الخوف والقلق عند الأطفال: الأسباب والنصائح والطرق العلاجية له
2012-01-19 09:50:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أردت طرح سؤالي، وأتمنى منكم الإجابة عنه.
المشكلة هي أن أختي الصغيرة منذ مدة بدأت تعاني من اضطرابات، وخوف, وقلق شديدين, وبدأت تصف شعورا غريبا يحدث لها عندما تأتيها هذا الحالة، وتزداد نبضات القلب عندها، وتخاف من الموت، علما بأنها طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات، ذهبت لطبيبة نفسية، ولكنها لم تعطها أي أدوية، ونصحتنا بعدم الانتباه والالتفات لما تقول.
فما رأيكم؟ وكيف نتعامل مع هذه الحالة؟
وجزاكم الله كل الخير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لها الشفاء والعافية, والتوفيق والسداد.
الخوف عند الأطفال موجود، وقد يكون طبيعياً، لكن هذا الخوف ما دام مرتبطا بزيادة في ضربات القلب, كما أن الطفلة تتحدث عن الخوف من الموت, فهذا يتطلب المزيد من الاستقصاء, والطبيبة النفسية أعتقد أنها أصابت في تجنب إعطاء الأدوية في هذا العمر، وإن كان هنالك أدوية يمكن أن تستعمل, مثل الجرعة الصغيرة من عقار يعرف باسم (تفرانيل Tofranil), والاسم العلمي هو (امبرمينImipramine) بجرعة (10) مليجرامات يومياً, فلا بأس به إذا تأكد أن حالة الطفل هي فقط حالة مخاوف، وأقصد بذلك أن كل الفحوصات العضوية طبيعية بالنسبة للطفلة، وتخطيط القلب ربما يكون مطلوبا في مثل هذه الحالات، وإن كنت لا أتوقع العضوية هي السبب الرئيسي.
عموماً النصح بعدم الانتباه والالتفات لما تقول, لا يقصد به تجاهلها تجاهلا تاماً، وإنما يقصد به أن لا نجعلها تركز على هذه الأعراض، ونصرف انتباهها من خلال طمأنتها، ونشعرها بأنها قوية الشخصية، بأنها إنسانة جيدة متفاعلة، وأن تشارك في الأنشطة الأسرية داخل المنزل، وأن نعزز تصرفاتها الإيجابية, ونشجعها على ذلك، وأن نتجاهل ما هو سلبي، وأن توجه في كيفية إدارة وقتها كطالبة, حتى تصبح متميزة, وتدريبها على تمارين الاسترخاء سوف يكون جيدا، وهذا يمكن أن تقوم به الطبيبة النفسية, أو الأخصائية التي تعمل معها، فإذن هذه طريقة التعامل, وإن شاء الله تعالى هذه الحالة تكون عارضة, وتنتهي.
لا بد أن تشجع الطفلة للذهاب للمدرسة بانتظام؛ لأن كثيرا من الأطفال الذين يعانون من المخاوف يتكون لديهم ما يعرف بقلق الفراق, أي أنهم لا يريدون أن يفتقدوا أمان البيت، ولذا تجدهم أكثر التصاقاً بوالديهم، وكذلك الإخوان, ومن ثم يتكون لديهم الخوف من الذهاب إلى المدرسة، لكن بالتشجيع, والتحفيز, والصرامة المعقولة في بعض الوقت نستطيع -إن شاء الله تعالى- أن نضمن أن الطفل يواظب على دراسته.
بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً.