الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجهول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
فقد أعجبت برسالتك، وتقولين: إن كثيرين يقولون لك: إن كتاباتك جيدة جدًّا بالنسبة لعمرك، وأنا أقول لك هذا أيضًا, وأؤكده لك، وذلك من خلال اطلاعي على رسالتك.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنت في عمرٍ يعتبر حلقة ضعيفة نسبية من الناحية النفسية، لا أقصد أنك ضعيفة، لكن هذا ينطبق على جميع من في عمرك، هذا هو عمر التغيرات النفسية والفسيولوجية والبيولوجية والوجدانية، فمن الطبيعي جدًّا أن ينتاب الإنسان شيء من أحلام اليقظة تتجاذبه هنا وهناك، وتكون الوساوس أيضًا كثيرة جدًّا في مثل عمرك, وهي واضحة لديك, وتأتيك في أمور الدين، وأنا أعرف أن ذلك مؤلم جدًّا على النفس الطيبة مثل نفسك، لكني أؤكد لك أن هذه الأفكار أفكار عابرة, وسوف تنتهي تمامًا, وأنت تتعاملين معها من خلال التحقير، وهذا هو المبدأ الصحيح.
بالنسبة لموضوع حساسيتك حول مظهرك: فأنا حقيقة استغربتُ لذلك، فأنت بنت لبقة ذكية مؤمنة مقتدرة، فليس من المفترض أبدًا أن تشغلي نفسك بأنك سمراء, أو أن شعرك ليس ناعمًا، فالله تبارك وتعالى خلقنا شعوبًا وقبائل لنتعارف, والحكم ليس بالألوان أو بنوعية الشعر، وإنما يحكم على الإنسان من خلال خلقه ودينه ومعرفته، وهذه هي الدعائم التي من خلالها فعلاً يستطيع الإنسان أن يُثبت وجوده.
أرجو أن تحقِّري هذه الفكرة، فليس هنالك ما يدعوك للشعور بالدونية، بل على العكس تمامًا فأنت تحملين مميزات عظيمة: هذا الفكر المتقد، وهذه المقدرات الراقية، فلا تتجاهليها أبدًا، ولا تشغلي نفسك بهذه الأمور البسيطة، ومن خلال تحقيرك لمثل هذه الفكرة فأعتقد أنه سيكون لك المزيد من الثقة بنفسك.
أرجو أن تقدري ذاتك بصورة صحيحة، فأنت متقدة الفكر، ولك تطلعات, ولك آمال.
وبالمناسبة: أحلام اليقظة ليست كلها سيئة، أبدًا، بل أحلام اليقظة تحسن الدافعية لدى الإنسان، لكنها إذا كانت متداخلة وكثيرة فأرجو أن تحاصريها, وذلك من خلال إسقاط بعضها, والاستفادة مما هو مفيد منها.
أنت تحتاجين لأن تمارسي تمارين الاسترخاء، وهنالك تمارين نسميها بتمارين التنفس التدرجي، وكذلك تمارين قبض العضلات وإطلاقها تدريجيًا، وهي تساعد النفس في الاسترخاء, وإن شاء الله تعالى تزيل عنك عوامل التوتر، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (
2136015) سوف تجدينها مفيدة جدًّا حين تطبقينها.
هناك أيضًا كتاب ممتاز جدًّا للدكتور (ديل كارنيجي), وهو كتاب مترجم اسمه (كيف تتخلص من القلق وتبدأ الحياة؟) أرجو أن تحصلي على هذا الكتاب الممتاز، وتطلعي عليه، فهو ذو فوائد إرشادية جمة، ولمحمد الغزالي كتاب بعنوان (جدد حياتك) فاطلعي عليه, وأيضًا هناك كتاب للشيخ عائض القرني – حفظه الله – باسم (لا تحزن) أعتقد أنه من أفضل الكتب في مجال علم النفس السلوكي الإرشادي، فأرجو أن تطلعي عليه أيضًا.
نصيحتي لك أيضًا هي: أن تمارسي أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة، واسعي دائمًا لبر والديك، فبر الوالدين حافظ للأبناء والبنات، ويؤدي إلى طمأنينة, وإلى استرخاء كبير في النفس, وشاركي أسرتك في قراراتها, وفي كل ما يساعد في نهضة أسرتك واستقرارها.
أما بالنسبة للقصة التي تتحدث عن الجن والخيال وإثارتها لك: نعم, هذه القصص تُثير الفضول, وتثير الخيال، وأنت مسبقًا لديك خيال خصب, ومقدرات عقلية كبيرة؛ فلذا يكون هنالك تأثير ومردود واضح عليك، فأرجو ألا تكثري من مثل هذه الاطلاعات.
أنا أتوقع لك - إن شاء الله تعالى – مستقبل باهر، وتخصصك في طب الأعصاب هذا أنا أقره تمامًا، وأن تكوني كاتبة وأديبة هذا أيضًا - إن شاء الله تعالى – ليس بعيد المنال، وأنا أقول لك: إن دراسة الطب مفيدة للإنسان، وتعلم الإنسان الانضباط، وتعلمه تنظيم الوقت، وهذا سوف يساعدك - إن شاء الله تعالى – في الوصول إلى مبتغاكِ.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.