السؤال:
السلام عليكم.
أنا أعاني من الطول الزائد؛ حيث إن طولي197سم, وعمري 25 سنة, طولي الزائد سبب لي مشاكل نفسية كثيرة, حيث صرت أحرج من تعليقات الناس, وأحرج من التقدم للخطوبة, فأريد أن أسأل هل هناك طريقة لتقصير طول القامة؟
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
بداية: نرحب بك -ابننا الكريم- في موقعك, ونسأل الله تعالى أن يلهمك السداد والرشاد, وأن يستخدمنا جميعًا فيما يرضيه، وأرجو أن تعلم -ابني الكريم- أن هنالك من يستحسن طول القامة, وهناك من يدعي أن القصر أفضل, ولكن الصواب أن هذا الأمر لا ينتهي فيه الإنسان, ولا يصير فيه إلى حل, فأذواق الناس مختلفة, ولذلك لا حرج على الإنسان في أن يكون فارع الطول, والمهم هو أن يرضى بقضاء الله تعالى وقدره, بل إن الطول ربما كان ممدوحًا أكثر من القصر, واعلم أن كلام الناس لا ينتهي, ورضاهم غاية لا تدرك, فإن القصير لا يسلم من كلامهم, والطويل لا يسلم من كلامهم, والنحيف لا يسلم, والسمين لا يسلم من كلامهم, والعاقل لا يلتفت إلى كلام الناس؛ لأن الله تعالى لا ينظر إلى صورنا, ولا إلى أجسادنا, ولا إلى أموالنا, ولكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا, فعليك أن تعمر قلبك بما يرضي الله تعالى, ولا تلتفت إلى ما يفعله الناس؛ لأن كلام الناس لا ينتهي, ودائمًا نحن نذكر قصة طريفة, قصة الرجل الذي كان معه طفل صغير, وكانت لهم دابة فأردفه خلفه فتكلم الناس فقالوا ألا يخافون الله -يعني كلاهما يركب على الدابة- فقال للولد: سمعت, قال: نعم, فنزل الأب, وجعل الطفل يركب, فمر على مجموعة, فقالوا: هذا طفل لا يعرف الأدب, كيف يركب والرجل الكبير يمشي, فقال: أسمعت ما قالوا, فأنزل الطفل وركب الرجل, قال الناس: هذا الرجل لا يخاف الله يركب ويجعل الطفل الصغير يمشي على قدميه, فقال: سمعت ما قالوا فنزل واقتاد الدابة ومشوا إلى جوارها, فقال الناس: هؤلاء مجانين هذه الدواب خلقها الله لتركب فانظر ما فعلوا بها, وكأنه أراد أن يعلمه أن كلام الناس لا ينتهي, ورضا الناس غاية لا تدرك, ومن الذي قال إن الطول عيب أو نقص, فهناك من يتمنى أن يكون طويلاً, وهذه هي الدنيا, يعني كل يشكي دهره, لست أدري هذه الدنيا لمن, فكل إنسان يريد أن ينظر إلى ما عند الآخرين, ولكن السعيد ينظر إلى النعم التي يتقلب فيها, التي وهبه الله إياها, واعلم أنك ستجد من النساء الطويلات, بل ستجد من النساء من يرغب في طويل القامة, فلا تنزعج لهذا الأمر, وأقبل على الحياة بثقة جديدة, وبأمل بالله تعالى, ولا تبالي بالذين يعلقون أو يتكلمون فإن هؤلاء فيهم عيوب كبيرة جدًّا, والسعيد هو الذي ينظر إلى نفسه, ويتأمل النعم التي يتقلب فيها؛ ليؤدي شكرها, فلا تلتفت إلى كلامهم, ولا تعطِ الموضوع أكبر من حجمه, واعلم أن هنالك طوال مثلك ولا يبالون, وأن هنالك قصار جدًّا ولا يبالون, بل يقضون الحياة بهجة وسرورًا وضحكًا, رضًا بقضاء الله تعالى وقدره, والحمد لله الطول محمده في الرجال, وليس فيه ما يذم, بل الأصل أن غير ذلك يمكن أن يُحرج منه الإنسان, فحق لك أن تفاخر بهذه الخلقة التي خلقك الله تعالى عليها, واعلم أن كل خلق الله جميل, وكل ما أبدعه هذا الخالق القدير سبحانه وتعالى ينبغي أن يحترم ويقبل ويرضى به الإنسان, والسعادة لا تتحقق إلا بالرضا بقضاء الله تعالى وقدره, فلا تتردد في التوجه إلى طلب من تشاء من النساء, وستجد من توافقك, ومن تقبل بك, فمثلك عملة نادرة؛ لأن هذه الاستشارة التي كتبتها والتواصل مع المواقع يدل على أنك تجيد التواصل, وأنك على وعي, وأنك تريد الوصول إلى حل لمثل هذا الذي أزعجك, فالحل عندنا أنه في الحقيقة ليست هنالك مشكلة, والإنسان ينبغي أن يرضى بشكله وهيئته التي خلقه الله تعالى عليها, وعلينا أن نعلم أنك ستجد من عباد الله من يعجب بهذه الهيئة؛ لأنه لولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع, فلا تعطِ الموضوع أكبر من حجمه, واشغل نفسك بالمفيد, وبطاعة ربنا العزيز سبحانه و تعالى.
وصيتي لك: بتقوى الله تعالى, ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله تعالى أن يسهل أمرك, وأن يلهمك السداد والرشاد, هو ولي ذلك, والقادر عليه.