تقدم لي ابن خالتي الذي يدرس في الخارج ولا أستطيع اتخاذ القرار.
2013-07-03 03:00:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود استشارتكم في موضوع محتارة في أخذ قرارٍ له، أنا طالبة طب سنة أولى، تقدم لخطبتي ابن خالتي ويبلغ من العمر 30 عاماً، ويدرس في أمريكا، لكني لم أتخذ قراراً إلى الآن لعدة أسباب:
1- دراسته في أمريكا ستحتم علي ترك دراستي هنا والذهاب معه، والمشكلة هنا هي بعد المسافة، وعدم قدرتي على رؤية أهلي لفترة طويلة.
2- شعوري بعدم الاستعداد لتحمل مسؤولية الزواج وأني ما زلت صغيرة، وهذا يولد لدي شعوراً بالخوف من حدوث مشاكل بيني وبينه، أو يؤدي للطلاق -لا سمح الله-.
3- الخوف من عدم القدرة على التوفيق بين الدراسة والزواج، وخصوصاً أن دراسة الطب تتطلب وقتاً وجهداً.
4- فارق السن الكبير.
والسبب الذي يصعب علي الرفض هو ضغط الأسرة، وخصوصاً أن أخلاقه حسنة، وجميع من سألناهم مدحوه وأثنوا على أخلاقه، وضغط أمي عليّ لأن هذه الفرصة لا تأتي مرتين، وبما أنني طالبة طب وهي مهنه غير متقبلة من بعض الرجال، فقد ينتهي بي المطاف بعدم الزواج والحصول على أسرة.
أرجو الرد، ولكم جزيل الشكر والعرفان.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونؤكد لك أن الزواج فرص، وأن هذه المواصفات النادرة في ابن الخالة ما ينبغي أن تفوّت، وما ينبغي للفرصة أن تضيَّع، ونعتقد أن فارق العمر ليس بذلك الحجم الكبير، وإذا كان هناك من يتفهم دراسة المرأة وتعلمها للطب، فلن تجدي أفضل من ابن الخالة، وعلى كل حال فإن الوظيفة الأساسية للمرأة هي بيتها، وما من طبيبة ولا امرأة ناجحة إلا وتتمنى أن تعود إلى البيت لتقوم بدورها، حتى قالت بعض الشهيرات: (خذوا شهاداتي كلها وأسمعوني كلمة ماما)، فسعادة المرأة لا تكتمل إلا بالأمومة، هذا المعنى الجميل، هذا المعنى الذي هو عطاء، وإذا كنت طبيبة الآن فإنك تستطيعين من خلال بيتك أن تُخرّجي أطباء وطبيبات.
فإذن الرسالة الكبرى والأولى هي رسالة تكوين الأسرة، والزواج من أمثال هؤلاء فرص نادرة، وفي أمريكا يمكن أن تُتاح لك فرص الدراسة في مجالات أخرى كثيرة، خاصة وزوجك يتفهم هذا الجانب، وأعتقد أن الجامعات أيضًا لا تُمانع، فهناك الآن نظام تجميد الدراسة إلى حين، نظام أخذ إجازة وتجميد الدراسة في بعض مراحلها، ويمكن أن تتفقوا على مثل هذا، بأن تجمدي الدراسة وتحفظي حقك، وتبدئي هذا المشوار الجديد، ثم بعد ذلك إما أن تواصلي هنا مستقبلاً أو تواصلي في أمريكا.
فرأينا إذن من رأي العائلة، طالما كان الشاب بهذه المواصفات العالية، وهو ابن الخالة، وهو أحرص الناس على مصلحة الفتاة.
أما بالنسبة للمسؤوليات، فلا يخفى عليك أن الزواج والأسر الآن معظم المهام تقوم بها خادمة، أو يقوم بها المطعم، يعني المسؤوليات ما عادت بتلك الصعوبة، كما أن تحمل المسؤوليات اليسيرة هذا من السهل أن تتدربي عليه، وخير من يتفهم ويصبر عليك هو ابن الخالة، لأنه طلب فتاة يهمه أمرها، فهذه كلها فرص نعتقد أن العائلة مُصيبة في حرصها وفي إصرارها، ويبقى فقط رأيك الشخصي، فإذا كنت تجدين في نفسك ميلاً إلى هذا الشاب، قبولاً لشكله وارتياحًا له، هذا هو المهم، أما الجوانب الأخرى من خوف على المستقبل ومن تحمل المسؤوليات وكبر السن، هذه كلها لا اعتبار لها في دنيا السعادة، فإن الحب لا يعرف تفاوت الأعمار، وليس من الضروري أن تكوني صاحبة خبرات، لكن الزواج مدرسة، ويعلم الكثير من الأدوار والمهام من السهولة بمكان، كما أن هذا الرجل سيقدر بلا شك صغر سنك، وهو أول من يعطف عليك ويهتم بأمرك.
ونعتقد أن الفرصة في أمريكا أيضًا تعطيك فرصة جديدة، فقد تكون الواجبات الاجتماعية صعبة عندما نكون في بلادنا، فيدعو بعض الأصدقاء إلى العشاء أو إلى كذا، ويُحرج زوجته كما هي عادة بعض الناس، أما هناك فالعلاقة محدودة والمراسيم مختلفة، هناك أيضًا من يقوم بالخدمة، وإذا كنت مخدومة في بيتك فلا شك أن ابن الخالة سيبحث لك عن خادمة تعينك وتقوم بالمهام، وأنت دورك أن تؤنسيه وتحافظي على نفسك وعليه.
لذلك نرى أن تطردي هذا التردد، وندعوك إلى أن تصلي صلاة الاستخارة، فإن المؤمن أو المؤمنة إذا لم يتبين لها وجه الصواب، فإنها تصلي لله ركعتين، تطلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، وهي بصلاة الاستخارة، والتي كانت لأهميتها كان النبي -صلى الله عليه وسلم– يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، -عليه صلاة الله وسلامه-.
فأقبلي على هذا الأمر، وحاولي أن تتكيفي على هذا الوضع، وحاولوا أن تسألوه عن رأيه في الدراسة ومواصلتها وتجميدها، أو إمكانية المواصلة هناك، هذه أمور كلها تُطرح على طاولة النقاش، وتصلون فيها -إن شاء الله تعالى– إلى أشياء مفيدة، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.