الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
المخاوف مقسمة إلى مخاوف بسيطة ومخاوف اجتماعية وأنواع أخرى من المخاوف، وحين نقول مخاوف بسيطة لا نعني أن الخوف هو في نفسه بسيط، لكن نعني أنه محصور في موضوع واحد، وأنت خوفك الوسواسي حول الربو، ولذا نستطيع أن نقول أنه قد استوفى المعايير التشخيصية لنسميه بالمخاوف البسيطة.
باطلاعي على رسالتك هذه لاحظت أن مشكلتك ليست في الخوف فقط من الإصابة بالربو وهو لاشك أن الخوف وسواسي، لكن لديك شعور عام بالقلق لديك شعور بأنك ليس مقدرتك لإدارة وقتك، ويوجد شعور عام بالإحباط، وأنا أقول لك أن هذه الحالات إن شاء الله كلها يمكن علاجها.
بالنسبة للعلاج الدوائي مهم ومطلوب وهو مكون رئيسي حقيقي للحالة القلقية والوجدانية بصفة عامة، وذلك استناداً إلى أبحاث كثيرة قد لا يسع المجال لذكرها، لكن المريض له الحق أن يتخير وليس من حق الطبيب أن يفرض رأيه على الناس، هذا الوقت قد انتهى، الزمن الذي يفرض فيه الطبيب رأيه على الناس هذا أنا بالنسبة لي غير مقبول، الأمر يتم كله من خلال التفاكر والتفاهم والتحاور ما بين المريض وطبيبه، ومن ثم يتم الوصول إلى الرزمة العلاجية التي تساعد الإنسان، والعلاج الآن يقوم على مبدأ التعددية أي الجانب السلوكي والجانب الإرشادي والجانب الدوائي، وكذلك المهني، وكذلك الاجتماعي، وكذلك والأسري، كلها يجب أن تؤخذ مع بعضها البعض وهي متكاملة وإن كانت متعددة، فهذا هو الذي أقصده أحياناً حين أصف الأدوية، لكن القرار ليس للطبيب القرار النهائي للشخص الذي يطلب الخدمة.
ومن وجهة نظري الوسائل السلوكية سوف تساعدك كثيراً، وقد ذكر لك ذلك مسبقاً من خلال تحقير الفكرة لأنها فكرة سخيفة، من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء (
2136015 )، وصرف الانتباه من خلال تنظيم وقتك، وأن تتذكري ما هو إيجابي في حياتك، وهنالك الكثير الذي يمكن أن تقومي به في أثناء اليوم والواجبات أكثر من الأوقات، وأن كنت لا تستطيعين الذهاب لحلقات القرآن ابحثي عن وسيلة أخرى لتعلمه ومذاكرته وتدبره، وتواصلي اجتماعياً ومارسي التمارين الرياضية حتى وإن كان ذلك داخل المنزل فهذه الوسائل العلاجية، والإنسان وهبه الله المقدرة على تغيير نفسه ووهبه الله إمكانيات كبيرة قد تكون مخفية، ولاشك أن السياق القرآني في هذا المجال واضح: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).
والذي أود أن أختم به هذه الرسالة هو: من الأفضل لك أن تذهبي وتقابلي أحد المختصين في الطب النفسي أو الحالة النفسية بصفة عامة، والحمد لله تعالى هم كثر وأنت تعيشين في دولة قطر والخدمات متميزة جداً في قسم الطب النفسي، كما أنه توجد الكثير من العيادات الخارجية المختصة.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.