كيف أختار تخصصاً في الجامعة أخدم به الإسلام والمسلمين؟
2013-09-05 00:08:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 18 عاماً، أنهيت الثانوية في هذا العام، -الحمد لله- أنا فتاة ملتزمة، معدلي النهائي يؤهلني لأدرس في تخصص كالطب مثلاً، لكن المشكلة أني محتارة ماذا أدرس، لدي قدرات متنوعة، وأكثر من ميول، ولا أعلم كيف وماذا أختار، سأكتب لكم بالتفصيل هواياتي وقدراتي، وميولي وهدفي.
- كما ذكرت أعلاه، معدلي النهائي عال -والحمد لله-.
- هدفي أن أقف يوماً ما في مكان أحدث فيه الناس، وبعد ذلك يدخل الإسلام على يدي أكثر من شخص، وقد حلمت بهذا بعد أن بدأت أشاهد محاضرات الشيخ أحمد ديدات، والشيخ ويوسف استس، وقد تأثرت منهم بعد أن كان يسلم على يدهم العشرات بعد المحاضرة الواحدة، أحلم بهذا كثيراً، وأتمنى أن أحقق هذا الحلم، أحب التأثير في الناس وإقناعهم، لكن لكوني أنثى أخاف أن يكون ذلك عائقاً.
- أحب التصوير جداً، ممكن أن تكون هذه هواية.
- أحب الإلقاء في اللغة العربية، لدي قدرة كافية على الإلقاء.
- تخصصت في الثانوية تخصص علوم طبي، وتعلمنا عن جسم الإنسان، وأحببت هذا الموضوع جداً، وأبي ينصحني ويحثني على أن أتعلم الطب، ودائماً يقول أن لدي قدرات كافية ويشجعني دوماً، ويعتبرها مهنة إنسانية ابتغاء مرضات الله، ويقول لي دائماً: ما أجمله عندما تكونين طبيبة مسلمة ملتزمة، تداوين مرضاكِ ابتغاء مرضات الله على علم ودين. وفي مجتمعنا ينقصنا طبيبات مسلمات صالحات، أحب مهنة الطب جداً، ولكني خائفة من صعوبة الدراسة، ومن طولها -7 سنوات تقريباً-.
أفيدوني قدر المستطاع، أريد جواباً مفصلاً حول:
بماذا تنصحون أن أتخصص في الجامعة وفقا لما ذكرته أعلاه؟ الوقت يمر وعلي أن أباشر التسجيل للجامعة، لكن أريد نصائح كافية في جميع ما ذكرته، وما رأيكم في الطب رغم أن عدد سنين تعلمه كثيرة، وفي النهاية أنا فتاة، والفتاة ستذهب لبيت زوجها فيما بعد، فكيف يمكننا أن نوازن بين هذه الحالات؟
أعتذر لأسئلتي الكثيرة، إلّا أني أحتاج لاستشارتكم، كما قيل "استشر ثم استخر".
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يزيدك صلاحًا وهدىً واستقامة ومحبة لدينه، كما نسأله تبارك وتعالى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يتخير لك مجالاً مناسبًا، تستطيعين فيه أن تقدمي خدمة جليلة لدينك وبنات جنسك.
وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة–، فإني من أعماق قلبي أحيِّيك على محبتك للإسلام، وعلى حرصك على خدمة دينك، وعلى رغبتك في تقديم شيء متميز لهذا الإسلام العظيم، فحيّاك الله وبيَّاك، وحفظك الله ورعاك -يا بُنيتي-، ولكن من خلال قراءتي لرسالتك، أرى فعلاً ما رآه والدك –حفظه الله– من أن مهنة الطب هي الأيسر، خاصة وأنك درست في المرحلة الثانوية هذا التخصص، وتحبينه أيضًا، فأرى فعلاً أن تتوكلي على الله، وأن تدخلي هذا المجال الرائع، فإن الناس ينظرون إلى الأطباء والطبيبات نظرة تقدير واحترام، ولذلك إذا ما تكلمت مع أحد سيكون لكلامك وقع يختلف تمامًا عن كونك مجرد داعية فقط، وفوق ذلك فإنك تستطيعين أن تقدمي خدمات لأخواتك المسلمات، اللواتي قد تضطر إحداهنَّ لكشف عورتها أمام طبيب قد لا يكون مسلمًا، وفي ذلك من العنت والمشقة ما لا يخفى عليك.
فتوكلي على الله، واستعيني بالله تعالى، وادرسي الطب، وحاولي، ولا تنظري إلى المدة أو المسافة التي تكلمت عنها من أنها طويلة، فإن بعض الناس قد يُخفق في دراسته، فيظل في الدراسة العادية أكثر من عشر سنوات أو يقل قليلاً.
استعيني بالله، وتوكلي على الله، وفوضي الأمر لله، وادخلي هذا المجال، لأننا في أمس الحاجة إلى أمثالك، حفظك الله ورعاك.
هذا وبالله التوفيق.