أفكر كثيرا بالمرض والموت بعد الولادة
2011-12-21 11:58:24 | إسلام ويب
السؤال:
لكم كل الشكر على هذا الموقع الرائع، أرجو مساعدتي لأن ثقتي بالله ثم بكم كبيرة.
مشكلتي بدأت قبل 10 أشهر، وشخصت على أنها اكتئاب ما بعد الولادة، وتناولت أدوية - ولله الحمد - خفت الحالة، ولكن الشيء الباقي خوفي الشديد من المرض والموت، وأخاف أكثر عندما أسمع عن شخص ما توفي بمرض معين، وأخاف أكثر من شيء اسمه سرطان - عافانا الله وإياكم -.
أرجو مساعدتي يا دكتور محمد عبد العليم، فقد أصبحت كثيرة التفكير بالمرض والموت، وعندما أذهب للعمل، كأني سأموت غدا، وأريد أن أعمل كل شيء لأطفالي قبل موتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأعتقد أن الاكتئاب قد اختفى منك جزئيًا، والمكون المعرفي للاكتئاب لازال موجودًا، وظهر وتجسد هذا في شكل هذه المخاوف التي تنتابك، خاصة الخوف من الموت.
الذي أنصحك به هو أن تواصلي العلاج الدوائي، من أفضل الأدوية في علاج مثل هذه الحالات عقار سبرالكس (إستالوبرام) والذي تنتجه شركة (لون بج) الدنماركية، فهو دواء معروف جدًّا في الدول الإسكندنافية، الجرعة التي تحتاجين لها هي جرعة بسيطة صغيرة، وهي خمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تناوليها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، والدواء له خاصية وفعالية أنه مضاد للمخاوف بجميع أنواعها، خاصة المخاوف التي تكون جزءاً من الاكتئاب النفسي.
بجانب العلاج الدوائي من المهم جدًّا أيضًا أن تحقري هذه الأفكار، هذه الأفكار لا أساس لها، يجب أن تتجاهليها، اصرفي انتباهك إلى أشياء أخرى، والخوف من المرض أصبح متأصلاً لدى الكثير من الناس، لكن بشيء من التوكل والإصرار على رفض هذا النوع من الفكر ومعرفة وإدراك أن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان لحظة ولا ينقصه لحظة، وأن الله تعالى هو الشافي، هذه مبادئ من المهم جدًّا أن يرسخها الإنسان.
نحن ننصح أيضًا في مثل حالتك أن يكون هنالك توجه نحو حياة صحية، وذلك من خلال ممارسة الرياضة، حيث إنها تعطي الإنسان الشعور بالتوازن النفسي وكذلك الجسدي، مما يقلل المخاوف من المرض.
وفي مثل هذه الحالات أنصح بأن تقابلي طبيبك مرة كل ثلاثة أشهر، طبيب الأسرة مقابلته دائمًا مفيدة لإجراء الفحوصات الروتينية العامة، وإجراء فحوصات بما يعرف بالمرأة السليمة أو الصحية أيضًا مفيد لكثير من النساء، وهذه الفحوصات أصبحت فحوصات بسيطة وسهلة جدًّا.
المكوّن العلاجي الآخر هو أن تشغلي نفسك فيما هو مفيد، تدبير أمور منزلك، الأطفال، الزوج، الاطلاع، العبادة، التواصل الاجتماعي، كل هذا يصب في خانة الشعور بالصحة والعافية والتعافي، وهذا يجعل الإنسان في أفضل حال وأطيب حال.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق، وإن شاء الله هذا الأمر بسيط ويعالج من خلال ما ذكرناه لك.
وبالله التوفيق والسداد.