أعيش في سرحان وتخيلات مع أني أتناول أدوية الفصام!
2013-04-28 02:43:05 | إسلام ويب
السؤال:
تحية طيبة للدكتور المحترم: محمد عبد العليم، أما بعد:
مرضي: الفصام أو ما شابهه، ومدة العلاج كانت بما يقرب من 6 سنوات، والأدوية السابقة التي استخدمتها: (ريسبريدال - ابيليفاي- سيروكويل- ابيكسدون -اريببركس- اريببرازول).
والأدوية الحالية: ابيكسدون 4 مج (قرصًا مساء) بالإضافة إلى كربونات ليثيوم 400 مج (3 أقراص) إضافة لاميكتال 50 مج) قرصًا مساء مع اكينتون (نصف قرص صباحًا ومساًء).
الأعراض الحالية:
1- أتخيل حوارات في عقلي وأتعارك معها، وأشياء أخرى، فأنا إنسان مميز، إنسان مشهور، فتكون حوارات داخل عقلي أشبه بأحلام اليقظة، يعني: ليست هلوسة.
2- تصل تلك الأحلام إلى الحد الذي يجعلني أسرح وكأن أحدًا يكلمني.
3- والدتي عندما تطلب مني أن أناولها شيئًا، تكرر الطلب عدة مرات حتى أستجيب لها.
4- أحيانًا أشتم من حولي، وخصوصًا الضعفاء الذين لا يقدرون على الرد، وبعد ذلك أعتذر وأندم.
ما أريده هو: الاتزان العقلي، والتخلص من هذه الأعراض، وكذلك ضبط النوم، والتخلص من الكسل، وعدم الرغبة في فعل أي شيء.
أتمنى أن أجد أدوية خاصة بذلك، وما هو الدواء المناسب والجرعة المناسبة؟
فأنا أريد تغيير الأبيكسدون، فما رأيك في أولابكس olapex (اولانزبين)؟ وما جرعتي منه؟ وهل يسبب السكر؟ هذا مجرد اقتراح والاختيار لك، فهل أتعالج سلوكيًا؟ أنا لا أعرف أماكن في مصر خاصة بذلك، فهل تعرف مكانا خاصًا في العلاج السلوكي؟
وشكرًا جزيلًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد أعجبني تمامًا أنك تعاود زيارة الطبيب وتراجعه، وملتزم بعلاجاتك، هذا هو الأمر الضروري والمهم والذي يهمله الكثير من الناس، ليس من الضروري ما هو التشخيص وما نوعية التشخيص، ويجب ألا نتخوف من هذه المسميات (فصام وغيره) المهم هو أن يأخذ الإنسان بالأسباب، وأن يتبع الإرشادات والتوجيهات والتعليمات الطبية التي توصله إلى بر الأمان - إن شاء الله تعالى –.
والأمر الآخر هو: ضرورة معرفة أن الإنسان حباه الله تعالى بآليات يستطيع من خلالها أن يغيّر نفسه - هذا مهم جدًّا- والدواء يساعد، لكنه ليس كل شيء، لا بد من أن يؤهل الإنسان نفسه، لا بد للإنسان أن يحث نفسه، بل مرات يجبرها وبشيء من الإكراه، ويقوم بتنفيذ ما يجب أن يقوم به في حياته، وهذا يقودنا إلى أهمية حسن إدارة الوقت، الإنسان التي تكون أمامه برامج يومية واضحة يريد أن يطبقها لا بد أنه سوف ينجح في ذلك، لكن إذا تُركت الأمور هلامية، وغير محددة المعالم، ويكون تحرك الإنسان تحركًا آنيًا مرتبطًا باللحظة، هذا ليس صحيحًا -أخِي الكريم محمد-.
