الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فكما ذكرت الفاضلة والدتك؛ فإنك إنسان مفوه ومقتدر من حيث الكلام والتواصل الاجتماعي، وهذا أمر يجب أن يكون مفرحًا ومسرًّا لك، وأنا أؤكد لك أن هذه القاعدة الرصينة لا زالت موجودة.
الذي حدث لك الآن يظهر أنه نوع من الخجل الاجتماعي من الدرجة البسيطة، هو الذي أدى إلى شعورك بتعثر الكلام حين تقابل أشخاصا جُددا، وأنك لست بمستوى الانطلاقة والفصاحة السابقة، وهنالك أيضًا نوع من التردد كما ذكرت – خاصة إذا كنت تتحدث في مواضيع جديدة - .
يعرف أن الإنسان حين يقابل أشخاصا - خاصة الغرباء أو يكون في موقف أو موقع جديد بالنسبة له ولم يتواءم معه - هنا يبدأ الجسم بكل أجهزته العصبية والنفسية والدموية والأحاسيس يبدأ نوعا من التحفز والاستعداد، وهذا التحفز والاستعداد يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وذلك ليزداد ضخ الدم، ويزداد تركيز الأكسجين ليحسن أداء الأعضاء الجسدية، لكن في بعض الأحيان هذا التحفز يزيد من حدته مما يؤدي إلى شيء من التعسر في الأداء، ويكون هذا فيه شيء من المخاوف قد لا يحس بها الإنسان مباشرة، إنما تنعكس في شكل تلعثم في الكلام، أو إعتقاد بوجود تلعثم في الكلام، ويجد الإنسان صعوبة في وجود الكلمات التي يريد أن يتفوه بها، والبعض قد يشتكي من خفة في الرأس، أو كأنه كاد أن يفقد السيطرة على الموقف برمته ... وهكذا، فالعملية عملية فسيولوجية نفسية، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: أريدك أن تركز على نقطة هامة، وهي أن مشاعرك هذه – أي مشاعر التلعثم والتردد وعدم القدرة على الإفصاح بالشكل الذي تريده – ليست كلها حقيقية، إنما هي مشاعر، وهي ليست معلومة، أو ملاحظة من قبل الطرف الآخر، أو حتى إن لوحظت ليست بنفس الحجم، والكمية التي تتصورها وتحس بها أنت.
هذه النقطة مهمة جدًّا من الناحية العلاجية، لأن الكثير من الأخوة والأخوات الذين يحسون برهبة الأداء أمام الآخرين، دائمًا لديهم الشعور بأن الآخرين يطلعون على تصرفاتهم، ويلاحظون نقاط ضعفهم مما يزيد نسبة الإحباط والتثبيط لديهم.
فأرجو أن تلتفت لهذه المعلومة العلمية الجيدة جدًّا.
ثالثًا: من الضروري جدًّا أن تتجاهل هذا الذي أنت تعاني منه، لأن التجاهل وسيلة علاجية سلوكية محترمة.
رابعًا: أكثر من التواصل الاجتماعي، زيارة الأهل، الأصدقاء، التراحم، هذا كله - إن شاء الله تعالى – يجعلك تنطلق انطلاقات إيجابية، كذلك الحرص على صلاة الجماعة، تجاذب أطراف الحديث مع الإخوة المصلين بعد الصلاة، هذا أيضًا يزيد حقيقة من مقدرتك المهارية على التواصل. وبالطبع أنصحك بأن تكثر من الاطلاع، لأن المعرفة هي باب أصيل للتواصل.
خامسًا: هنالك تمارين مهمة من أهمها التمارين الرياضية العامة، وهنالك تمارين خاصة تسمى بتمارين الاسترخاء، أرجو أن تبدأ في تطبيقها، وذلك بأن ترجع إلى أحد استشارات إسلام ويب، وهي تحت الرقم (2136015).
سادسًا: يمكن أيضًا أن تقوم بتمثيل مشاهد درامية تتصور فيها أنك تخاطب بعض الغرباء، قم بهذا التمرين السلوكي مع نفسك، وكرره مرتين في اليوم، إن شاء الله تعالى هذا أيضًا يؤدي إلى نوع من التطبع التلقائي مما يساعدك كثيرًا.
سابعًا: هنالك دواء بسيط جدًّا، فعال جدًّا، ممتاز جدًّا، يعرف علميًا باسم (سيرترالين) ويسمى تجاريًا باسم (لسترال) أو (زولفت) وربما يكون له مسميات تجارية أخرى، اسأل عنه تحت مسماه العلمي، وبعد الحصول عليه إبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تناولها ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، واستمر عليها لمدة شهرين، ثم اجعلها نصف حبة مرة أخرى، تناولها ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
بجانب السيرترالين هنالك عقار يعرف تجاريًا باسم (إندرال) أريدك أيضًا أن تتناوله بجرعة عشرة مليجراما يوميًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
هذه أدوية ممتازة وفاعلة، وأتمنى أن تتناولها كما هو موصوف، بجانب اتباع الإرشادات التي ذكرناها لك، وسوف تكون في خير وعافية إن شاء الله تعالى، وانظر علاج عدم القدرة على الحديث والتعبير سلوكيا: (
267560 -
267075 -
257722).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.