رُفض الخاطب من الأهل، فهل تنتظرهُ وتقفُ ضد أهلها؟
2014-01-15 06:17:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صديقتي تدرس في كلية المحاماة، وقد تقدم لخطبتها ولد فقير كان يدرس معها في نفس المرحلة، ولكن أهلها رفضوه، وقد تخرجت الآن، ولكنها تحبه حبا شديدا، وهي الآن تسأل: هل تنتظره إلى أن يفتح الله عليه ويرزقه، وترفض من يأتيها، وتقف ضد أهلها؟ أم ماذا تفعل؟ وهل فعلها بانتظاره حرام؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ban حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنا ننصح -ابنتنا الفاضلة- أن تنتظر ذلك الشاب إذا كان صاحب دين وصاحب خلق، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرنا أن ننظر إلى الدين والأخلاق، وليس إلى الدرهم والدينار والأملاك والعقار، فإذا كانت تحبه لأجل دينه، ووجدت في نفسها ميلاً إليه، فننصحها بأن تُقنع أهلها، وتتخذ كافة السبل من أجل أن تُكمل هذه المراسيم، وعليه أن يكرر المحاولات تلو المحاولات.
أما إذا كان ضعيف الدين، ومع ذلك فهو فقير، فهنا المشكلة، والأمر راجع إلى الفتاة، ومسألة الزواج لا ينبغي أن نجامل فيها، ولكن إذا كان الأمر سيطول، ووجدت في نفسها ميلاً إلى من تقدم إليها، وكان صاحب دين، فلا ننصح بالتأخر وانتظار السراب، وهي أعلم بحال أهلها، وبالوضع وبالظروف وبالفرص المتاحة، وبالسن التي هي فيها، وبالاحتمالات الموجودة في ساحتها.
فهذه كلها أمور ينبغي أن ننظر إليها قبل أن نتخذ مثل هذه القرارات، ولكننا نؤكد أن الفقر ليس عيبًا، وإذا كان الإنسان صاحب دين وصاحب أخلاق، فليست العبرة هو وجود المال أو عدمه، ولكن المهم هو وجود الرجولة، والقدرة على تحمل المسؤولية، ووجود الهمة العالية، والرغبة في الكدح والعمل، والقدرة على تحمل مسؤوليات البيت، ولن تستفيد المرأة من أغنى الأغنياء إذا كان طاعمًا كاسيًا كسولاً، لا يقدم ولا يؤخر، لأن المرأة تريد رجلاً يتحمل المسؤوليات، ولذلك فالله تبارك وتعالى قال: {إن يكونوا فقراء يُغنهم الله من فضله} وكان السلف يتأولون هذا المعنى، فكان قائلهم يقول: (التمسوا الغنى في النكاح).
فلذلك ينبغي أن تكون هذه الأمور واضحة، وهي أعلم بنفسها، ومصلحتها، وبالفرص المتاحة، ولكنا لا نرى التفريط في هذا الشاب إذا كان صاحب دين وصاحب أخلاق، مهما كان فقره، ومهما كانت الأشياء الأخرى التي يُلاحظها الناس، فإنا نقدم الدين والأخلاق، وهذه وصية النبي -عليه صلاة الله وسلامه-.
نسأل الله أن يقدر لكم الخير حيث كان ثم يرضيكم به.