شرط زوجي علي قبل الزواج أن أخدمه وأمه وإخوانه... فما رأيكم؟
2012-05-07 12:53:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
تزوجت قبل 7 أشهر من شخص لديه 3 إخوان كبار بالعمر، وغير متزوجين، ولديهم أم كبيرة بالعمر، شرط زوجي علي قبل الزواج أن أخدمهم، بالرغم أن لدي بيتا وحدي، فقبلت بالموضوع، وبيتي فقط أنام به أنا وزوجي.
الأكل كله بجوارهم، أنا المبتلاة بذلك، على الرغم من أن لديه أخوات متزوجات قريبات منا، وهن ربات بيوت لسن مثلي لدي وظيفة، وأنا الآن حامل، تعبت من الدخول والخروج، تعبت من الكلام معه، قال لي: لا أريدك أن تتكلمي معي بالموضوع بعد الآن إلا أن يتزوج واحد من إخواني بعدها ننفصل، وإخوانه لا يريدون الزواج؛ لأنه يوجد من يخدمهم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.. وبعد:
فإنا نشكر لابنتنا على تواصلها مع الموقع، ونقدر مشاعرها ومعاناتها، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ونتمنى من هذا الزوج أيضًا أن يقدر مشاعرك، وأن يُشفق عليك، وألا يحملك فوق طاقتك، وأرجو أيضًا أن تستقبلي هذا الأمر بنفس طيبة بقدر استطاعتك؛ لأن في ذلك رعاية لمشاعر هذا الزوج خاصة إذا كانت مثل هذه المراسيم معروفة في البلدة والمنطقة التي أنت فيها، فخدمة المرأة لزوجها لها علاقة كبيرة بُعرف الناس الذين هم عليه، وخدمتها كذلك لأهله وإخوانه له علاقة بالعرف الذي عليه الناس، فإذا كانت جميع النساء في بلدك تقوم بمثل هذا العمل ويجتهدن في خدمة أم الزوج وإخوان الزوج، فعليك أن تحتسبي هذا الأجر عند الله تبارك وتعالى، وتؤدي ما عليك بقدر استطاعتك، فإن الله يقول: {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها}.
وفي مثل هذه الأحوال قطعًا هناك معاناة نفسية هي الأصعب، ولذلك نرجو أن تريحي نفسك وأن تُقبلي على الأمر بحيوية ونشاط ومشاعر نبيلة، ولا أظن أن الأمر يطول، ولكن هي تجربة قاسية تمرين بها، نسأل الله أن يعوضك عنها خيرًا.
وإذا كان هذا الزوج يقوم ببقية الواجبات ويقدر فيك هذا الجانب ويجتهد في أن يساعدك بقدر ما يستطيع فإننا ندعوك للاستمرار في هذا الأمر، وترك الكلام طالما كان الكلام لا يُجدي، وغدًا سيكتب الله تبارك وتعالى لك السلامة وتُسرين بما يخرج من بطنك من جنين ينبغي أن تحمدي الله تبارك وتعالى عليه.
ولا يخفى على أمثالك أن العلاقة بين المرأة والزوج أكبر من مثل هذه الأمور، وأكبر من مثل هذه المواقف التي ربما تمر في كثير من البيوت، ونتمنى من الله تبارك وتعالى أن يكون عونًا لك، وإذا صعب عليك الأمر فاقترحي عليه أن يأتي بخادمة إذا كان ذلك ممكنًا تساعدك في بعض الأعمال، ويكون دورك أن تضعي اللمسات النهاية، وتُعدي الواجبات التي لا تعرفها الخادمة أو غيرها والقيام بها.
ونحسب أن الأمر يحتاج منك إلى شيء من الصبر، أنت صبرت الكثير، ونظن أنه لا يبقى إلا الشيء القليل، وسوف يعوضك الله تبارك وتعالى عن هذا التعب، ونتمنى من هذا الزوج أن يقدّر ما أنت فيه من معاناة، وكذلك إخوان الزوج وأم الزوج ينبغي أن يقدروا ما تعانيه المرأة الحامل خاصة في الشهور الأولى من حملها.
الذي يهمني هو ألا تتوتري من هذا الوضع لكون هذا التوتر لا يقدم ولا يؤخر، لكنه بالعكس سيُلحق أضرارًا بك وبالجنين الذي في بطنك، خاصة في الشهور الأخيرة، فإنها أهم شهور تكتمل فيها القدرات المناعية، ومعظم القوى العقلية، فهي فترة لا يصلح فيها التوتر، ولا يصلح فيها الضيق، وعليك أن تمتصي هذه الصدمات، وتحتملي هذه الصعوبات، وتذكري أن النبي - صلى الله عليه وسلم – هو القائل: (عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر كان خيرًا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له).
وأرجو أن تتفهمي ظروف الزوج، فإنه يصعب على كثير من الناس في بعض البلاد والأقاليم والمناطق أن يدخل في مواجهة مع أهله في مثل هذه الأمور؛ لأنه أيضًا كان بالأمس يطعم ويأكل في البيت وربما كانت من تقوم بإعداد طعامه واحدة من زوجات الإخوان؛ ولذلك أرجو أن تأخذي الأمر في إطاره المقبول، في إطاره وحيزه الجغرافي والاجتماعي، وأن تقدري الأمور بقدرها، ولا تخسري زوجك وأسرتك بمثل هذه المواقف التي لن تطول - بإذن الله تعالى – ففي كل لحظة سيأتي اليوم الذي يعتمد فيها هؤلاء بعد الله تعالى على أنفسهم، وتقوم زوجات هؤلاء الإخوان بخدمتهم، وقد يسهل الله لهم أمر سفر إلى مكان بعيد، فلا تستعجلي الأمور، وواصلي مشوار الصبر، ولا نظن أن من صبرت سبعة أشهر أو ثمانية أشهر يصعب عليها أن تصبر شهرين أو ثلاثة أشهر، وبعد ذلك سيكون الأمر أيسر بالنسبة لها، وقد تتغير هذه الأوضاع بحول الله وقوته.
وصيتنا لك بتقوى الله تبارك وتعالى، ثم بترك الهموم والغموم جانبًا، ثم بكثرة اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، ثم بالاقتراب من والدة هذا الشاب وإشعارها بما تعانينه من صعوبات، كذلك نتمنى لهذا الزوج أن يكون له دور إيجابي في تعريف مجهوداتك وصبرك، وأن يقدر لك هذه المعاناة.
ونحن نريد أن نقول بأن الزوجة بحاجة إلى دعم معنوي وإلى تشجيع من الرجل، فإذا وجدت التشجيع والدعم المعنوي، فإن فيها طاقات كبيرة جدًّا يمكن أن تتولّد فيها، وعندها ستعمل بلا كلل أو تعب، لأنها سمعت التقدير، وشعرت أن الزوج يقدر هذه المعاناة، وأيضًا لا تكثري الشكاية من أهله، فإنهم في النهاية أهل له، وقد يكون ذلك نوعًا من المراسيم الاجتماعية التي يُجبر عليها الشاب، وإن كانت غير مكتوبة، إلا أنه لا يستطيع ولا يتمكن من الخروج مما ألفه الناس من الأدوار التي ينبغي أن تقوم بها زوجة الأخ تجاه الأخوات وتجاه البنات.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يُلهمك السداد والرشاد، وأن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، وأبشري فإن الفرج قريب، وبارك الله، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.