كيفية التعامل مع خطيبي
2012-11-15 09:10:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مخطوبة منذ بضعة أشهر، (كتب كتاب شفهي)، وأواجه بعض المشاكل في التعامل مع خطيبي، نتشاجر على أشياء كثيرة، يريدني أن أسمع كلامه، وعندما أطلب منه شيء لا يستجيب، فكيف استطيع إقناعه؟ مثلاً بعدم الذهاب إلى أعراس مختلطة أكره أن ينظر إلى غيري، والبنات هناك يكن شبه عاريات، شخصيته ليست صعبة كثيراً لكنه عنيد.
أريد أن أعرف كيف علي أن أتعامل معه؟ وكيف أقنعه بوجهة نظري؟ أرجو أن تعطوني بعض النصائح وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يقدر لك الخير، وأن يعينك على إكمال المشوار مع هذا الشاب، وأن يهدي الجميع إلى ما يُحب ربنا ويرضاه، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ونشكر لك حقيقة هذا الحرص الذي دفعك إلى السؤال، ونشكر لك هذه الرغبة في منع هذا الخاطب من أن يشهد الأعراس التي بها تبرج، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يردنا جميعًا للحق والصواب، إنه على كل شيء قدير.
وحقيقة إذا كانت المسألة مجرد خطبة فالخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا تبيح له كذلك التوسع معها في الكلام، إلا في كلام يُحقق المصلحة أو يقدم من خلالها النصيحة، والعلاقة بين الخاطب والمخطوبة ينبغي أن تكون تحت سمع الأهل وبصرهم، أو بعلمهم ومعرفتهم، ولا ننصح بتطويل فترة الخطبة، ولكن نحن نريد إذا حصل الوفاق أن نكمل المشوار، فإنه لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح.
ولكني لاحظتُ من خلال السؤال أنه عقد شفهي، كتب كتاب شفهي، فإذا كان العقد تم بالأصول، بوجود الشهود، بإعلان لهذه العلاقة، بحضور الولي، والمأذون - كما نقول - فإن هذا يعتبر عقد كامل، ولكن حتى بعد العقد فإن علاقة الشاب بالفتاة التي أصبحت زوجة له ينبغي أن يكون فيها شيء من الحذر، لأننا دائمًا نحرص على أن نُعلن النكاح ونؤرخ بتاريخ الدخول، ولا ننصح الشاب في هذه الفترة بأن يكون عنده كثرة أوامر وتوجيهات وتعليمات، لأن الفتاة لازالت عند أهلها، فإذا ذهبت إلى بيته فلهما أن يعيشا الحياة التي يريدونها، أما قبل ذلك فنحن لا نفضل كثرة الكلام وكثرة النصائح وكثرة النقاش والأخذ والجذب، لأن هذه تترك آثار كبيرة.
وإذا كنت أنت قبلت بهذا الشاب فينبغي أن تكونوا قبل ذلك قد تأكدتُم من دينه، وأخلاقه، والتزامه، أو على الأقل رغبته في الإصلاح، أن يُصلح من وضعه وحاله، فيكون أقرب وأطوع لله تبارك وتعالى.
ولذلك أرجو أن تكوني له ناصحة، وكنا أن نسمع وجهة نظره التي لم تتضح، فهل هذا الشاب يصلي - مثلاً - وهل هذا الشاب ارتضيتم دينه وخلقه؟ هل هو من الأقرباء لك؟ ما الذي جعلك تقبلين به؟ وهل هو الذي اختارك ولماذا اختارك؟ وما هي الأسس التي ستقيمون عليها البيت؟ وما هي أنواع المشاكل التي تختلفا فيها؟
ومعروف أن الشاب قبل أن يحوز الزوجة إلى داره ويدخل عليها وتصبح زوجة له يصعب عليه أن يدير الكثير من الأمور، كما يصعب على الرجل في هذه الفترة أيضًا أن يسمع كلام زوجته، ومعروف بكل أسف أن في ثقافتنا كمجتمعات أنهم يحرضوا الخاطب (لماذا تسمع كلامها) ويحرضوا المخطوبة (لماذا هو يعطيك أوامر وتعليمات وتوجيهات؟ لماذا لم يأتِ لك مثل بنت فلان أو كذا) ففي هذه الفترة يكون فيها الكثير من التشويش.
ولذلك أعتقد أننا بحاجة لمزيد من التوضيحات حتى نعرف طبيعة هذه العلاقة، وماذا تقصدين بهذا العقد الذي تم ولكن هو عقد شفهي، وهل حددتم موعد للزواج؟ وهل هذه العلاقة معلنة بين الأهل؟ وأعتقد أن هذا واضح، ولكننا نحتاج إلى توضيح بعض الأشياء، وحبذا لو عرضت لنا نموذج من المشاكل التي اختلفتم فيها.
أما نصحك له بعدم الذهاب إلى أعراس فيها تبرج فهذا أمر صحيح مائة بالمائة، ونتمنى أن تختاري الأسلوب المناسب لردعه ومنعه من الذهاب لمثل هذه المواطن، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يغنيكم بالحلال عن الحرام، وأرجو أن تعجلوا في إكمال المراسيم، لأنه إذا وجد الحلال فعند ذلك سيكون في ذلك عون له على أن يغض البصر وعن الحرام، ونسأل الله أن يهدي شباب المسلمين للحق، هو ولي ذلك والقادر عليه.