فأنا أنصحك حتى تتخلص من موضوع (الخوف والكسل والتكاسل وافتقاد الطاقات الذهنية والجسدية) أنه لا بد أن تكون لك برامج يومية فاعلة تنفذ فيها كل مقتضيات الحياة، وأنت لست بأقل من الآخرين، أنت لست أضعف أبدًا، حتى هذا الابتلاء – هذا المرض – إن شاء الله تعالى تحاصره تمامًا من خلال مشاعرك الإيجابية وأفعالك النشطة التي تفيدك وتفيد الآخرين.
بالنسبة للكسل: أيضًا الدعاء مهم، مهم جدًّا، الأدعية المأثورة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل) هذه مهمة، ولا بد أن يقولها الإنسان، وباستبصار وتعمق وتأمل وتدبر وقناعة بأنها مُجابة بإذنِ الله تعالى.
الرياضة: لا بد أن تأخذ حيزًا أساسيًا في حياتك، الرياضة تقوي النفوس، تقوي الأجسام، تزيل الكسل ولا شك في ذلك.
بالنسبة لبقية الأعراض التي تعاني منها وهي الحوارات العقلية، وأحلام اليقظة هذه موجودة، وما دامت تحت إرادتك، فحاول أن تصرف انتباهك عنها.
أولاً استعذ بالله تعالى منها، غيّر مواضيع الحوارات الداخلية، انتقل لموضوع آخر، لا تحتم أن تستمر على موضوع واحد، حتى لا تسترسل، غير الموضوع، غير مكانك، غير جلستك، اتفل على شقك على الأيسر ثلاثًا (وهكذا).
أما بالنسبة لأحلام اليقظة فهذه الأحلام يقضى عليها (حقيقة) من خلال إدارة الوقت بصورة أفضل والانشغال بما هو مهم. التركيز يتحسن - إن شاء الله تعالى – من خلال الرياضة وأخذ قسط كافي من الراحة، وتلاوة القرآن بتأمل وتدبر، وحين يتحسن تركيزك قطعًا سوف تستجيب لوالدتك بصورة أفضل.
أما بالنسبة لرفع الصوت وشتم من حولك: فتذكر دائمًا أن هذه ليست سمات طيبة، ليست سمات كريمة، وما لا تقبله لنفسك لا تقبله للآخرين، على العكس تمامًا أريدك - أيها الفاضل الكريم – أن تكون جانب الضعفاء، اذهب وامسح على رأس اليتيم، أخرج صدقة، هذا يُدخل - إن شاء الله تعالى – في نفسك متسعًا من الصبر على الضعفاء بل محبتهم، والتوادد معهم.
بالنسبة لعقار أولانزبين: لا بأس به، لكن يعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن، أنت الآن تتناول عقار رزبريادون، هو عقار جيد، لكن إن أردت أن تجرب الأولانزبين فلا بأس في ذلك.
بالنسبة للعلاج السلوكي: مصر عامرة بالكثير من المختصين، قد لا أستطيع أن أعين لك شخصا بعينه، لكن يمكن أن تطلب من طبيبك أن يحولك إلى أخصائي نفسي متخصص في العلاج السلوكي المعرفي.
الأخصائي النفسي كما تعرف ليس طبيبًا نفسيًا، إنما هو مختص في العلوم النفسية الإكلينيكية، وهم أكثر صبرًا واقتدارًا على التوجيهات السلوكية، بل وضع البرامج السلوكية الدقيقة والمنضبطة والتي تقوم على أسس علمية، وحين تقابل هذا المختص لا بد أن تتبع تعليماته وإرشاداته، خاصة فيما يسمى بالواجب المنزلي، المختص سوف يناقش معك بعض الأمور، ويعطيك واجبات سلوكية منزلية لتطبيقها، وحين تأتيه في الجلسة التي تليها سوف يقوم بمراجعة ما قمت بإنجازه وما أخفقت فيه، ومن هنا تنطلق إلى الآليات العلاجية السليمة.
إذن الأمر يتطلب الكثير من التعامل ما بينك وبين المعالج.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.