تزوجت بامرأة وتفاجأت أنها ليست التي كنت أتمنى، فما مشورتكم؟
2013-05-30 07:00:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
تزوجت منذ مدة قصيرة بفتاة، دامت فترة خطبتي بها 6 شهور، للأسف ما كانت إلا أياماً معدودة، وبعد دخولي بها بدأ وجه آخر لها بالظهور، وهو وجه لطالما تمنيت أن لا أراه في زوجتي طيلة حياتي! وجه يتلخص بامرأة ناصبت الأنوثة العداء، امرأة لطالما تمنت أن تكون أقرب إلى صنف الرجال، تتكلم بسرعة، وبصوت مرتفع، حتى لا أكاد أفهم ما تقول، وعصبية المزاج، وقليلة حياء، لا تحترم زوجها، وتتكلم كلاماً بذيئاً، حتى أصبحت أفكر جدياً بالطلاق.
علماً بأني إنسان متعلم، ودخلي جيد، وأشهد الله أني لم أجرحها ولم أقصر بواجباتي تجاهها، وتجاه بيتي أبداً.
الآن، أنا أمر بأسوأ فترات حياتي، أشعر بأشد الندم على زواجي، خاصةً لأني قد اكتشفت بعض هذه الخصال السلبية فيها منذ الخطوبة، ولكني استمريت على أمل أن تتغير بعد الزواج، أحس بأنني قد ظلمت نفسي وظلمت الفتاة، لأنني قد لا أستطيع إسعادها، وإسعاد نفسي، هل من أحد يستطيع إخراجي من هذه الحالة المأساوية؟!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يصلح لك ولنا الأحوال، ونعتقد أن فكرة الستة أشهر والفترة القصيرة هذه غير كافية لفهم شخصية هذه المرأة، وأرجو أن تعلم أنه لا توجد امرأة بلا عيوب، وكم تمنينا لو أنك وضعت لنا إيجابيات هذه الفتاة التي دفعتك لاختيارها والرضا بها - ورضيت بك – إلى جوار سلبياتها التي ظهرت لك، لأنه واهم من ظن أنه سيجد امرأة بلا عيوب، وواهم من سيجد امرأة ليست شديدة الانفعال أو العصبية – إلا ما رحم الله – لأن هذه علامة الضعف، فما هي أسباب عصبيتها؟
أما رفع الصوت فطبقات صوت المرأة مرتفعة، ولها خمسة طبقات، ودائمًا رفع الصوت شأن الضعيف، لكن ليست القضية رفع صوتها، ولكن لماذا؟ ما هي المواقف؟ نحن نريد تفصيلاً حتى نستطيع أن نتخذ قرارات صحيحة، والنبي - عليه الصلاة والسلام - يقول: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كرهَ منها خُلقًاً رضي منها آخر).
نحن نريد أن نسمع بعض الإشكالات التي حصلت، نماذج، ما هي الردود التي ترد بها؟ هل تعتذر بعد أن تُغضبك؟ ما هي الإيجابيات الموجودة فيها؟ هل تتوقع منك الطلاق؟ ما هو مصيرها؟ ما هو مصيرك؟ ما هي ردود الفعل المتوقعة؟ أين أسرتك من أسرتها؟ هل بينكما قرابة؟
مسألة الأسرة شِراكة لا يجوز التهاون فيها، والرغبة في الخروج منها بهذه السهولة ليست سهلة، واعلم أن كثيرًا من الأسر تبدأ في أولها بمشكلات ثم يسعدون سعادة لا مثيل لها، لأن هذه فترة كل طرف يتعرف على سلبيات الآخر من خلال هذا الخصام، وهذا الخصام ليس بمشكلة، ولكن كيف نديره؟ كيف نديره لنُخرج الفوائد، هذه المشاكل من خلالها كل طرف يعرف الحدود والخطوط الحمراء، يعرف ماذا يحب الشريك فيأتيه، وماذا يكره فيجتنبه.
نتمنى أن تكتب لنا بتفصيل، ومن حقك أن تطلب أن تكون الاستشارة محجوبة، لا يراها أحد، حتى نفكر سويًّا، وننظر للقضية بكافة أبعادها وجوانبها، فإن الطلاق السريع ليس في مصلحتك، وليس في مصلحتها، وهناك عيوب يمكن أن تعالج، وهناك سلبيات يمكن أن تغطى بكثير من الحسنات، ولذلك أرجو أن تفكر معنا، وتنظر بهذا العمق، وتتواصل معنا حتى نفكر سويًّا قبل أن تُقدم على هذه الخطوة.
نريد أن نفهم شخصية هذه المرأة، وإلى أي مدى هذه السلبيات؟ هل هي كثيرة وهل هي متكررة؟ وما هي أسباب غضبها وعصبيتها؟ نحن نريد أن نعرف هذه الأشياء، ونريد أيضًا أن نعرف عن شخصيتك، كيف اخترتها؟ وكيف كان الزواج؟ وما هي إيجابيات هذه الفتاة – كما قلنا – حتى تتضح أمامنا الصورة، ونتعاون جميعًا في الوصول إلى الحل الذي يُرضي الله، الحل التي لا تندم عليه.
إذا كنت الآن نادمًا على الزواج بها، فإنا نخشى أن تندم غدًا على طلاقها، ولذلك ينبغي أن يكون القرار الآن صحيحًا، سواء كان سلبًا أم إيجابًا، بعد تفكر ونظر ومحاولات واجتهاد، فإذا صعبت الأمور فالإسلام يجعل الطلاق أيضًا حلاً من الحلول، لكنه آخر حل، آخر الدواء الكي.
نسأل الله لنا ولك التوفيق، ونحن في انتظار المزيد من التوضيح للمشاكل وللشخصية، ولطريقة الزواج والإيجابيات والأمور التي طلبناها، حتى نستطيع جميعًا أن ننظر إلى الصورة كاملة، فالحكم على الشيء فرع عن تصوره.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.