على العباد أن يُذنبوا ليتوبوا ويستغفروا بعد ذنوبهم، ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام-: (لو لم تُذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يُذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم).
أنت بحاجة أن تبادر إلى التوبة وتصلح ما أفسدت، واعلم أنك بتوبتك تتسبب في محو ذنوبك، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) والله تعالى يفرح بتوبة التائب، بل ويبدِّل سيئات التائب حسنات كما قرر ذلك في كتابه العزيز.
فاحذر غاية الحذر من تلبيس الشيطان وتلاعبه بك، وتعلم ما ينفعك من أمر دينك.
وأما ما حلفته من يمين فالواجب عليك أن تكفّر عنه كفّارة يمين، وهي إطعام عشرة مساكين، لكل مسكين كيلو إلا ربع من الرز تقريبًا، ولو قُدِّر أنك وقعت في الذنب ثانية بعد التوبة فالواجب عليك أن تتوب مرة ثانية، وهكذا.
فأحسن ظنك بالله، وتيقن أنه سيغفر لك ويتوب عليك ويمحو ذنبك، فإن الله تعالى يعاملك بمقتضى ظنك، كما قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظنَّ بي ما شاء).
نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يمُنَّ عليك بالتوبة والهداية، وأن يثبتك على الحق حتى تلقاه.