هل قلق المخاوف الوسواسي أو المرض النفسي يمكن أن يتطور إلى الجنون؟
2014-01-08 03:47:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أثابكم الله على جهودكم وعلى هذا الموقع الرائع.
أنا فتاة عمري 19 سنة، شخصت حالتي على أنها قلق مخاوف وسواسي، وأتناول السبرالكس منذ شهر وأشعر بتحسن كبير -ولله الحمد-، لكن بقيت لدي مشكلة هي أني عندما أقرأ استشارة لديكم، أو أقرأ عن شخص يتكلم عن مرضه أخاف وأقول سأصبح مثله، فأصبحت لا أقرأ، لكن اليوم قرأت استشارة عن مرض الفصام والذهان والشكوك وخفت أن تصيبني، وأخاف أيضا من مسمياتها، طمئني -يا دكتوري- هل حالتي والتي هي قلق المخاوف الوسواسي يمكن ن تصل لهذه الأمراض؟ وهل المرض النفسي يمكن أن يتطور إلى الجنون؟ لأني أخاف من فقدان العقل كثيرا، وكانت تأتيني نوبة هلع إذا فكرت في هذا، وكيف أحمي نفسي من هذه الأمراض؟
ثانيا أخاف كثيرا من الموت، ولي 5 أشهر أشعر بدنو أجلي وتركت دراستي، وبعد السبرالكس تحسنت وسأعود للدراسة في الفصل الثاني، وأحس أحيانا أن الحياة ليس لها طعم وآخرتها موت، وفقدت اللذة بكثير من الأشياء التي أستمتع بها، ولم أعد أهتم بشيء أبدا، وأخاف كثيرا من موت أبي وأمي، لا أستطيع العيش دونهما، فأنا أحبهما كثيرا، وعندما أفكر في فقدانهما أكره الحياة وأشعر بحزن شديد خصوصا أني أكبر إخواني، والداي حنونان جدا ويحبوننا ويحضرون لنا كل ما نطلب، وقد حدثتني أمي أنها ستعطي كل واحد منا نصيبه من عمارة استثمارية، وزاد خوفي وحزني وتفكيري حتى أصبحت أتفقدها وهي نائمة، وأتخيل ماذا سيحدث لنا بعدهما؟
وقرأت عن عصاب بعد الصدمة، وأقول أنه سيأتيني عندما أفقد والداي، دكتوري العزيز أنا تعبت من هذا الموضوع، كيف أحله؟ دائما أقول ليتني لم أخلق، ولا أريد أن أنجب أبناء لكي لا تأتيهم هذه المتاعب، مع أني أحلم بالزواج والأمومة مثل أي فتاه، هل أنا مريضة بالاكتئاب؟ أرجوك أرشدني إلى الطريق الصحيح، وكم المدة اللازمة لعلاجي بالسبرالكس، لأنه ناسبني كثيرا، وهل يناسب هذه الحالة أم لا؟
جزاك الله خيرا، وجعله في موازين حسناتك.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هوّني عليك -أيتها الفاضلة الكريمة-، فصاحب القلق والمخاوف والوساوس يقلق من كل شيء، ويخاف من كل شيء، ويوسوس عن كل شيء، وفي هذا الإطار تأتي مخاوفك.
أنت لست مصابة بالفصام، ولست مصابة بالذهان، ولن يصيبك شيء -بإذن الله تعالى- إلا ما كتب الله لك، فاطمئني -أيتها الفاضلة الكريمة–، إن الذي يسبب لك هذه الحيرة والخوف من الأمراض هو جزء من حالتك النفسية وليس أكثر من ذلك، ولن يصيبك مكروه -بإذنِ الله تعالى-.
أنا متأكد أن عقار سبرالكس سيكون دواءً مفيدًا جدًّا بالنسبة لك، وأعتقد أن استمرارك عليه يجب أن يكون لمدة عام ونصف على الأقل، وهذه ليست مدة طويلة، حيث إني لديَّ من يتناولون هذا الدواء منذ عشر سنوات دون أي مشكلة.
يجب أن تبنِي في داخل نفسك قناعات جديدة. موضوع الموت مثلاً: كل الناس تخاف من الموت، لكن الموت أمره حتمي، والإنسان يجب أن يسعى لما بعد الموت، ومن يُحب لقاء الله يحب الله لقائه، هذه هي قضية الموت، ليست أكثر من ذلك، نحن نستطيع أن ندير حياتنا لكنا لا نستطيع أن ندير شأن موتنا أبدًا. ابنِي هذه القناعات وسيري على هذا الطريق.
ما قالته لك والدتك -جزاها الله خيرًا– حول أنها سوف تعطي كلٌ نصيبه من العمارة الاستثمارية، هذا كلام طيب وجميل منها، وجزاها الله ألف خير، أسأل الله تعالى يطيل عمرها في العمل الصالح، وأن يثيبها على هذا الوعي الجميل، وأنها تعرف الحقوق والواجبات الدينية، وهي واعية تمامًا لموضوع الإرث. ما ذكرته والدتك هو أمر طيب وأمر جميل، يجب ألا يكون مخيفًا لك أبدًا، لأن والدتك تؤمن بحتمية الموت.
أرجو أن تتوقفي تمامًا عن هذه التوقعات القلقية، عصاب ما بعد الصدمة، الخوف، القلق، الأمومة، الاكتئاب، لا تشغلي نفسك بهذه الأمور، أنت بخير وستظلين -إن شاء الله تعالى- بخير، عليك بإدارة حياتك، والسعي دائمًا نحو التميز الدراسي، سلحي نفسك بسلاح الدين والعلم، وهذا يكفيك تمامًا -إن شاء الله تعالى-.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.