الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على السؤال، وعلى التواصل معنا على هذا الموقع.
من أصعب الوساوس هي وساوس العقيدة والدين والقرآن، وكما ذكرت في سؤالك، وأعانك الله على هذه المعاناة، فصعوبة الوساوس أنها تأتي في أعز شيء على الإنسان، ومن هنا كانت صعوبات الوسواس، فالمؤمن قد تأتيه الوساوس في أعز شيء لديه، وهو كل ما له علاقة بربه وخالقه والوضوء والقرآن والصلاة، حيث تدور في ذهنه أفكار أو جمل أو عبارات أو حتى صور وخيالات، كلها قد تتعلق بالذات الإلهية، وما يمكن أن يوحي بأنه "كفر" صريح، كأن يشك أصلا في وجود الخالق، أو يتصور أن هناك صفات نقص لله تعالى، أو قد يشك في مصداقية القرآن الكريم (كلام الله تعالى)، أو أمور أخرى تتعلق بالرسول الكريم، أو الملائكة، أو القدر أو اليوم الآخر.
وهكذا فقد لا يسلم شيء مما يعتز به الإنسان ويؤمن به، فتضيق الدنيا على هذا الشخص المبتلى بكل هذه الوساوس، ويبدأ يتساءل إن كان قد خرج عن الدين والملة، مما يضاعف في معاناته، وحتى يدخل في دائرة معيبة، وقد تتأثر أنشطته الحياتية من الدراسة والعمل، وكما حصل معك من تراجع الأداء الدراسي.
ولعل الطبيب قد شرح لك أن كل ما يدور في ذهنك من هذه الوساوس، وربما غيرها كثير لم تذكره لنا لخجلك منها، أو ارتباكك من ذكرها، كلها وساوس، لست مسؤولا عنها، لأن من تعريف الوساوس أنها أفكار أو عبارات أو جمل أو صور تأتي للإنسان من غير رغبته ولا إرادته، بل أنت لا شك تحاول جاهدا دفعها عنك، إلا أنها تقتحم عليك أفكارك وحياتك، وأنت لا تريدها.
وجيد أنك تتناول العلاج الدوائي، فجرعة اللسترال التي تتناولها جيدة، إلا أن الأمر يحتاج بعض الوقت، إلا أن من أهم طرق العلاج هو العلاج المعرفي السلوكي، وهو الأصل، والأدوية التي تساعد، والتي هي في الأصل مضادة للاكتئاب، إلا أنها تخفف من شدة الوساوس، وتحسن الحالة المزاجية العامة للشخص.
استمر بهذا العلاج، وراجع مع طبيبك، ولا بأس أن تسأله أيضا عن العلاج السلوكي أو السلوكي المعرفي، ويمكنك أيضا الاستفادة من هذه الروابط: (
263422 -
259593 -
260447 -
265121 ).
واطمئن، فما أنزل الله من دواء إلا وأنزل له دواء، وما هو إلا موضوع الوقت حتى تشعر بالارتياح والتخلص من هذه الوساوس، وإن بقي فقد يبقى شيء من بعض ملامح الوسواس وبشكل خفيف.
وفقك الله، وحفظك من كل سوء.