أمي تلقي باللوم علي دوماً وبيتنا مليء بالمشاكل
2013-06-06 04:28:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جزاكم الله خير.
سؤالي يتعلق بأسرتي، أمي مصابة بارتفاع الضغط والسكري، وهي دائماً مريضة وفي مزاج عكر وتنهرني، دائماً تذكر تقصيري في أعمال المنزل رغم وجود الخادمة، أتمنى أن تشعرني بحنانها وتتحدث معي بعطف، غالباً ما ينتهي نقاشي معها بذكر سلبياتي فقط، وإلقاء الملامة علي وإن لم أكن مخطئة! أجواء منزلنا دائماً مشاحنات ومشاكل، إن لم تكن بين إخوتي فبين زوجاتهم بسبب نقل الكلام، عموماً مما يقارب 8 سنوات بدأت المشاكل، أي عندما قرر أخي الزواج، وتعسر الأمر كثيراً وكذلك بقية إخوتي، وبدأت الأمراض تصيب والدي، لا أعلم أهو حسد أم أذى أم ماذا؟!
أما أنا فكنت أبث شكواي لصديقتي، فأختي الكبرى مريضة، وأمي ينتهي نقاشي معها بالملامة علي، منزلنا تظهر فيه روائح غريبة وحشرات رغم التنظيف المستمر، وكما قرأت قد تكون هذه دلاله على الأذى أو الحسد، أعلم أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، لكن كل ما ذكرت لكم أمور تدعو للقلق، ومما لاحظته أنه في المناسبات أحياناً تحدث مشاحنات، وبعد زواج إخوتي تصاب أمي بآلام متفرقة، بالنسبة لي أنا محافظة على الأذكار رغم تبدل حالي، فقد كنت أقوم الليل وإن كانت ركعات قلال، وكنت أواظب على حفظ آيات من القرآن، أما الآن لم أعد أشعر بحلاوة العبادة كالسابق، أتمنى أن ترشدوني إلى الحل.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ورود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الأحوال، وندعوك إلى المواصلة في ذكر الواحد القهار، والمواظبة على السجود له في الليل وفي النهار، مع كثرة اللجوء إليه سبحانه وتعالى.
ولا شك أن البيوت التي فيها مشاحنات وغفلات بيوت تدخلها الشياطين، فالشيطان شغله وهمّه أن ينشر العداوة والبغضاء بين أهل الإيمان، وهو يئس أن يعبده المصلون، لكن رضي في التحريش وإشعال نار العداوة بينهم، فاشغلي أهل البيت ونفسك بطاعة الله تبارك وتعالى وذكره، واصبري على الوالدة، فإن الأمراض المذكورة لها علاقة بالتوتر، وتزيد بالتوتر، وحاولي أن تستمعي إليها، ولا تحاولي أن تردي على كلامها، واعلمي أنها من الداخل تحبك، لكن كثير من الأمهات والآباء بكل أسف لا يحسنون التعبير، ولا التعامل مع أبنائهم وبناتهم، رغم حبهم الشديد لنا في داخل أنفسهم.
فإذا علم الإنسان أن في نفوسهم الحب لنا، فإن هذا مما يخفف على الإنسان وطأة ما يجد من عنت ومعاناة من الوالد أو الوالدة، فاجتهدي دائمًا في التقرب إلى هذه الوالدة والشفقة عليها، واعلمي أن هذا هو الذي تؤجرين عليه، فالإنسان يؤجر على صبره على الوالد والوالدة، وإحسانه لهما، فقولي: (حاضر يا والدتي، لا يصير ولا تطلبي إلا طيبًا، ويكون خاطرك طيبًا) ونحو هذا الكلام الذي ترضى به الوالدة.
وأنت -ولله الحمد– عاقلة، والدليل هو التواصل مع هذا الموقع، نتمنى أن تكوني مصدر إسعاد وصلح، ومصدر محاولة في إصلاح البيت، ونسأل الله أن يديم عليك هذه النعمة، وأن يعينك على الخير، واعلمي أن الإنسان لا عيب عليه إذا صبر على الوالدة مهما اشتدت، والله تبارك وتعالى لا يحاسبنا على هذا إذا أدينا ما علينا وقمنا بواجبنا على الوجه الأكمل، وحاولي دائمًا أن تتعرفي على الأمور التي لا ترضاها، والتي تثير غضبها فاجتهدي في تفاديها، لأن هذا بلا شك سوف يقلل من فرص التوتر من قبلها، ويقلل من فرص الإساءة لك أيضًا من قبلها.
أما بالنسبة لما يحصل في البيت، فلا نستبعد أن البيت يحتاج إلى رقية شرعية، ومثل هذه الروائح والأشياء إذا كانت فعلاً غير مألوفة، وليس لها أسباب فعلية مرئية ومقنعة، فإن هذا البيت يحتاج إلى رقية شرعية، ونتمنى أن تواظبوا في البيت على قراءة سورة البقرة والمعوذات وآية الكرسي، ولا مانع من عرض الأمر على راقٍ شرعي متخصص ممن ظاهره التزام الشرع، ويقيم الرقية الشرعية على هدى من الله ونور، وأن يوقن الجميع أن الأمر لله من قبل ومن بعد، وأن نجتهد نحن أيضًا في الطاعات، فإن المعاصي هي التي تتيح الفرصة للشياطين وأعوانه من أجل أن يُلحقوا الضرر بنا، فالأمراض لا تصيب إلا جسمًا ليس له وقاية، ووقاية المؤمنة في توحيده لله وذكره ومراقبته تبارك وتعالى.
ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.