هل للروكتان آثار جانبية خطيرة على المدى الطويل؟
2013-11-04 04:36:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عمري 18 سنة، أعاني من حب الشباب منذ وقت طويل، وذهبت إلى الدكتور، فوصف لي دواء الروكتان، استخدمته لمدة ثلاثة أشهر، واختفت الحبوب – بفضل الله -، ولكن بعد تركي للروكتان بسنة، عادت الحبوب مرة أخرى، فذهبت إلى الدكتور، فصرف لي الروكتان مرة أخرى.
سؤالي:
هل هذه الحبوب لها أضرار في المستقبل مثل تأخر الحمل، أو الفشل الكلوي، أو غيرها من الأمراض؟
وهل الكبسولات التي تؤخذ لعلاج حب الشباب لها أضرار؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غدوشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حب الشباب من الأمراض الجلدية المزمنة التي تلازم المريض فترات طويلة، وتختلف نوع الإصابة سواء كانت: (حبوب حمراء، أو صديدية، أو رؤوس سوداء، أو بيضاء، أو تكيسات، أو غيرها) من شخص إلى آخر، وكذلك تختلف شدة الإصابة، ودرجة انتشار المرض، هل هو محدد في الوجه، أم منتشر في أماكن أخرى مثل الظهر والأكتاف والصدر، من مريض إلى آخر.
ويختلف العلاج بصورة كبيرة على حسب نوع الإصابة وشدتها، ودرجة انتشارها، وهل تترك هذه الحبوب أو الإصابات آثار أو ندب.
عقار الـ (أيزوتريتينوين Isotrtinoin) هو مشتق من فيتامين أ، وهو علاج فعال ومفيد في حالات حب الشباب الشديدة، والتي تفشل العلاجات التقليدية في السيطرة عليها، وبالأخص التي تترك ندبا وآثارا بالجلد بعد الالتئام، وله العديد من الاستخدامات الأخرى، ولكن الاستخدام الرئيسي والمعترف به من هيئة الأدوية الأمريكية هو: أنه لعلاج الحالات الشديدة من حب الشباب (Nodulocystic acne).
ولكن لهذا العقار العديد من الآثار الجانبية والمحاذير والاحتياطات التي يجب الالتزام بها، ومناقشتها مع الطبيب بدقة قبل البدء في العلاج، وبالأخص تلك المتعلقة بالحمل والاكتئاب، وقد يعطيك الطبيب كتيبا به المعلومات الوافية عن هذا العقار، وكذلك هناك زيارات للطبيب، وفحوصات دورية يجب عملها بصورة شهرية للتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام، وليس هناك تغيرات في كيمياء الدم، وبالأخص نسبة الدهون، وأنزيمات الكبد خلال فترة العلاج.
الجفاف، أو الحكة، أو الأكزيما من الآثار الجانبية الشائعة المتعارف عليها لهذا العقار، وبالأخص في منطقة الوجه، والشفتين، وكذلك الذراعين، ويمكن علاجهم باستخدام المرطبات، وكذلك كريم الـ (ميبروسين Mupirocin) والـ (هيدروكورتيزون Hydrocortisone) 1% لفترة محددة لعدة أيام عند التهيج، ثم استعمال المرطبات مرة أخرى، وهكذا.
وعادة تختفي هذه المشكلات بعد الانتهاء من العلاج، وتوجد آثار جانبية أخرى، ومضاعفات يجب مناقشتها مع الطبيب المعالج كما ذكرت سابقا، وليس من المتعارف عليه أن يسبب هذا العلاج تأخرا في الحمل، ولكنه يسبب تشوها للجنين إذا تم تناوله أثناء الحمل، أو خلال شهر بعد التوقف عن العلاج، ولذلك يجب اتخاذ اللازم من استعمال وسيلة لمنع الحمل أساسية مثل:
حبوب منع الحمل، أو اللولب، بالإضافة إلى أخذ الاحتياطات الأخرى الثانوية، مثل: الجماع في الوقت الآمن، أو ارتداء الواقي الذكري، أو ما شابهه، ويمكن مناقشة تلك الأمور مع طبيبك المعالج، وطبيب أمراض النساء والولادة إذا كنت متزوجة.
وهناك جماع وفرصة لحدوث حمل لاختيار نوع الوسائل الأساسية والثانوية المناسبة لك، وبالأخص إذا ما كان سيتم وصف حبوب لمنع الحمل، لأن بعض الأنواع قد تتفاعل مع هذا العلاج، وقد يؤثر هذا العلاج على الكليتين ووظائفهم.
ولكن إذا كانت فحوصاتك الدورية كما ذكرت سابقا مطمئنة، ولا يوجد تغييرات في كيمياء الدم، فلا تقلقي، وهذا العلاج يتناوله الكثير من مرضى حب الشباب، وهو مفيد في حالات كثيرة تفشل العلاجات التقليدية في السيطرة عليها، ولكن يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة من فحوصات، وزيارات دورية للطبيب بشكل شهري، أو حسب الحالة طبقا للمتغيرات التي قد تحدث، حتى تستكملي جرعتك بأمان، وتتخلصين من مشكلة حب الشباب التي تؤرق الكثير من الجنسين.
وإذا ما أقر الطبيب وصف هذا العلاج، فيجب أن تتناوليه بالجرعة والمدة المقررتين، والجرعة اليومية تكون حسب وزنك، والمدة المقررة لاستعمال العلاج تكون في حدود ال6 أشهر، وقد تتحسنين بشكل ملحوظ في الأشهر الأولى من تناول العلاج ،ولكن إذا توقفت عن استعماله مبكرا، فقد تعاود المشكلة في الظهور مرة أخرى، ولن يحدث العقار التغير المطلوب الدائم في إصلاح التقرن وحجم الغدد الدهنية بالجلد.
وأتصور أنك لم تتناولي العلاج المذكور بالمدة والجرعة الفعالة، والتي تحدث تغيرا حقيقيا في طبيعية الجلد، وتعالج مشكلتك بشكل مرضي في فترة العلاج الأولى منذ سنة كما ذكرت.
فالتواصل مع طبيب جلدية مشهود له بالكفاءة والعلم من الأمور المهمة عند استخدام هذا العلاج، للوقوف على أي متغيرات قد تحدث، والتعامل معها بشكل علمي وأمان بالنسبة لك كما ذكرت سابقا.
وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.