كيف أتخلص من تفكيري وتعلقي بشخص ليس لي؟
2013-05-16 02:05:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لإتاحتكم الفرصة لنا.
تأخرت عن سن الزواج، وتقدم لي شخص لكن الوالد رفض، مشكلتي هي أني تعرفت على شاب من دولة مجاورة من أربعة أشهر من مواقع التعارف بالنت، ولم تكن غايتي سيئة من التعارف أو لغرض الزواج بل لملء الفراغ الذي أشعر به، وكان كلامي معه عادياً، ثم أخبرني أنه يود التقدم لي وأخبرني أنه يحبني، وأنه مقتنع بي دون أعطيه صورتي فهو واثق أني على قدر من الجمال، رديت عليه بالرفض لأني من بلد وهو من آخر، وعلى حسب تقاليدنا أن البنات لا يتزوجن إلا من رجال منطقتهن، أي غير معروف عنا الزواج من خارج البلاد، وهو ليس حرام شرعاً لكن أخاف إن تقدم أن تستغرب الناس لأنه ليس من منطقتنا، يعني يتكلموا عني بقضية شرفي وأني تعرفت عليه، وهو كذلك لم يتوظف بعد، ولا فرق بيننا بالسن بل متقاربان، لكنه لم يخرج من بالي فأنا أحببته، وهو انقطع عني ولم يراسلني بحجة أنني رفضته.
فجأة أرسل لي رسالة تحوي آية قرآنية، وقمت بالرد عليه بسؤاله عن أحواله لكنه لم يرد، فانقهرت كثيراً لأني أخبرته بأسراري عن حياتي وهو تجاهلني، وإلى الآن مازلت أرسل له رسائل وهو لا يرد، أنا مقهورة ومتعبة وأشعر بالإهانة لضياع وقتي معه، فأرجو منكم إفادتي ونصحي لأتخلص من تفكيري وهمومي، ومواصلة حياتي الطبيعية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك، وتسكن إليه نفسك.
نحن نتفهم -أيتها البنت العزيزة– مدى ما تشعرين به من الحاجة إلى زوج يملأ الفراغ العاطفي الذي تعيشينه، وتفهمنا لهذه الحالة التي تعيشينها يستدعي منا أن نقدم لك خالص النصح، وأن نجتهد غاية الاجتهاد في تقديم أفضل رأي نراه صالحًا نافعًا لك -بإذن الله تعالى-.
خير ما نقدمه لك من نصيحة –أيتُها البنت العزيزة– أن تتيقني أن ما عند الله تعالى من الرزق الحسن، والحياة السعيدة لن تصلي إليها بأفضل من طاعة الله تعالى، كما أرشد إلى ذلك نبينا -صلى الله عليه وسلم– فقد جاء عنه في الحديث أن: (ما عند الله لا يُنال بمثل طاعته)، فإذا أردت فعلاً الوصول إلى الرزق الحسن والحياة السعيدة، فإن أفضل طريق يوصلك إلى ذلك القيام بطاعة الله، والاشتغال بما فرضه عليك وتجنب ما حرمه عليك، وبذلك تسعدين في الدارين – تسعدين في الدينا وفي الآخرة-.
وفي المقابل –أيتُها البنت العزيزة– من أعظم أسباب الحرمان والشقاء أن يقع الإنسان في معاصي الله، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم– يقول في الحديث الصحيح: (إن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه)، وإذا كان الأمر كذلك فإننا نتمنى أن تأخذي الأمر بمأخذ الجد، فتسعي سعيًا جادًا للأخذ بالأسباب التي توصلك إلى السعادة، ومن أعظم ذلك: القيام بالفرائض، فتؤدين فرائض الله تعالى عليك، وتعلقين قلبك بالله راغبة فيما عنده من الخير، مؤمِّلةً أن يسوق إليك ما يسعدك، محسنة ظنك به، فإنه سبحانه وتعالى يقول: (أنا عند ظنّ عبدي بي، فليظنّ بي ما شاء)، وفي رواية: (من ظنَّ خيرًا فله، ومن ظنَّ شرًّا فله).
فتوجهي إلى الله تعالى، واسأليه بصدق أن يرزقك الزوج الصالح المناسب، واشغلي نفسك بما يقربك إلى الله الذي بيده مقاليد كل شيء، وعنده خزائن كل شيء، أما الجري وراء السراب والوقوع في معصية تليها معصية فإنه لن يجلب إليك إلا الحرمان، ولن تجني من ورائه إلا مزيدًا من التعاسة ومزيدًا من الشعور بالشقاء والحرمان.
والتواصل مع الشباب عبر أدوات الاتصال الحديثة نوع من أنواع الفساد، وذريعة من الذرائع التي يتخذها الشيطان للإفساد، ومصيدة يصيد بها من يُقدر الله تعالى له الوقوع في تلك المصيدة، ومن ثم فنصيحتنا لك أن تبادري بقطع كل تواصل من هذا النوع، وتيقني أنه لن يجلب لك خيرًا.
وأما نسيان هذا الشخص فإنه أمر ميسور جدًّا، فإنك تدركين تمام الإدراك أن الوصول إلى هذا الشخص عن طريق حلال أمر يقرب من المُحال، وإذا تذكرت هذه الحقيقة سهل عليك نسيانه، فإن النفس إذا يئست من الشيء نسته، وقد يسر الله تعالى لك هذا بأن أعرض عنك هذا الشاب ولم يراسلك، فينبغي أن تقفي أنت الموقف نفسه فتقطعي التواصل معه بالكلية، وإن بادر وراسلك.
نحن نجدد النصح ثانية –أيتُها البنت العزيزة– أن الجري وراء هذه الأوهام جري وراء السراب، مع مزيد من الإثم والعصيان الذي يحول بينك وبين رزق الله تعالى، ننصحك بأن تكثري من دعاء الله ومن استغفاره، وأن تتعرفي على النساء الصالحات والفتيات الطيبات، وتكثري من مجالستهنَّ، فإنهنَّ خير من يعينك في البحث عن الزوج الصالح المناسب.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.