عند الغضب تأتيني حالة أعد فيها أرقاماً
2013-10-31 06:08:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أدري ما الحالة؟ فأنا عندما أعصب وأفكر أضل أعد بيني وبين نفسي أرقاما مثلاً 20 21 22 23 24 إلى آخره، فما الحالة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sergio حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالإنسان حين يكون منفعلاً أو متوترًا قد يبحث عن نوع من المنافذ التي تخفف من قلقه وعصبيته وتوتره، والناس لهم طرق عديدة في هذا المجال، هنالك من ينفعل أكثر، هنالك من يتحكم في غضبه، هنالك من يُكثر من الاستغفار ليتخلص من هذا الموقف، هناك من يتجنب الوضع، هناك من يغير مكانه ووضعه –وهذا يفيد الكثير من الناس- .
وأنت الآن تلجأ لتكرار أرقام معينة، وهذا نسميه بـ (النمط الوسواسي) هو نوع من أفعال الوساوس الطقوسية النمطية التي هي جزء من حالة العصبية والقلق الذي تعاني منه.
فالوسواس على هذه الصيغة معروف، وهذا قد يؤدي إلى كثير من التردد، وعليه حاول أن تتجنب هذه الطريقة، وإن ذهبت وقابلت الطبيب النفسي سوف يصف لك بعض الأدوية ويوجه لك بعض النصائح، ومن جانبي أقول لك: حاول أن تتجنب هذا النمط في التعامل مع العصبية، وأرجو ألا تتعصب، كن دائمًا متسامحًا، عبّر عن نفسك، لأن التعبير عن النفس يمنع الاحتقانات الداخلية، وحين تنتهي الاحتقانات الداخلية يحس الإنسان بالاسترخاء.
وأريد - أيها الفاضل الكريم – منك أيضًا أن تطلع على ما نصحنا به النبي - صلى الله عليه وسلم – في علاج الغضب، والغضب جزء منه كبير فيه عصبية، وفيه ازدحام في الأفكار المنفعلة، فالإنسان حين يغضب أو يتعصب أو ينفعل أو تتكاثر عليه هذه الأفكار يجب أن يغيّر وضعه، فإذا كنت واقفًا فاجلس، وإذا كنت جالسًا فاضطجع، وأكثر من الاستغفار، واتفل ثلاثًا على شقك الأيسر، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وتوضأ؛ لأن الوضوء يُطفئ نار العصبية والقلق والخوف، هذا التمرين النبوي مفيد جدًّا.
وأريدك دائمًا أيضًا أن تتصور أن شخصا ما قد أغضبك، فما ردة فعلك؟ قطعًا هذا الموقف لن يكون مقبولاً لديك، وعليه ضع هذا الأمر في نفس القالب ونفس السياق، بمعنى أن الأشياء التي لا تقبلها لنفسك يجب ألا تقبلها للآخرين.
حاول أن تمارس الرياضة - هذه مفيدة جدًّا – اجتهد في دراستك، ودائمًا الجأ إلى القدوات الطيبة، اجعل أصدقاءك من الأولاد الصالحين والمتميزين والمتدينين، هذا النوع من الرفقة يعطيك نموذجًا جيدًا في الحياة.
وأود أن أذكرك أيضًا – أيهَا الابن الفاضل – أن بر الوالدين فيه خير كثير لك خاصة فيما يخص موضوع العصبية والتوترات الوسواسية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.