كيف أتخلص من حالة الغضب؟
2013-10-05 05:10:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة في العشرين من عمري، أعاني حالة لا أعرف كنهها منذ سنتين, حيث أني أصاب بشعور بالبرودة، والارتعاش، وترتجف أطرافي، وذلك كلما تحدثت عن أشياء لم أتحدث عنها سابقا –كالأسرار- أو كلما تعرفت على أحد، إضافة إلى غضب شديد وجنوني، أصاب به كلما اختلفت مع أحد أفراد الأسرة، صغيراً كان أم كبيراً، بحيث أفقد أعصابي، وأصرخ، وأشعر برغبة في البكاء، لكنني لا أستطيع أن أبكي، وأصبح عدائية، عنيفة، ولا أرتاح حتى أضرب الطرف الآخر.
السؤال: هل أنا مصابة بحالة نفسية؟ وكيف يمكنني التخلص من هذا السلوك أو المرض؟
أرجوكم أفيدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
المشكلة الأولى التي لديك مرتبطة قطعًا بالمشكلة الثانية، وهي سرعة انفعالاتك، فأنت غضوبة، لا تستطيعين أن تُديري غضبك بصورة صحيحة، وهذا أمر انفعالي سلبي جدًّا، يؤثر عليك وعلى صحتك النفسية، ويزيد من شعورك بالقلق والتوتر وعدم الكفاءة النفسية، وحتى التغيرات التي تحدث حين تتحدثين مع الآخرين، تدل على أنك تعانين من القلق والتوتر، وفي نفس الوقت لديك نوع من القلق التشاؤمي، في أنك تتخوفين أن تُكشف هذه الأسرار، أو يطلع عليه أحد آخر.
أنت بحاجة لأن تجلسي جلسة نفسية طويلة مع نفسك، وتحاسبي نفسك على سرعة الانفعال هذا، ولا بد أن تضعي أمامك نموذجًا طيبًا في الحياة تقتدين به، تصوري البنت المثالية، الراقية، التي لا تنفعل، المتسامحة، التي تملك الحياء، التي تكظم الغيظ، الوفيّة لصديقاتها، البارة بوالديها، وفوق ذلك تعبد وتطيع ربها كما ينبغي أن تكون المسلمة عليه.
ضعي هذه الصوة الجميلة أمامك، وهي صورة واقعية وليست صورة خيالية، وحاولي أن تدربي وتطوعي نفسك على هذا النموذج العظيم، وتجعليه صورة حقيقية مرتبطة بنفسك، وبكيانك، وبذاتك، وسوف تتبدل حياتك تمامًا، سوف تحسين بالقبول لنفسك، والقبول من جانب الآخرين، سوف تكونين محبوبة، مستقرة نفسيًا.
هذا هو الذي تحتاجين إليه، وأقترح عليك أن تطوري من نفسك، ومن تواصلك الاجتماعي، وهذا - إن شاء الله تعالى – تجدينه في مراكز تحفيظ القرآن الكريم.
إلمامك بكتاب الله، وتعرفك على الداعيات، وعلى الفاضلات الصالحات، سوف يجعلك متوازنة العواطف، قوية الوجدان، متفائلة نحو المستقبل، وتستفيدين من طاقاتك النفسية، والجسدية بصورة جيدة.
وأنت لست في حاجة لأي علاج دوائي.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.