تعرفت على شاب وجرى بيننا أشياء وتبادل صور وفضح أهلنا أمرنا.
2020-04-20 22:42:33 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا بنت عمري 17سنة، تعرفت على شاب منذ عام، وأحببنا بعضنا كثيرا، وكنا نخطط للزواج، لكننا وقعنا في الخطأ، وسرعان ما تحولت اللمسات الصغيرة إلى لمسات حميمية جدا، وأصبحنا نتراسل صورنا (أرجو فهم محتوى الصور).
المشكلة هي: أن كلا من والدتي ووالدته عرفتا الأمر، وأمه أمرته بأن يبتعد عني وإلا فإنها ستكلم والديّ، أنا وهو نادمان جدا، وتبنا من الذنب الذي اقترفناه، وندعو لبعضنا ليل نهار، وهو يقول: إنه بعد سنتين -إن شاء الله- سيطلب يدي من أهلي، وأنه سيقنع والدته بتوبتنا، وأننا نحب بعضنا كثيرا، ومسؤولون عن اختيارنا أمام الله.
سؤالي: هل نحن نسير على الطريق الصحيح؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ racha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونؤكد لك أن طريق التوبة النصوح، التوبة الخالصة لله تبارك وتعالى، هو الطريق الصحيح، شريطة أن تلتزما بشرائط التوبة التي فيها إخلاص لله، وصدق مع الله، وندم على ما مضى، وعزم على عدم العود، وإكثار من الحسنات الماحية، فإن الحسنات يُذهبن السيئات، وأنتما بحاجة فعلاً إلى أن تُثبتا لكل الأطراف أن التوبة نصوح، وأن هذا التوقف تام، وأنه ليس لك علاقة به؛ لأن هذا الأمر هو الذي سيقنع الطرف الثاني (أسرة الشاب) بأن يُكمل هذا المشوار، سيقنعهم بالسماح له بإكمال المشوار، والمهم هو أن تكونا صادقين مع الله تبارك وتعالى؛ لأن ما حصل كان خطئا كبيرًا، بل خطيئة كبيرة، والبدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة، إلا إذا تاب الإنسان، والله يعلم الصادق في توبته.
فإذا صدق الإنسان في توبته فإن العظيم يفرح بتوبة عباده، وإذا صدق وأخلص فأولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات.
إذن في كل الأحوال لا بد من طي هذه الصفحة، والبداية بمجهود كبير، تحشري نفسك في الصالحات، وتستمعي إلى الدروس والمحاضرات، وتكثري من تلاوة السور والآيات، وتتقربي إلى رب الأرض والسماوات، حتى يُلين الله تبارك وتعالى قلب والديك ووالدي الشاب من أجل أن يقبلوا بعرضه، ومن أجل أن يسمحوا لكما بالزواج، وإذا صدقتما في التوبة فإن قلوب هؤلاء جميعًا بين أصبعين من أصابع الله تبارك وتعالى يقلبها كيف يشاء سبحانه وتعالى، فأكثري من اللجوء إلى الله ومن التوجه إليه، واعلمي أن ما عند الله من التوفيق والخير لا يُنال إلا بطاعته، واسترا على أنفسكما، وحاولا محاصرة هذه المسألة حتى لا تتوسع الفضيحة، واجتهدا في اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، وبمقدار صدقكما مع الله وصدقكما في التوبة يكون التوفيق والتأييد من الله، فهو يدافع عن الذين آمنوا، وهو سبحانه يحب التوابين ويحب المتطهرين.
نسأل الله لك وللشاب التوفيق والهداية والثبات على هذه التوبة، ونحذرك من التمادي ولو للحظة في هذا الطريق، فإن الله يُمهل ولا يُهمل، والإنسان يستر الله عليه، فإذا تمادى ولبس للمعصية لبوسها هتكه وفضحه وخذله، ونحن نخاف عليك، فأنت فتاة، والفتاة مثل الثوب الأبيض، والبياض قليل الحمل للدنس.
نسأل الله أن يتوب علينا وعليكما، وأن يصلح لنا ولكما الأحوال، ونعتقد أن الفرصة لا تزال كبيرة أمامكما، ونسأل الله أن يقدر لكما الخير، وأن يهدينا وإياكما سواء السبيل.