ما التخصص المناسب لصاحب الشخصية الوسواسية، وهل علم النفس جيد لي كامرأة؟
2011-11-20 10:41:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد أرسلت لكم عدة أسئلة عن وسواس النظافة، والخوف من الفطريات، وعملت بنصيحتكم، وتخلصت منه بفضل الله، ثم بفضلكم.
سؤالي هذه المرة هو: ما الاختصاص المناسب لي؟
أنا طوال عمري أحلم بأن أكون طبيبة أسنان، والآن علي أن أحدد ما أريد، ولكنني خائفة أن لا أنجح في هذا المجال، أو أنه سيزيد وساوسي.
وأيضا أنا أحب علم النفس فهل هذا الاختصاص جيد لي كامرأة؟
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا شك أن رغبة الإنسان هي المحك والمحدد الرئيسي للتخصص الذي يريد أن يختاره الإنسان، هذا من ناحية المبدأ.
مدى تأثير وانعكاس الشخصية على المهنة؟ هذا حقيقة يعتمد على درجة التدريب والتواؤم.
الإنسان قد يكون وسواسيًا أو قد يكون قلقًا، أو خلاف ذلك، ولكنه يستطيع أن يتواءم مع تخصصه، وليس من الضروري أن ينقل السمات التي يعاني منها قلقًا كان أو وسواسًا إلى مهنته، لأن الذي يحدث له هو نوع من التطبع الداخلي الذي يجعله لا يترك الأمور تتداخل ما بين منهجه الوسواسي وتطبيق مهنته، هذا شاهدناه كثيرًا.
فأنا لا أرى أبدًا ما يمنع أن تكوني طبيبة أسنان بشرط أن تتذكري أن الالتزام في موضوع النظافة والتعقيم والتحوطات الصحية بالنسبة لعلاج الأسنان يكون في الحدود التي يطبقها الآخرون، يجب أن لا يكون لك منهج مخالف أبدًا، هذا ضروري جدًّا ومهم جدًّا.
فهذه مهنة جيدة مهنة ممتازة، وأعتقد أنك -إن شاء الله تعالى- سوف تجدين فيها نفسك ومقدراتك.
بالنسبة لعلوم النفس: أنا أعتقد أنها غير مناسبة، وذلك لسبب بسيط؛ لأن مدارس النفس مختلفة كثيرا، فهنالك الكثير من الفرضيات والأمور النظرية التي حقيقة لا نستطيع أن نقول أنها متدققة أو انطبقت عليها معايير الجودة أو الدليل، وهذا يجعل الإنسان يلجأ إلى تنظيرات ووضع نظريات من جانبه، ويبدأ يشرّح بعض الأفكار التي تروج لها بعض المدارس، وأصبح الآن هنالك الكثير من الأمور الطرفية في هذا التخصص، فتسمعي عن البرمجة العصبية، تسمعين عن تحرير النفس الحر، العلاج بخط الزمن، أشياء كثيرة جدًّا أصبحت الآن تضاف، وهذه ربما تدخل الإنسان في متاهات.
أعتقد أن طب الأسنان هو طب واضح محصور، له آلياته، وهذا العلم أيضًا في تقدم مضطرد.
كإضافة أخيرة: البعض يرى أن الإنسان الذي لديه درجة بسيطة من الوسوسة سوف يكون متميزًا في عمل البنوك، وعمل الحسابات، هذا من الأشياء التي تذكر في الكتب، ومن الناحية العلمية تجد أن المحاسب الذي يعاني من وسوسة بسيطة متدقق جدًّا، لكن هذه الوسوسة أيضًا يجب أن تكون بدرجة معقولة، ولا تنعكس سلبًا على أدائه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأنا سعيد جدًّا أن أعرف أنك قد تغلبت على وساوسك، اتبعي نفس المناهج السلوكية التي تحدثنا عنها سابقًا.
وبالله التوفيق والسداد.