كيف أتعامل مع من ينقل عني كلاما غير صحيح؟
2013-03-10 20:05:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أشكر موقعكم الموقر الذي يلقي قبولا وإحسانا، لما يقدم من نصائح وإرشادات تهم الجميع، فجزيتم خيرا على ما تقدمون، وكفيتم إحسانا على ما تنشرون من خير، وبعد:
في الآونة الأخيرة لاحظت أن أحد المسئولين بالعمل المقربين لي يهتم كثيرا بي، وخاصة فى الفترة الأخيرة، وينقل جميع أخباري، وخاصة السيئة، وما يطلق علي من إشاعات كاذبة! وهو لا يسألني عن صحة هذه الأخبار، بل ينقلها لبيتي، مما جعلني مشوشا فكريا في جميع أموري، وخاصة عملي، ويجعلني مغيبا عن كل ما يدور حولي، ويلقي اللوم والأخطاء علي بدون وجه حق، وبشكل غير مباشر، ولا يخبرني بهذا الخطأ، هذا إن كنت أخطأت بالأساس في العمل.
كذلك زملائي يتهمونني أنني أخبره بكل ما يدور بيننا نحن الزملاء، وطبعا هذا غير صحيح، وبينت لهم هذا الأمر, ولم يقتنعوا، مما أدى إلى تشويه صورتي أمامهم وأمام أهل بيتي، وبدورهم العاملون معي يعكسون الكلام الذي قلته الإيجابي إلى سلبي، وبما أنني لم أخطأ بحق أحد منهم وأحترمهم جميعا، فما الداعي لهذا التشويه؟ وعندما أحاورهم -أي زملائي الذين ينقلون الأخبار له- يخبرونني أنني أتوهم هذا الأمر، وأنه غير صحيح، وأنه من باب المزاح, ولم أقتنع؛ لأن افعالهم تعكس ما يقولون، فما الحل في هذه المعضلة؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونشكر لك هذا الثناء، وهذا واجب علينا، بل شرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا الكرام من أمثالك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يعينك على الخير، وأن يستخدمنا وإياك فيما يرضيه.
ننصحك بألا تلتفت إلى ذلك الإنسان الذي يتتبع أحوالك، وأرجو أن يعرف أهل البيت أنك على خير، وأن يعرفوا حقيقة هذا الشخص الذي ينقل عنك أمثال هذا الكلام، والإنسان إذا كان يدرك أنه لم يقع في الخطأ؛ فإنه لا يبالي بكلام الآخرين، وأرجو ألا ترخي أذناً وتستمع للنمامين، ولا تهتم وتغتم بكلامهم، طالما كنت على خير، واحرص دائما أن تمسك لسانك عن الآخرين، ودائما لا تصدق كل ما يكتب به.
أرجو أن تأخذ الأمور حجمها الطبيعي، فلا تضخم مثل هذه الأمور؛ لأن مثل هذه الأمور توجد في معظم الدوائر التي بها عدد من البشر، فهناك صفات مختلفة، وعادات مختلفة عند كل قوم، وهناك من لا يبالي بمثل هذا الكلام -والعياذ بالله-، ولكن الإنسان إذا عرف أنه على الصواب، وأنه لم يخطئ في حق أحد، فإنه لا يبالي بما يتكلم به الآخرون، وسيأتي اليوم الذي تظهر فيه الحقائق، فحبال الكذب قصيرة، والكذاب لا يجد من يتابعه، وسيظهر للناس ما عنده من كذب ودجل، ونوصيك بالاهتمام بعملك، وعدم التقصير بالوظيفة التي أوكلت إليك، وإذا سألت عن إنسان فلا تقل إلا خيراً، فالإنسان إذا سئل عن إخوانه ينبغي أن يقول خيراً، وإذا كان في أي صديق أو أخ عيب، فينبغي أن يكون النصح بينك وبينه؛ لأنها نصيحة لله تبارك وتعالى، ونحن لا نريدك أن تتكلم في الآخرين، حتى من يخطئ وحتى من يقصر، لأن الإنسان إذا أطلق لسانه في الناس بالحق أطلقوا لسانهم فيه بالباطل، كما قال مالك -رحمة الله عليه-: (كان في الناس من ليس له عيوب، فلما أطلق لسانه في عيوب الناس، استحدث الناس له عيوبا ثم عيروه بها)، نسأل الله أن يكفيك من شرهم وشرورهم.
فينبغي أن تتجنب الدخول معهم في مثل هذه المتاهات. واعلم أن النمام الذي يخبرك عن إنسان يريد أن ينقل عنك نميمة، فلا تحسن استقباله، ولا تتوسع معه في الكلام، ولا تذكر من ذكره إلا بالخير، وارفع عملك إلى الله تعالى، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأيضا أرجو ألا تظهر الانزعاج؛ لأن هذا واضح من خلال كلام الزملاء، فلا تعط الأمور أكبر من حجمها، سواء كانوا مازحين أو غير مازحين؛ لأن بعض الزملاء إذا علم أن البعض يتضايق من بعض الأشياء، فإنه قد يعيد ويكرر من أجل المضايقة، ومن أجل الضحك، فلا تعطهم هذه الفرصة، واجعل الأمر يأخذ حجمه المناسب، وطالما كان الكلام في غير العمل، ولا يشوش على ما أنت فيه من عمل، فاشتغل بما تأكل من وراءه الرزق بوظيفتك، وأد عملك على الوجه الأتم، واحفظ لسانك عن إخوانك، ليحفظ الله تبارك وتعالى لك عرضك.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.