وساوس تشككني في عقيدتي... ما نصيحتكم؟
2013-06-03 02:07:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عندي مشكلة، أرجو مساعدتي.
أنا أصلي الفروض الخمسة -بفضل الله- منذ أن هداني الله، ولكن يحدث لي أمر غريب منذ ثلاث سنوات، وهو أني أسمع دائماً بداخلي أشياء أكرهها جداً، وهي متعلقة بالدين، وأرى صوراً.
أيضاً الأكره والأغرب أني عندما أقرأ القرآن أو أستمع لدرس، عقلي يقف عن التفكير، وتظل هذه الأفكار تظهر، ولا أشعر من داخلي بنور العقيدة، ولا أستطيع أن أستحضر قلبي، وأشعر دائماً بأني كافر -والعياذ بالله- ودائماً لا أفهم كلام الله، وأبذل مجهوداً كبيراً حتى أذهب هذا الأمر عني، ولا أجد شيئاً يتغير، ومع الوقت تبين لي أن أحدهم قام بعمل سحر لي في هذه الفترة ثم مسني جني، والسحر قد بطل، أما المس فما زلت أقاومه.
هل كل ما يحدث لي هو من ذاك السحر والمس؟ وهل هناك شيء يخرجني من الملة لأصححه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا شك أن الأمر الذي تحدثت عنه مؤلم؛ لأنه يسبب الكثير من الضيق النفسي، لكن أود أن أبشرك وأقول لك: إن هذه مجرد وساوس قهرية، الوسواس القهري يتسلط على الإنسان بهذه الكيفية، والوساوس ذات الطابع الديني التي تحمل أفكارًا قبيحة وخبيثة عن الذات الإلهية تحدث لبعض الناس، وهي أفكار وسواسية.
هذه الوساوس معروفة حتى في زمن الرسول – صلى الله عليه وسلم – حيث أتى أحد الصحابة واشتكى للنبي صلى الله عليه وسلم، وقال: (لزوال السموات والأرض أحب من أن أتكلم به) وقال آخر: (لأن أصير حممة خير لي من أن أتكلم به)، قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أوجدتموه؟ ذاك صريح الإيمان)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة)، ويقصد - صلى الله عليه وسلم - الشيطان، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إذا وجد ذلك أحدكم فليقل آمنت بالله، ثم لينته)، وفي رواية: (فليستعذ بالله، ولينته).
هذه وساوس ولا شك في ذلك، والأمر - إن شاء الله تعالى - ليس له علاقة بسحر أو جنٍّ أو خلافه، والوساوس أسبابها نفسية، وكذلك قد تكون لها أسباب بيولوجية تتعلق ببعض المواد الموجودة في الدماغ.
أيها الفاضل الكريم: حقّر هذه الوسوسة، ولا تهتم بها، لكن اعرف أن هذه الوساوس حادة وشديدة وقبيحة جداً، لذا استعمال الدواء مهم جداً، وسوف تجد – إن شاء الله تعالى – فيه فائدة عظيمة وكبيرة جدًّا، فالذي أنصحك به هو أن تذهب إلى طبيب نفسي، والحمد لله تعالى مصر عامرة بالأطباء النفسانيين، فإن تمكنت من ذلك فأرجو أن تذهب إلى الطبيب.
إن لم تستطع الذهاب إلى الطبيب فأنا أبشرك مرة أخرى أنه توجد أدوية ممتازة جداً وفاعلة جداً، وفي معظم البلدان لا تحتاج لوصفة طبية.
من الأدوية الممتازة عقار يعرف تجاريًا باسم (بروزاك)، ويسمى أيضًا في مصر (فلوزاك)، واسمه العلمي (فلوكستين)، الجرعة المطلوبة من هذا الدواء هو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم - وقوة الكبسولة عشرون مليجرامًا –، تناولها بعد الأكل، استمر عليها لمدة أسبوعين، ثم اجعلها كبسولتين في اليوم - وهذه هي الجرعة المطلوبة في حالتك – استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.
إذن - أيها الفاضل الكريم – هذه وساوس قهرية، وكل ما يدخل عليك من فكر قبيح يصرفك عن التركيز وقراءة القرآن والصلاة هو ناتج عن هذه الوساوس، فاستعذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وحقرها، وادفعها، وتناول الدواء الذي ذكرته لك، وسوف يُكتب لك الشفاء إن شاء الله تعالى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.